U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

مبسوط أَم سعيد؟ (1) | د. ماهر صموئيل | برنامج اسأل د. ماهر - 17 يوليو2021

 



”مبسوط أم سعيد؟“ (١)

———— 

* سؤال - هل الشخص المسيحي يمكن ان يكون شخص سعيد وايجابي ومنطلق في الحياة؟

اذا قارنت المسيحية بالإلحاد او البوذية او اليهودية …

الإلحاد يقود الى الكئابة. الحل هو التشتيت

البوذية تنادي بالتخلص من النفس وليس بخلاص النفس

اليهودية تعد بالسعادة في المستقبل عندما يأتي المسيا.

المسيحية تقدم فرح وبهجة وسعادة حقيقية هنا والآن.

في رسائل سفر الرؤيا كان الرب يسوع يوبخ لكي يصل بمن يوبخهم الى السعادة الحقيقية، 

ولكي يخلصنا من كل العوائق والشرور التي تعطلنا عن تحقيق السعادة الكاملة.

الغاية في النهاية هو الخير الاسمى (summum bonum) 

جاء المسيح لكي يخلص الانسان ويحقق له الخير الأسمى.

في اول رسالة سفر الرؤيا، يعاتب لكي نرجع للحب الأول.  

الحب الحقيقي يقود الانسان للسعادة الحقيقية.

لا يمكن ان تسعد بدون علاقة حقيقية مشبعة.

في آخر رسالة يوبخه ”انا مزمع ان اتقيأك من فمي“

الحل: علاقة مشبعة - تعالى نتعشى مع بعض.

سؤال - ألا توجد انطباعات عند الكثيرين عن المسيحية مثل ما كان في اليهودية؛ ان ننتظر الافضل في المستقبل الآتي؟

هذا واحد من الأخطاء الفادحة، وكأنها انجيلاً آخر.

الإنجيل خبر مفرّح سار لانه يعد بشيء حقيقي هنا والآن. ”اكرزوا بالإنجيل“.

تطرفين في المسيحية ضيعوا السعادة الحقيقية.

ان نسير على نهج اليهودية فنعيش البؤس والتعاسة والشقاء على امل ان مجيء المسيح الثاني سيحقق السعادة. وهذا غير صحيح.  

بمجيء المسيح الثاني يكتمل سلامنا.

ناس حبوا يكونوا واقعيين بزيادة، قالوا كله تحقق الآن.  

هذا مخيف لانه يقطع ثلث المسيحية المبنية على: الإيمان والمحبة والرجاء.

لا توجد سعادة حقيقية بدون رجاء.

المسيحية تقدم رجاء ليس في الحاضر فقط اني اعيش جميلا ومثمرا، لكن رجاء في المستقبل ان هذا الجسد سوف يُفدى والطبيعة سوف تُفدى،

والسموات الجديدة والارض الجديدة ستأتي، ولن يكون فيما بعد ألم ولا شر، والموت سينتهي وفراق الأحباء سينتهي.

علينا ان نتزن ونعرف انه يوجد الان ما نسعد به لكن لم يكتمل بعد (already but not yet).

* سؤال - هل السعادة هي الانبساط؟

السعيد دائماً مبسوط،

لكن الانبساط هو طبقة سطحية من السعادة.

حالات الانبساط تتجه الى شيء لحظي آني، غير ثابت، غير عميق، غير دائم.

السعادة نوع من اشباع الاحتياجات العميقة للانسان تجعله في الداخل راضيا شبعانا، حتى لو كان متألما وموجوعا.

حالة من الرضى الداخلي العميق تتعدّى حدود المزاج.

يشعر انه امتلك ما ينبغي ان يمتلكه وانه يرى ما ينبغي ان يراه، وانه سيصل الى ما ينبغي الوصول اليه.

هناك شيء اعمق مرتبط بعالم داخلي وعالم روحي وواقع آخر.

- علم السعادة (Martin Seligman)

نظرية PERMA - خمسة امور لازمة لتحقيق السعادة

١-توقع ايجابي (positive emotions)، اي الرجاء (التوقع البهيج من جهة الحياة والمستقبل).

٢- اندماج (engagement) تندمج فيما يخرجك خارج الوقت.

٣- علاقات عميقة بين الناس (relationships).

للاسف، ال devices بين ايدينا اضعفت وعطلت العلاقات خصوصا بين الشباب. 

٤- المعنى (meaning). في الحياة ان تنتمي الى وتخدم ما هو اعظم من نفسك.

٥- الإنجاز (achievment) الذي يجعلك تشعر انك تعيش وتحقق نفسك.

هذا كله لا يمت للإنبساط بصلة. 

كل امر منها مكلف وفيه ألم.  

- الدخول في علاقات عميقة لا يخلو من ألم

الانجاز في العلم والكتابة…الخ ليس بالسهل.

لو وصلنا الى مرحلة الاقتناع التام ان في هذا خيري، سنجد الطاقة والدافع.

مشكلتنا لم نجد قادة حازمين حاسمين حقيقيين، حياتهم وكلامهم يؤكد ان ما ينادون به هو الحق.

ايضا، الشباب ضحية لعصر رديئ.

- اهمية النماذج الحية التي تسعى ان تنجح في سباق الحياة وتحقق السعادة. 

مهم معرفة اسمائهم وانهم وصلوا، وانه ممكن تحقيقه، وليس وهميا.

”الحياة المسيحية عندما جُرّبت نجحت“.

* سؤال - ربما لم تُجرّب لأنها صعبة؟. 

صعبة بسبب ”الكساح ونقص كلسيوم“.

يوجد ضعف في مناطق معينة.

أربع امور تعطل الشباب عن القيام بالسباق:

١- عندهم مأساة كبيرة في تأجيل الإشباع الآني واللحظي.

٢- عدم القدرة على تحمل الإحباط.

توقع ساذج ان الدنيا سهلة وجميلة.

الدنيا مشكلة كارثية، وهي التي جعلت يسوع يبذل حياته.

يموت مصلوباً لانه توجد لعنة وموت.

قدرة هذا الجيل في التعامل مع ال tolerance ضعيفة للغاية.

٣- غياب المتانة الداخلية (lack of resilience).

المتانة تتمثل في المرونة والصلابة

المرونة، تحمل ضغط لفترة طويلة (ما حدث مع موسى)

الصلابة، حدوث صدمة فجائية. (ما حدث مع إيليا).

الرب يسوع كان يملك الإثنين: المرونة والصلابة🌹

”احتمل الصليب مستهينا بالخزي“

”احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه“.

لذلك he is my hero.  

البطل الذي احب اعيش مثله.

في أحوال المرونة والصلابة، الجميع يواجهون التوتر والاكتئاب.

نوعين من الاشخاص: 

نوع يعاني اضطراب ما بعد الصدمة. 

ينهاروا ويعيشوا باقي العمر بأثار الصدمة.

والاخر ينمو ما بعد الصدمة.  يخرج بشيء ايجابي.

٤- هذا الجيل عنده احساس بال entitlement .

يبحثون عن حقوقهم دون الرغبة في تحمل مسؤلية صناعة نفسه.

ليس لديه الاستعداد ان يستثمر في صناعة نفسه، لكن يريد ان الظروف تمنحه كل شيء.

يلعن الظروف والحياة عندما لا تعطيه ما يشعر انه يستحق ان يأخذه.

- ضحية التربية الأسرية

- ضحية ال technology (كارثة كبيرة جدا).

في الماضي كان الناس يحصلون على الاستمتاع والإنسجام بجلسات مع احد الاصدقاء.

أنا احصل عليها من حوار عميق مع احد ابنائي 

وان أعمل خير في أحد.

اما الاشخاص الذين يريدون ان يحصلوا على الإنسجام وليس لديهم القدرة على عمل علاقات مشبعة وحوارات قوية، وان يعملوا خير في الاخرين، هؤلاء البؤساء يلجئون الى الخمور.

اليوم، ليست الخمر ولكن الاجهزة الالكترونية.

هذه الاجهزة تنسيك وتشتتك.

ليس لك اختيار ان لا تتعامل مع هذا الجهاز (mobile).

الاديان والدول على مر العصور تضع ضوابط لاستعمال الخمرة.

لكن ليس هناك ضوابط لاستخدام الموبايل في اي مكان، حتى في الكنائس.

مع ان تأثير هذا الجهاز على الشباب أسوأ من تأثير الخمر!!

الخمر تأثيرها سريع ومفاجيء وينتهي بسرعة.

لكن تأثير استخدام الموبايل مع الوقت يغير تكوين وتركيبة الشخصية.

المثير للشفقة والسخرية، تراهم في المطاعم الواحد وخطيبته او زوجته، وكل منهم ماسك تليفونه.

اين العلاقات؟ اين العمق؟

ارى نساء احيانا، طول اليوم لا يمكنها ان تعيش من غير التليفون! 

”عندما ينقطع الإنترنيت“!!

بسبب الرأسمالية والمجتمع الإستهلاكي، يغرز فيك انه لا داعي انك تتحمل التأجيل.

المنافسة كلها، مين يوصل لك الطلب اسرع. مين يحقق لك اللي نفسك فيه اسرع.

ومن حقك تعترض، واسوأ كلمة يسمعها البائع من الزبون I am not satisfied. 

فالزبون دائما على حق. 

بينما أحدث هذا تقدم في الراحة لكنه افسد الشخصية بشكل ما فلا يمكنها ان تنتظر لكي تنال.

وبالتالي اي شيء يحتاج انتظار مثل ”السعادة“ لا تتوفر لها الطاقة.

- تأثير ال ”like“ على ال facebook وغيره. immediate gratification 

”لهيب العطش للشعور بأهميتنا يشوينا شويا للحصول على القيمة“.

- تطرف التربية في المدح المبالغ فيه للطفل.

نتج عنه شعور الطفل ان يُعامل معاملة خاصة.

في الواقع هناك من هو افضل واذكى منه. مما يُحدث احباط.

- هل في النهاية لديهم مبرر للإستسلام لهذه العوامل؟

كوني اتفهم ان الشباب ضحايا لا يعني اني ابرر الكسل والتراخي.

المفروض educate himself بدل من entertain himself.

يعلم نفسه شيء، يدرس شيء، يشتغل شيء 

كوني اتفهم انه ضحية technology، على بيئة، على ظروف، على عائلة، لا ابرره في استسلامه لهذه العوامل بحيث انه في النهاية يطلع شخصية غير سعيدة وغير محققة لخيرها الأسمى.

- كخدام، هل لدينا رجاء وخبر سار نبلغه للناس؟ عندنا مسيح مخلّص. 

الناس تبحث عن مخلص ولا تجد مخلص. 

الخلاص يُرجع لك انسانيتك ويجعلك ما ينبغي ان تكون، انسان يحقق مشيئة الله في الارض ويحقق الخير لنفسه.

الاسمبريد إلكترونيرسالة