U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

لماذا يرتبط الخلاص بإله محتجب؟ - د. ماهر صموئيل - كنيسة الإيمان بميدان فيكتوريا - 7 نوفمبر 2021


https://youtu.be/kDmx_2s_zwk 

”حقا انت إله محتجب يا إله إسرائيل المخلص“

لماذا يرتبط الخلاص بإله محتجب؟

انت حاضر يا رب ولكن المنظر كله يبدو وكأن ليس لك وجود. 

فانت الذي تنصب من تشاء وتعزل من تشاء.

انت تعمل في الخفاء، تدير عجلة التاريخ، تسيطر على كل شيء.

كورش، نبوخذنصر، اسماء كثيرة تسود في الدنيا؛ 

ضجيجها عالى وانت مختفي.

واللي بيعرفوك قليلين وغلابى ومساكين.  ”قطيع بائسيك لا تنسى“.

يحلاله يخلص وهو مختفي.  عجيبة!

يبدو ان من يريد خلاصه عليه ان يقبل اختفائه.

”لماذا تختبيء يا الله؟“

اريدك ان تظهر وتخلصني.

يرد، الخلاص الذي اجريه وانا ظاهر رخيص.

”قد خزلوا وخجلوا كلهم مضوا بالخجل جميعا الصانعون التماثيل، اما اسرائيل فيخلص بالرب “

ما هو نوع الخلاص والرب مختبيء؟

١- هذا الخلاص ليس خلاص من الضيق، والأزمات ومن العاصفة.  ليس خلاص خارجي.

لكن الخلاص الذي يصنعه الرب وهو محتجب هو خلاص داخلي.  فيصنع مني انسانا جديدا.

هو خلاص النفس من نفسها، من عبوديتها، من هشاشيتها، من زيفها، من فسادها، من هلاكها، 

ليُخرج كائنا جديدا عظيما مخلوقا بحسب الله في البر وقداسة الحق.

كم من مرات خلص نفسي من ضيقاتها وبقيت نفسي على حالها،

تزداد سوءً وكبرياءً وفساداً.

سمع صرختي وظهر وخلص وبقيت انا كما انا في جهلي، في حماقتي، في خطيتي.

صرختي الجديدة الصحيحة والحقيقية الان ليس لتخلص نفسي من ضيقها، لكن خلص نفسي من فسادها، من حبها لغيرك، من تثمينها للرخيص واحتقارها للغالي.

لا اريد ”خلاص الفراعنة“.

”قسّ الرب قلب فرعون“.  كيف؟

بمزيد من الخلاص!!  (طرح عبقري)

كل ما يخلصه اكتر، يقول ما هي فرجت من قبل، ويتقسى اكثر.

على فكره، فرعون ده يبقى جدي وجدك 😀😀

١- الخلاص الداخلي الذي يعمله الإله المحتجب يخلق في داخلي إيماناً حقيقياً (عب ١١)

٢- يخلق قداسة حقيقية (عب ١٢)،

٣- يخلق ثباتا حقيقيا (عب ١٣).

”ايمان بدونه لا يمكن ارضائه“. 

ايمان يقوم ويتأسس على الإحتجاب الإلهي. 

علامته وعمله: ”الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى“.  

يجعلني اجيد الارتباط والثقة باله لا يُرى.

يوجد ايمان لا يُخلص ولا يُرضي الله.

”ولما كان في أورشليم في عيد الفصح آمن كثيرون باسمه اذ رأوا الايات …“

خلصهم من الازمات والامراض. 

آمنوا لانهم رأوا الايات، لكن الرب لم يأتمنهم على نفسه.

كونه رأى وصدق، لا يعني ان قلبك من الداخل تغير واصبحت شخص يوثق فيه وائتمنك على نفسي. لا يمكن.

ممكن تطلع خائن.  ممكن تبعني على اول ناصية اذا وجدت خلاص اعظم من اللي انا خلصتك منه.  


يهوذا لم يكن يشك، كان مصدق. لذلك لم يرى ايات فقط، لكنه صنع ايات.

يهوذا لم تكن مشكلته انه مش مآمن، لكن كان خائن.

الإيمان: العقل صدّق، 

لكن الامانه: القلب اتغير.

الأمانه والإيمان جذر واحد، تعني شخص يوثق فيه،

”امانة الله“، تعني ان الله جدير بالثقة

هي نفس الكلمة التي تترجم ايمان. ”آمنوا.. لكن يسوع لم يأتمنهم“

كيف يُخلق هذا الإيمان؟

هذا الإيمان لا ينتظر برهان أو دليل او اية، 

هذا الإيمان يأتي عندما يُصدم الشخص بخيانته، ليس في شكه، ولا حيرته.

لا يا رب، انا لا اقبل ان اكون مؤمن بعقلي، وخائن بقلبي.

اني افضل يا رب ان اكون شاكك بعقلي، لكن امين في قلبي.

هل تحتمل التكلفة؟. 

سوف اختفي وارى ان كنت ستبحث عني، تصرخ وتقول انت فين؟

مادمت مغرقك بخلاصي وعطاياي، ستظل نايم على خيانتك. ساتركك شوية

”حبيبي مضى وعبر، نفسي خرجت عندما ادبر..“. 

اتبهدلت وانا ابحث عن حبيبي، 

لكن باصرار عظيم ظلّت تبحث حتى وجدت الحبيب.  

هكذا يُخلَق الإيمان الذي يُخلص خلاصا حقيقيا.

”وبينما هو يتكلم بهذا امن به كثيرون“.  اقتنعوا  وانبهروا بالكلام.

”انكم ان ثبتم في كلامي…“.  سوق الكلام شغال ومفيش اكتر وارخص من الكلام.

”وانت لهم كشعر اشواق وكمن يحسن العزف، يسمعون كلامك ولا يعملون به“

احذروا هذه الآفة - نحن شعب يُحب الاستماع للكلام.

”فقال يسوع لليهود الذين امنوا به انكم ان ثبتم في كلامي…“

”وتعرفون الحق والحق يحرركم“.  

الدليل على انك تلميذ انك تثبت في الكلمة، والدليل على انك ثبت في الكلمة انك عرفت الحق، والدليل على انك عرفت الحق انك تحررت من الخطية.

هذه الجماعة طلعوا في الآخر اولاد ابليس.

”لماذا لا تفهمون كلامي..“  

المصيبة انهم مآمنين ومش فاهمين، مثل كثيرون هذه الايام.

في مثل الزارع الرب يسوع قال ان الذي سقط على الطريق وجاء العدو وخطفها هو ”الذي يسمع الكلمة ولا يفهم“.

”لتقطر السموات برا، ولتنفتح الارض فيثمر الخلاص وتنبت الارض برا“

عايز قلبك مفتوح يستقبل الكلمة فيثمر الخلاص.  

”كما ان المطر والثلج ينزلان على الارض ولا يرجعان الى هناك بل يجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعا للزارع…هكذا كلمتي التي تخرج من فمي لا ترجع اليّ فارغة..“

”لماذا لا تفهمون كلامي لانكم لاتقدرون ان  تسمعوا قولي“.  

بمعنى، لا تريدون ان تطيعوني لانكم تحبون الخطية والشر.  

بالتالي عندما تسمع ولا تفهم، بتآمن لكن نوع الايمان الرخيص.

”انتم من اب هو ابليس“. يا للرعب.  

سمعوا الكلمة وآمنوا وهم ابناء ابليس.

ناس شافوا ايات (عملي)؛ ناس اقتنعوا بكلمات (منطقي)، لكن القلب لم يتغير.

سيمون الساحر، يحب يدهش الناس.  خداع: ”هذه قوة الله العظيمة“ وهو سحار.  

رآيت كثيرين: ”باسم يسوع المسيح“ وهم سحارين.  يعشقون الادهاش والقلوب فاسدة لم تتغير.  

اول ما يِخَطّي الكنيسة يبقى ”قوة الله“.

”وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا..“  تحقق الغرض.

كما انه يوجد كثير من الناس مُنى عينها تدهش، يوجد ايضا كثيرون مُنى عينهم يندهشوا.

{رزق المُدهشين على المندهشين}.

”وسيمون ايضا آمن …واندهش“

تحوّل من مُدهش الى مندهش.  وجد الأجدع منه.

”فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك…“

يعني خاطيء وهالك، مع انه امن!!

زمان قدمت عظة بعنوان ”مؤمنون هالكون“.✓

لما تقول المؤمن لا يهلك، ارجوك اسأل معاها سؤال: ما هو نوع الإيمان؟ 

ايمان بُني على الرؤيا، او على الإقتناع، او على الإندهاش - اصحابهم مصيرهم الهلاك.

لكن الايمان الذي يخلص هو ايمان بإله محتجب.

انا مش شايفك، لكن مصدق فيك، انا تعبان لكن واثق فيك…

اموت ولا اخونك، مش هابيعك، انا بحبك.

عندما يحتجب الله تسنح لي الفرصة لامتحان نفسي ولمواجهة نفسي. 

في جو الصمت الرهيب لا تبقى لي سوى نفسي التي اواجهها وافحصها.  

وهناك في الظلمة حيث غياب الحضرة الإلهية وغياب النور الإلهي لا يبقى لي الا الصراع مع الله، 

اصرخ واقول له اخبرني من انا.  

لا اريد ان اكون موهوما، لا اريد ان اكون مخدوعا.  

اكشف اعماقي، اختبرني .

وتصبح فرص احتجاب الله وصمته هي اسمى واثمن فرص تجتاز فيها النفس البشرية.

اما الذين يهربون من مواجهة انفسهم ويريدون دائما كلاما يقنعهم وايات تعجبهم ومشاهد تدهشهم، لا يواجهون حقيقة انفسهم.

٢- العلاقة بين احتجاب الله وخلاص الله:  لكي يخلق قداسة حقيقية.

قصة الابناء في لعبهم وشجارهم معا، ثم توقفهم لحظة حضور الاب. 

ان الفضيلة التي تظهر بسبب هيبة حضوري لا اثق فيها.  هذه فضيلة مزيفة.

والقداسة التي لا تنشأ الا بهيبة حضور الرب هي قداسة مزيفة.

القداسة الحقيقية في الخفاء، والله محتجب.

يوسف، مثلا في العفاف والطهر والجمال.  كان الله محتجبا عنه سنين هذا عددها

”بكى واسترحمهم“.  لا اخوته سمعوه ولا ربنا سمعه.

ده اللي كان بيصرخ لربنا لكي يخرجه من حفره، فيقع في دحديره.

الامور تزداد سوء.  اين الله؟  مختبيء.

لكن ”كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطيء الى الله“، الذي لا اراه. 

هذه هي القداسة الحقيقية.

لماذا يحتجب الله؟. لكي يخلق فينا القداسة الحقيقية.

الى متى ستظهر قداستنا ونحن مجتمعين معا فقط؟ 

وعندما نذهب الى اشغالنا نبقى اشخاص مختلفين ولغه مختلفه واسلوب مختلف تماما؟ 

عندما تظهر الفضيلة في غياب الحضور الالهي تكون فضيلة حقيقية. 

ابونا السماوي لا يقبل قداسة لا تظهر الا في الكنيسة، وامام المؤمنين.

”بدون ايمان لا يمكن ارضائه. والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب“.

يبدو ان العلاقة مع الله التي تنجح في الخفاء هي التي تخلق انسان يستطيع ان يساكن الله في العلاء.  

يظهر ان اللي هايسكنوا معه في الاخر هم اللي عرفوا ينجحوا معه في الخفاء بينما كان هو مختفي.

الله سيُعلَن - ”هم سينظرون وجهه واسمه سيكون على جباههم“.  سنراه كما هو الى ابد الابدين. 

لذلك قوموا الايادي المسترخية والركب المخلعة، 

اصنعوا لانفسكم مسالك مستقيمة …“. شددوا بعض وانذروا بعض.

فيلم  ”Lord of the Rings“  مستنقع جثث ميته بسبب الاكاذيب.  

صار العالم مستنقع من الاكاذيب، وصار السير فيه مشوارا مضنيا.  

محتاج عنيك تبقى في راسك، 

محتاج لسانك يبقى تحت تحكمك، 

محتاج ان تكون واعيا طول الوقت لكي لا تكذب. 

لو انت كذبت يا مؤمن انت بتصعب على الجاي وراك

الواقع الروحي حقيقي، والواقع المادي ظلال.

{هذا الواقع الروحي الذي اتهموني يوم قبلته اني غيبت عقلي لاني امنت بمن لا يُرى؛ قالوا لي عنه انه وهم.  

فقلت ان ما تقولون عنه وهم خلق فيّ الحقيقة، وما تقولون عنه حقيقة جعلني مجرد وهم.  

عشت طول عمري وهم وراء ما تقولون عنه حقيقة.  

من يوم ان سرت وراء ما تقولون عنه وهم خلق بداخلي شيئا حقيقيا.  

فالروح يشهد مع روحي اني ابن لله.}  

يوجد حب حقيقي في داخلي ليسوع المسيح،

يوجد كيان حقيقي مخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق.  

أتَى ليس من ما هو منظور لكن أتَى من العالم غير المنظور 

”ونحن غير ناظرين الى الاشياء التي تُرى بل الى التي لا تُرى…“

”لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة لانه حسن ان يُثبت القلب بالنعمة …“ 

العلاقة مع اله محتجب تخلق ايمانا حقيقيا، وقداسة حقيقية، وثباتا حقيقيا.

الثبات الحقيقي:  

بخاف، بشك، باكتئب، بحزن بخور، باحبط، بافشل.  

يقابلني واحد يقول، كيف يحدث هذا منك!، 

قوم رنم واسمع وعظة، شد حيلك كده وكل حاجة تبقى تمام - علاج خيبان.

عندما ترى الضعف والخوف والاحباط والحزن، هذه فرصة ذهبية.. 

انا كدة انسان، تحت الالام.  

ماذا يُفعل؟ انفتح لاستقبال نعمة الهية.  

قال له ”تكفيك نعمتي لان قوتي في الضعف تكمل“.  

لا تثير دوشة على الضعف لكي يختفي.  

لا يكون ثباتك مغشوش متعلق على اجتماع.  

”تقوى انت يا ابني بالنعمة“.  

عندئذ الاله المحتجب لن يرسل الي ملاكا يخرجني من السجن.  

لن يرسل الي شفاء يطرد الشوكة من جسمي، 

لكن يرسل الي نعمة.  

وعندما استقبل النعمة، اقول: ”اسر بالضعفات والضرورات والضيقات والشتائم، لانه حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي.“


الاسمبريد إلكترونيرسالة