U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

أصحاب السعادة - الموعظة على الجبل (2) - د. ماهر صموئيل - الكنيسة الانجيلية بمصر الجديدة


الأعداد التي سمعناها من ١٣ - ١٦ تصف إرسالية الكنيسة أو إرسالية بني الملكوت في عالم شرير.  فهناك فساد وظلام.  
الفساد متغلغل بقوة وله الصفة الأخلاقية.  
الظلام يسود بقوة وله الصفة الفكرية … الأكاذيب المنتشرة. 
رسالة بني الملكوت، مجتمع الملكوت … اعتقد انه وضح انه ليس مجرد أفراد لكنه مجتمع مرتبط ببعض.
لا اعتقد ان مجتمع الملكوت يستطيع ان يحقق رسالته في المجتمع إذا ظللنا أفراد.
نحتاج إلى بني الملكوت.  نحتاج إلى الملح المنتشر، نحتاج إلى المدينة المنيرة.  نحتاج إلى المجتمع.  نحتاج إلى الكنيسة.
رسالة الكنيسة ليست رسالة دفاعية.  تظل الكنيسة في مكانها تتلقى الهجمات وتحاول ان تصدها، لكن رسالة الكنيسة رسالة إيجابية.  رسالة منطلقة بشعور عميق بالقوة وبالغلبة وبالاستمرارية.
فالكنيسة هي الباقية، وملكوت الله هو الباقي؛ وكل ملكوت آخر سوف ينتهي.
يقول Peter Burger، ان كل مجتمع انساني هو مشروع بناء للعالم.  ويسوع عندما كون هذا المجتمع كان يضع أساس بناء العالم.  يسوع سيبني عالمه، وقد بدأ البناء.  
والحجر الذي قطع بغير يدين وضرب التمثال صار جبلا عظيمًا وملأ كل الأرض.  وكل البناءات الاخرى التي بناها البشر انهارت.  
علينا يا إخوتي الاحباء ان ننطلق من هذا الإيمان، من هذا اليقين … ان ملكوت الله ينمو وسيبقى ، لأنه مبني على أساس.  أما كل الممالك التي بنيت في كل التاريخ بنيت على أسس خاطئة.  بنيت على القوة بنيت على الشهوة، بنيت على الرغبة في السيطرة.  لذلك فقد انهارت، وما بقي منها سينهار.
لكن ملكوت ابن الانسان، ملكوت المسيح سوف يبقى وينمو ويستمر ويسود.  
سفر الرؤيا، الترنيمة العظمى … "سمعت صوتًا عظيمًا (بعد ان رأى شخص وضع رجله اليمني على البحر ورجله اليسرى على الأرض، وأقسم بالحي إلى ابد الآبدين الا يكون زمان بعد)، ساعتها سمع القول "صارت ممالك العالم (أو في اليوناني مملكة العالم) للرب ولمسيحه".  آمين
مؤمنين بهذا الحق؟. على أي أساس ستبقى مملكة ابن الله؟  لأنها مبنية على أساس أخلاقي.  كل ما لا يبنى على أساس اخلاقي متين سوف ينهار.  
ولهذا أقول ان إرسالية الكنيسة إرسالية إيجابية (لا اريد ان اسميها هجومية، لكن إيجابية).
ما هو فعل الملح؟  فعل إيجابي وليس سلبي.  الملح مضاد للفساد، يوقف انتشار الفساد.  يقول للفساد، إلى هنا تأتي ولا تتعدى.  حيث يوجد الملح يوجد منع للفساد.
وحيث يوجد النور يوجد قهر للظلام.  
الكنيسة تحتاج إلى شخصيات مقدسة وعقول قوية.  
الملح يتكلم عن الأخلاق والقداسة.  وعندما أتكلم عن القداسة، أتكلم عن ال beauty of God.
اذا كانت المحبة هي قلب الله، فالقداسة هي جمال الله.  فعندما أتكلم عن شخصيات مقدسة، أتكلم عن شخصيات جميلة تقهر قبح هذا العالم؛ تفضح فساد الأخلاق في هذا العالم، لذلك هي كالملح. 
لكن أيضا نحتاج في الكنيسة وفي مجتمع الملكوت إلى عقول قوية مستعدة لمجاوبة كل من يسألها؛ مستعدة ان تنتقم على كل عصيان.
أسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون "هادمين ظنونا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله.  
المسيح الملك، سيدي الحبيب، وهو يصف مجتمع الملكوت لا يصف مجتمعًا مستكينا منعزلًا، لكن يصف مجتمعًا مخترقا للعالم كاختراق ذرات الملح للسائل الذي توضع فيه.  Ravi Zacharaias له عبارة جميلة … قال عندما تضع الملح (أولا لا نمتلكه لكي نضعه في الملاحة ونحتفظ به، لكن الملح لكي نضعه في الطعام)، ثم يقول هذه العبارة … قد لا يجعل مذاق الطعام كما نريده لكن مستحيل يتركه كما كان.
المسيح يرى مجتمع الملكوت متغلغل ومنتشر وسط الناس للدرجة التي يتفاعل فيها مع الناس أخلاقيا فيوقف انتشار الفساد.  
"انتم"، ولاحظ مش كلامكم، مش اعمالكم، لكن "انتم" بتواجدكم الفعال وأنتم تسكبون نفوسكم في المجتمع، انتم ملح الارض. 
لكن أيضا أنتم نور العالم.  في أفسس ٦ يقول "ان مصارعتنا …… مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر".  العالم له ولات مدربين جيدًا على الإظلام.  انهم ولات العالم على ظلمة هذا الدهر.  انهم ولات العالم المعينين رسميًا من سلطان الظلمة لكي يجعلوا العالم دائما في حالة ظلام.  ظلام ديني، ظلام بالفلسفة، ظلام بالفن، ظلام بالمسلسلات.
والواقع الذي نراه ان ابليس له رجاله الأمناء العاملين باجتهاد في كل الميادين والمجالات.  شغلتهم الوحيدة إغراق العقول في الأكاذيب لكي يكون العالم في حالة ظلام.
رسالة الكنيسة ان يكون عندها أيضًا رجال ونساء في كل الميادين … في العلم، في الفن، في السياسة، في الاقتصاد، في كل المجالات.  وهم هناك ليسوا تحت المكيال لكن مدينة موضوعة على جبل.  
لاحظوا الجمال … ان الملح لا يعزل وإلا يرطب ولا يصلح لشيء.  والمدينة يجب ان تكون موضوعة على جبل "لا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة على جبل".  "فليضيء نوركم".  اخرجوا للعالم، تكلموا بالحق، ناقشوا الناس في معتقداتها، واهدموا الأكاذيب. هذه هي رسالة مجتمع الملكوت.
ثم فقرة اعتراضية صغيرة فيها الرب يتوقع الاعتراض اليهودي … هل أنت جئت لكي تنقض الناموس والأنبياء؟  
هذه معضلة، الحقيقة محتاجة تفكير منّا.  اللاهوتيين بيتكلموا فيها انها ال continuity vs discontinuity .  ما مدى اتصال القديم بالجديد، وما مدى اختلاف الجديد عن القديم. 
يسوع بيقول "أنا لم آتي لكي انقض الناموس والأنبياء".  لكن أيضا لا أقول أنا اتي لكي اجعله يستمر.  لكن أتيت لكي أكمله.  
وهناك فارق بين ان تقود الشيء للاستمرار، وان تكمل الشيء.  فإذا أكملت الشيء انتهت وظيفته.  
لهذا كاتب العبرانيين كان من الجرأة ان يقول "يصير ابطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها" (من حيث الوظيفة)  "ويصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله."  لسنا في احتياج ان نقدم الذبائح الان.  والعهد الجديد لا يجعل الذبائح تستمر لكنه أوقف العمل بالذبائح؛ ليس لأنه يريد ان ينقض الناموس والأنبياء، لكن لانه كمل مفهوم الذبيحة.  كمل معنى الذبيحة.  لم نعد في احتياج لهيكل أرضي له حجاب.  لقد هدم الهيكل وانشق الحجاب ولم نعد في احتياج.  لا لأن الله ينقض كلامه لداود وسليمان، لكن لانه كمل في هيكل جسد يسوع المسيح.  فجسد يسوع هو الهيكل، وجسد يسوع هو الحجاب.
عبرانيين ١٠ واضح جدًا "طريقا حديثا حيًا كرسه لنا المسيح بالحجاب اي جسده.  واضح، هو الذي يفسر.
إذاً إكمال الناموس والأنبياء ليس استمرارية الناموس والأنبياء، لكن تكميل الناموس.  
اعتقد ان اشهر عبارة توضح هذا (بإلاضافة للمثلين اللي قلتهم) … لما رأى يسوع ان كل شيء قد كمل قال "أنا عطشان"، لكي يتم الكتاب القائل "في عطشي يسقونني خل".  فلم يأتي لينقض هذه الآية بل جاء لكي يكملها بأن يتممها هناك لافكار كثيرة … استمرارية قصة الخلاص، قصة الفداء.
لا أستطيع ان افهم قصة خلاص يسوع المسيح وفداء يسوع المسيح بدون خروف الفصح، بدون الحية النحاسية، بدون خيمة الاجتماع، بدون سفر القضاة.
تاريخ الخلاص تاريخ واحد، لكن علينا ان نميز بين ما هو مستمر وما تم إكماله، وانتقلنا بإعلانات جديدة الى مرحلة جديدة.  هذا ما يقوله يسوع وهو يؤسس مملكته، وعلى بني الملكوت ان يدركوا هذا.  
لكنه يختم بالقول في هذا الجزء، ان الناموس لا عيب فيه، لكن العيب في قلب الإنسان خلق حالة من الرياء والبر الزائف. "لو كان البر بالناموس لكان المسيح مات بلا سبب".  ما الحاجة للمسيح لو كان البر بالناموس؟  لهذا يختم ويقول "ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات".
بعض التطبيقات العملية … 
هذا المجتمع، مجتمع الملكوت، بني الملكوت، سوف يتواجدوا لكي يبنوا بعض، ويشجعوا بعض، ويعيشوا مع بعض لكي يتبنوا التوجهات السبعة التي شرحتها، وهم:  المسكنة بالروح، الحزن مع الله في عمله، الوداعة، الجوع والعطش إلى البر، الرحمة، نقاوة القلب، وصنع السلام.  
هذه هي التوجهات السبعة التي تشكل عقلية واخلاق وتوجهات مجتمع بني الملكوت.  يستمروا فيها من خلال أمرين:  فحص المعتقدات وفحص القيم.  
كل ما تجددنا في قيمنا ومعتقداتنا كل ما هذه التوجهات (طبقًا لكلمة الله) تصبح أعمق فينا.  
لكن هؤلاء الناس سيتعرضون لتحديات في حياتهم اليومية، والمفروض انهم ينجحوا في الامتحانات.  
فيسوع الملك يضع أمامنا ايضا سبع أشياء في غاية الجمال.  
يضع أمامنا أربعة أشياء ينبغي ان نحترمها لأنها ستتحدانا كل يوم … 
الشيء الأول - هو الإنسان بصفة عامة
الشيء الثاني - هو المرأة 
 الشيء الثالث - هو التعهدات
الشيء الرابع - هو عقل الإنسان
وسنجد ان الملك يوصينا ان نحترم ونجل ونقدر هذه الأمور الأربعة.  
ويبدو ان هذه الأمور الأربعة (الإنسان، المرأة، العهد، والعقل)  هي اكثر أمور اهدرت في عالم يسوده ابليس.  سوف اوضح هذا الكلام.
ثم يقدم لنا المسيح ميدانين كبيرين للجهاد. 
ميدان للجهاد مع أكبر مشكلة للقلب البشري، وهي مركزية الذات والأنانية.
والميدان الثاني، ميدان الجهاد مع شر الإنسان أو مع نفس المشكلة، لكن ليست في نفسي لكن في الآخر. 
هؤلاء الستة أشياء اللي بيتحدونا كل يوم.  وسوف نرى وجهة نظر الملك بتاعنا الذي نفخر به، بعبقريته وهو ينتقي أشياء محددة يحذرنا من جهتها، ويعلمنا من جهتها، ويعطينا ما يخلق فينا التوجهات الصحيحة من جهتها … ما الذي له قيمة؟  ما هو الحق؟ فنتعلم من ملكنا ونظهر خضوعنا للملك … آمين؟
 الأسبوع الماضي كنا في سوريا، وكان معايا يوسف، سمعنا ترنيمة "سيدي امتلك حياتي وليكن قلبي لك …، قلت Oh أين ترانيم زمان عندما كنا نتوج كل يوم مليكنا على قلوبنا؛ لكن ليس بالترانيم، بل بإعلان حقيقي. 
لنرى كيف نتوج ملكنا؛ كيف نظهر خضوعنا للملك. 
لنبدأ بأول مجال للتحدي.  
هذا النص يرينا كيف يريدنا الملك ان نتصرف … عدد ٢١ - ٢٦ (تقدير الإنسان)
"قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل ومن قتل يكون مستوجب الحكم.  وأما أنا فأقول لكم ان كل من يغضب عل أخيه (لا توجد <باطلًا> في الأصل) يكون مستوجب الحكم. 
ومن قال لأخيه رقا، وهي كلمة آرامية وضعت بنفس الحروف، وأقرب كلمة عربية لها <ريكام>  وهناك علاقة بين الآرامية والعربية.  وتعني بالإنجليزية you’re good for nothing ، أنت ليس لك لازمة.  
من قال لأخيه "أنت لا لازمة لك" …  ملك عجيب الذي لنا … من أنت حتى تقول له <أنت لا لازمة لك> هل تعلم من هو هذا الإنسان؟  انه مخلوق على صورتي، ثم تأتي أنت بمنتهى السطحية والتبجح وتقول له لا لازمة لك؟
من قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.  ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم. 
الملك ينهي عن عدم تقدير النفس الإنسانية بأي شكل من الأشكال. 
القيمة والكرامة تكمن ليس في معتقدات الشخص، ولا في ممتلكاته، ولا في إنجازاته، ولا في انتماءاته، لكن تكمن في إنسانيته.
فهو، ان اختلف لونه، أو اختلف تعليمه، أو فسدت أخلاقه، ليكن كيفما يكن، يبقى له الحق في القيمة والكرامة لأنه مخلوق على صورة الله … آمين؟ 
بالأمس كان عندي client في العيادة، ولا أستطيع أن اخرج عن حدود الطب، فبدأت أتكلم، لكن الشخص منسحق بسبب الظلم والإهانة.  ثم بدأت اعمل له تمرين معيّن لكي يستعيد إلى حد ما تقديره لنفسه فيخرج من الاكتآب.  لكن في الآخر لم أستطع الا ان اطلب من هذا الشخص ان يفعل هذا الفعل … قلت له ارفع عينك للسماء وخاطب الساكن فوق السحاب وقل له، انا مخلوق على صورتك.  والغريب جدًا وجدت هذا الشخص يبكي، رغم أني قاعد معاه ساعة بتكلم كلام علمي كويس جدًا.  لكن ادركت قوة وسلطان كلمة الله على قلب الإنسان.  
ارفعي عينك للساكن فوق السحاب وقولي له بجرأة، أنا مخلوقة على صورتك. في هذا فقط تكمن قيمتك.  قالت له <wow معقول !> قلت لها معقول ونصف.  مارسي هذه الممارسة باستمرار وفي الآخر سوف تجدي نفسك بتوصلي لحاجة تاني.  قالت لي هل هناك اكثر من ذلك؟  قلت لها نعم، تقدري تقولي له I am your daughter  أنا ابنتك.  قالت لا لا لا، ده كده يبقى كتير جدًا .
نعم، لكن هذا هو خبر الإنجيل الذي نحن نركز به.  مخلوقين على صورة الله لكي نكون أولاد الله. 
هذا ما يحتاجه العالم من حولنا.  وهذا هو عمل بني الملكوت، ان يخرجوا الى العالم يعاملوا كل إنسان بما يستحق من كرامة.  
أتذكر موقف لا يمكن ان أنساه … اتيحت لي الفرصة ان اجلس مع شخصية اسمها يخيف، مجرد اسمها يخيف، في خارج مصر.  وبعد تحفظات كثيرة التقيت به.  وكان اول جملة نطقت بها لما التقينا قلت له، فلان انا اريد ان أقول لك شيء وأحب اسمع ردك.  قلت له:  نحن نختلف عن بعض في كل شيء، لكني أستطيع ان احبك.  أستطيع ان احبك لأني ارى ان قيمتك لا تكمن في معتقدك  لكن تكمن في إنسانيتك.  فهل تستطيع ان تعاملني بالمثل؟  قال لي لا، لا أستطيع.  أكون أمين معاك أنا لا أستطيع.  فقيمتك تكمن في معتقدك.  فقلت له، بالتالي إذا كان معتقدي فاسد فلك الحق ان تقتلني.  فقال صح، صح؛ وعايز تقول علي ارهابي الان.  قلت لا، سوف لا أقول شيء.  انا فقط أسير بالنقاش الى حيث ينبغي ان يقودنا.  اذا كانت قيمتي تكمن في معتقدي، فإذا كان معتقدي فاسد فلك الحق ان تقتلني.  قلت له، بالعكس، أنا ليكن معتقدك كيفما كان، قيمتك تكمن في إنسانيتك. 
هذه هي تعاليم ملكنا، هذا هو الملك.  ان لا تقول لأخيك يا رقا.  ما معنى رقا؟  ليس لك لازمة.  لا تقول (وطبعًا يسوع بيتكلم هنا عن الذي تقول له حتى في قلبك).  لا يحل لك ان تشعر في قلبك ان في إنسان ليس له لازمة. 
وبالتالي لا تقول له يا احمق (غبي) لانك أصدرت الحكم على الأحمق ان يذهب الى الجحيم. 
الأحمق في نظر الله هو الشخص المدان من الله، المرفوض من الله.  وأنت بالتالي تضع نفسك مكان الله.  
فربنا بيقول لو وضعت نفسك مكان الله وحكمت على واحد انه بيستوجب نار جهنم، في الحقيقة أنت هاتستوجب نار جهنم.  طبقا للمفهوم اليهودي الأحمق هو الذي سيذهب إلى جهنوم أو الى الجحيم. 
لكن يستكمل يسوع في تقدير النفس ألإنسانية نقطة ثانية (تقدير العلاقات الانسانية)
يسوع الملك يريد ان يعلمنا ان نجعل مستوى احترامنا مع اخي في ذات المستوى في احترام العلاقة مع الله.  مش قادر أقول يعني بيبديها كمان.  لكن اسمع النص وشوف ماذا يقول …
"ان قدمت قربانك الى المذبح (ده رايح يعمل علاقة مع الله) وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك (مش كمل عبادة، مش استمتع بعلاقتك مع الله وعندما يفرجها ربنا نبقى نخلص الموضوع مع اخي)، لا.  فاترك (مرهب ملكنا، جبار) اترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك، وحينئذ تعال وقدم قربانك.  أنا لا أقول لك لا تقدم قربانك، لكن يتم تعليق العلاقة مع الله حتى يتم إصلاح العلاقة مع أخيك.  هذه تعاليم الملك. 
للأسف الشديد، عدم تقدير العلاقات الإنسانية بينما نشاط كثير في العلاقة مع الله، بينما العلاقات الإنسانية خربة، عليها علامات استفهام.  نحتاج ان نراجع هذا الأمر. 
اعرف ان في أشخاص صعبين حاولنا نصالحهم؛ واعرف ان في أشخاص تركنا قرباننا وحاولنا ان نسترضيهم لكنهم لم يرضوا.  ليس علينا ان نظل عبيداً لهولاء، لكن على الأقل يكون ضميرنا مستريح اننا فعلنا ينبغي ان نفعله. 
الأمر الثالث - الملك يعلم تعليم بخصوص الحقوق المادية.
الأمر الأول <تقدير النفس الانسانية>، الأمر الثاني <تقدير العلاقات الانسانية>، الامر الثالث <تقدير الحقوق المادية>. 
ماذا اقصد بالحقوق المادية؟  الفلوس؛ والملك لم تفته هذه النقطة. "كن مراضيا لخصمك سريعًا". 
الذي افهمه من هذا الجزء، وكما ستفهمون معي سريعا، انه اغتصاب مادي هنا. 
“كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي ٱلطَّرِيقِ، لِئَلَّا يُسَلِّمَكَ ٱلْخَصْمُ إِلَى ٱلْقَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ ٱلْقَاضِي إِلَى ٱلشُّرَطِيِّ، فَتُلْقَى فِي ٱلسِّجْنِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَا تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ ٱلْفَلْسَ ٱلْأَخِيرَ!”
كان لي لقاء هذا الأسبوع مع شخص، قال لي … مرة سمعتك في وعظة بتقول ان الناس لهم محكات، وكل واحد له المحك بتاعه.  لكن أنا باعتباري تاجر وفي السوق، عايز أقول لك، واحد من اكبر المحكات اللي بتظهر حقيقة الأشخاص هو الفلوس.  طلبت ان يوضح كلامه اكتر.  قال لي، يعني انا شخصياً في ال business بتاعي، أول ما يأتي الي مؤمن ويقول لي "الرب صالح" بقول يا رب استر أعرف آخذ حقي.  شيء مخيف.  الملك بيعلمنا "اعطوا الجميع حقوقهم".  آمين؟  أتمنى يا أحبائي ان نمارس هذا بأمانة. 
مثلًا في الشريعة قديمًا (وهذه من الأشياء اللي ممكن تستمر) "لا تبت عندك أجرة الأجير".  يعني لو عندك واحد عمل شغل اليوم، لا تبت أجرته لغدا. ينبغي ان يرجع فرحًا بثمر تعبه.  
ارجوكم يا أحبائي ان نحترم حقوق الآخرين المادية.  وإذا ساورك شيء من الشك، هو حقه ولا حقي، تعال على نفسك احسن ما تظلم.  "لان الظالم سينال ما ظلم به وليس محاباة".  
هذه تعاليم الملك، ان لا تختصم إنساناً بسبب الأمور المادية، لكن ادفع ما عليك، أوفي ما عليك.       
اعتقد ان هنا تقدير الإنسان في انسانيته، تقدير الإنسان في علاقاته، تقدير الإنسان في أمواله.  احترام الآخر والتعامل معه كإنسان على صورة الله.  هذا هو أساس الجمال المسيحي. 
لكن ينتقل المسيح إلى مجال آخر يتحدانا ويتحدى المجتمعات البشرية كل يوم مع المرأة. 
هنا أيضا أسجد انبهاراً لسيدي الملك.  ما أعظم هذا الملك. 
أنا اعرف لما أقول موقف المجتمع من المرأة ان فكرنا بيروح كتير للمجتمعات الشرقية وما فعلته في المرأة.  وهذا صحيح؛ المجتمعات الشرقية قهرت المرأة.  لكن من أخواتي، انهم لا يتصوروا ان المجتمعات الغربية اقل إساءة للمرأة.  
لكن علينا ان نناقش الأمر بشكل أعمق لتكتشفوا معي ان هناك عداوة شيطانية خاصة ضد المرأة تسود الفكر البشري منذ فجر التاريخ.  علينا ان نتنبه لهذا، وعلينا ان لا نختزل مشكلة المرأة في قضايا ثقافية شرقية.  لكن المشكلة أعمق من هذا.  ابليس لا يريد نجاحًا للمرأة.  ابليس يريد سحق المرأة.  
من قديم الزمن سمعنا الرب الإله ان هناك عداوة بين ابليس وبين المرأة؛ وأرجو من أخواتي ان يتنبهن لهذا الأمر.  كتبت مرة، من زمان … "عزيزتي المرأة، هل تعلمي ان من عروك باسم الموضة، ومن كفنوك باسم الحشمة كلاهما عقل واحد، لا يراك الا جسدًا.  اختزلوك إلى جسد.  شيئوك هناك فجعلوك مادة تجارية للجنس، وشيئوك هنا فجعلوك مجرد جسد ينبغي ان يكفن".  
وكتبت أيضا قريبًا "عندما تصل المرأة إلى الانحصار التام في جسمها لكي تراه وحده فقط موطن تأثيرها أو موضوع حمايتها، تكون قد أهدرت إنسانيتها.  
المرأة اعظم من مجرد جسد.  المرأة عقل، المرأة فكر، المرأة أخلاق، المرأة إنسانية، المرأة مواهب، المرأة إمكانيات فذة يتكمل بها الرجل ويعيش بها. 
ملكنا يسوع يحمينا من الانزلاق لتشييء المرأة واختزالها الى مجرد جسد. فيأخذنا بعيد جدًا عن قول <لا تزني>.  لا تزني اللي داوشين نفسهم بها وعاملينها هي القصة الكبرى.  
لكن هو بيقول، ليست القضية <لا تزني>، القضية أخطر من هذا.  
اسمع ماذا يقول مليكنا الجميل.  يقول "سمعتم انه قيل للقدماء لا تزني، واما أنا فأقول لكم ان كل من ينظر إلى امرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه".  
ان من ينظر إلى امرأة ليشتهيها (يشتهيها ليس لتكون له زوجة)، لكن يشتهيها لكي يستعملها.  هو لا يعرف عنها اَي شيء.  هو لم يقابلها ولا يعرفها.  هو لا يبغي اتحادًا بها واندماجا بها، لكنه رآها شيئا يستعمله.  حابب آخذ هذا الشيء. 
كتبت عندي ان الزنا له ثلاث مقومات يرفضها ملكنا:
الزنا (اشتهاء المرأة) فيه سيادة الجانب الحيواني على الجانب الإنساني.  عندما يسير الرجل بالغرائز وليس بالعقل، يصبح مصير بالبيولوجي biology بتاعه، بينما هو مصمم من الله ان لا يكون مصير بالبيولوجي فالجانب الحيواني يسود. 
لكن أيضا سيادة الخلق الأناني - الانحصار في النفس ومركزية الذات.  إذاً كانت الأولي مشكلة بيولوجية سائدة، وهو مصير بالغرائز؛ المشكلة الثانية مشكلة نفسية. 
لكن أيضا سيادة العمل الشيطاني - C.S. Lewis يكتب في Screwtape letters ان الشيطان شغلته يمتص، يشفط.  لكن بيقول له عدونا يفيض ويعطي.  
عندما تشتهي أنت تريد ان تمتص، انت تأخذ، انت تجمع لنفسك. 
مليكنا يا أحبائي يعطينا هذا التعليم للرجال. اسمحوا لي ان أقول وأيضا للنساء. 
يريد ان المرأة تنظر إلى نفسها نظرة مختلفة. يريد للمرأة ان تنمي نفسها وان تهتم بنفسها. يريد للمرأة ان تقيم نفسها تقييمًا مختلفًا. 
المجتمع كله تكاتف عليكي على مر التاريخ لكي يجعلك تختزلي نفسك إلى مجرد جسد. فأهملت عقلك وأهملت مواهبك وأهملت نجاحاتك المختلفة في المواقع المختلفة.  جعلوك (كما كتبت مرة) جسدًا يشتهى ورحماً ينجب. 
المرأة إنسان مخلوق على صورة الله لكي ينتج ويبدع ويعمل ويثمر تماما كالرجل. وفي المسيح الرجل ليس بدون المرأة، هكذا يقول الكتاب.  لكل دوره، والأدوار تتكامل وتتناغم لإتمام مقاصد الملك.  لكن المرأة ليست بدون الرجل ولا الرجل بدون المرأة.  فالنرفض سيادة الجانب الحيواني. 
في عبارة في سفر ارميا تصف الجانب الحيواني.  لما الرب زعلان من شعبه وقال اجيب نبوخذنصر  يبيدهم، وإذا نبوخذنصر لم بيدهم بالسيف هارسل عليهم الوباء.  اسمعوا هذه العبارة، أنا بخجل أقولها، لكن هذا كلام الكتاب -“صَارُوا حُصُنًا مَعْلُوفَةً سَائِبَةً. صَهَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ٱمْرَأَةِ صَاحِبِهِ.”
‮تخيل قسوة التعبير !  
 إخوتي الأحباء، لما يحدث امر كهذا في الكنائس أرجو عدم التهاون. أرجو ان تكون المرأة في مجتمع الملكوت خط احمر.  أرجو من القادة والمسؤولين ان تكون المرأة في مجتمع الملكوت خط احمر.  لا يتم التعدي على جسدها ولو بالشهوة باي شكل من الأشكال لان الملك جعل هذا في صلب عظة الجبل كقضية خطيرة تكشف طبيعة بني الملكوت في تضادهم الحاد مع مجتمع الخارج، المجتمع الشيطاني.  
ويشجعني كرجل ويقول ان عدم طاعة هذه الوصية الملكية لها نتائجها الخطيرة المدمرة التي معها تهون أي تكلفة. 
احد علماء النفس يقول … متى يتحمس الإنسان للتغيير؟  إذا أدرك ان تكلفة عدم التغيير اكبر جدًا من تكلفة التغيير.  لا هاغير، لان التكلفة التي أدفعها وأنا بغير أقل جدًا من التكلفة التي سأتحملها لو لم أتغير.  
المسيح يقول هذا في موضوع الشهوة … "إذا اعثرتك عينك اقلعها".  أكيد لا يقصد حرفيًا.  "إذا اعثرتك يدك اقطعها".  
لكن ما هو قصده؟  قصده، اَي تكلفة لكي تحمي نفسك من الشهوة.  اَي تكلفة مهما كانت باهظة هي أقل جدًا، جدًا، جدًا من تكلفة ترك نفسك للشهوة.  تعرف لماذا؟  أقول لك على حاجة … لو تركت نفسك للشهوة انت تهدر إنسانيتك.  ما تزعلش مني لما أقول لك مش هتبقى إنسان.  في الحقيقة هتبقى معاك ايديك ومعاك رجليك ومعاك عينيك، فحل لكن لست إنسان.  لكن الله يريدك إنسان. 
فالتكن تكلفة عدم الشهوة كيفما كانت.  أنا اريد ان أكون إنسان.  ان لا اسمح لنفسي أبقى حيوان.  أنا لا اسمح لنفسي أبقى شيطان.  أنا لا اسمح لنفسي أبقى شخص أناني.  سوف اعمل اَي شيء لكي أحمي نفسي من الشهوة
هذه تعاليم مليكي يسوع؛ وأنا احب هذا الملك، والحقيقة مقتنع به، لذلك اخضع لتعليمه. 
- القضية الثالثة التي يريدنا الملك ان نحترمها في عدد ٣١ … “«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلَاقٍ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ إلَّا لِعِلَّةِ ٱلزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.”
ما لازمة الزواج؟  هذا الموضوع مهم، وانا لما باتفتح فيه لا أسكت.  لكن لا اريد ان انفتح فيه لأجل الوقت.  
أرجو ان لا يقول لي أحد <الاستقرار>.  لا، على فكرة الزواج يخرجك من الاستقرار بتاعك، علشان تبقى فاهم.
أرجو ان لا يقول لي أحد <المعنى في الحياة>، بقى الزواج صنم، بقى ربنا.   
الزواج لا مصمم ان يعطيك استقرار ولا مصمم انه يعطيك معنى للحياة.  لكن الزواج له أغراض أخرى كثيرة في غاية الأهمية. سوف أذكر شيئًا واحدًا:
الزواج عهد لخلق الشخصية الإنسانية وإعدادها للابدية لمساكنة اله من أهم صفاته انه بيحب وحافظ العهد.  
أنا اعتقد ان يسوع اختار هنا قضية الطلاق كنموذج لمأساة إنسانية هي عدم احترام التعهدات.  
عدم احترام ال commitments  
اكثر شكوى تأتي لي من القادة في الكنائس من الأعضاء ان الناس لا يلتزمون بشيء. الناس بتقول كلام ولا أحد يلتزم.  واضح جدًا ان حتى التزامهم في الأشغال خوف، ليس لانه نابع من الداخل. 
هكذا قال الكتاب، ان الناس بسبب الشر والانفصال عن الله (في رومية ١) بلا عهد.  لاحظ الكلمة وقوتها "بلا عهد".  ما هي اكثر منطقة تظهر فيها مساويء هذه الصفة البشعة؟  هي الزواج. لان الزواج في الحقيقة مبني كلية على العهد.  تعرف ليه؟  لأنك عمرك ما بتتجوز الشخص الصح.  والذي سيحفظك مع شريك حياتك بقية عمرك، ليس انك اخترت صح، لكن العهد الذي أنت قطعته. عارف ليه؟  لأنك اتغيرت وهي اتغيرت.  فبعد سنين من اتمام الزواج أنت تتطلع في المقيم معاك وتقول ليس هذا هو الذي ارتبط به على الإطلاق. هذا ليس كلامي؛ انه كلام علمي على فكرة. 
لا يحفظ استمرارية الزواج الا العهد.  والعهد شيء جميل يصنع الإنسان.  فأنت إنسان بقدر حفظك للعهود لأنك مخلوق على صورة الله، اللي كان يحلى له كأنها أغنية يغنيها دائما … "أنا الرب إلهك حافظ العهد".  وأكبر مجال يتحداني دائما لحفظ العهد هو مجال الزواج.  فعلينا ان ندرك ان هذه قيمة الزواج، انه يساعدني.  انه واحد من أروع المجالات في الحياة التي تساعدني.  ميدان للرياضة الروحية، للتدريب على حفظ العهد. 
وعلى فكرة، حكاية حفظ العهد هذه ليس لها دعوى بشريك حياتك، مريحك ولا مش مريحك.  اعرف ناس شريك حياته مهنيه، وبيخون.  بيخون ليس لان شريك حياته أتعبه، لكن لانه قليل الأصل، ولا يعرف ان يصون العهد، لم يتعلم ان يحفظ العهد. 
ان الزواج هو المؤسسة العظمى على الأرض التي فيها نتدرب روحيًا على تنمية إنسانيتنا الحافظة للعهد. 
ان كنا قد خلقنا للابدية، وما الزمن الا فرصة إعدادنا للابدية، لنساكن اله حافظ العهد.  فالزواج هو فرصة رائعة اعد به للابدية كإنسان يحفظ عهده. “«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلَاقٍ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ إلَّا لِعِلَّةِ ٱلزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.”
‮‮النقطة الثانية - الزنا ليس مجرد الفعل الجسدي، لكنه من وجهة نظري رفض للشريك واحتقاره والدوس على حقوقه، وكسر للعهد معه، والارتباط النفسي بآخر بحثًا عن احتياجاته وشهوته. 
ان القهر الفكري أو القهر المادي قد يوديان إلى فعل جسدي، لكن لا يتضمنان ما سبق.  يعني من الممكن ان تتعرض امرأة أو يتعرض رجل لحالة من القهر الفكري أو القهر الجسدي التي تؤول في النهاية الى فعل جسدي، لكن الشخص مكسور القلب ولَم يدس ابدا على حقوق الغير ولَم يخون الغير. 
فالفعل الجسدي بشع ورديء لكنه لا يصف المأساة.  المأساة هي زيغان القلب. وقد يكون كل ما سبق وذكرته (رفض الشريك، احتقاره، الدوس على حقوقه، كسر العهد معه) من الممكن ان يكون كل هذا موجودا دون فعل الجسد.  لذا علينا يا احبائي ان ندرس كل حالة على حده، ولا نسن قانوناً عامًا لجميع الذين يعانون في مأساة الطلاق.  
لم أجد مفسرا واحدًا متزنًا أمينًا للكلمة، ينصح بان يكون هناك قانون جامع قاطع مانع لهذه القضية الشائكة.  لكن على شيوخ الكنيسة وقادتها ورعاتها يتناولوا كل حالة بالدرس الجيد، بالاستماع الجيد، بالصلاة والصوم، بطلب مشورة الرب وفكر الرب، لكي يكون الحكم في النهاية حكما صائبا.  لكن تشريع قوانين جامدة، اعتقد انه لا يتفق مع شريعة المسيح. 
في زمن المسيح كانت المرأة في المجتمع لا تستطيع ان تعيش بمفردها.  هذه حقيقة.  مفيش حاجة اسمها واحدة ست عايشه لوحدها.  لا يوجد ما يسمى single mother or single woman  إما انها عايشه في بيت أبوها، وإما انها عايشه في بيت زوجها.  ولا تستطيع ان تنفق على نفسها.  فلا بد ان تكون مرتبطة برجل لحمايتها جسديًا ونفسيًا وماديًا. ولا توجد وسيلة للارتباط برجل غير الزواج. 
فإذا كان التطليق (وفِي زمانهم هذا كان حادث) سائدا لأي سبب، فهذا يجعل المرأة تزني لانها سترتبط برجل، ليس لانها تحبه وليس لانها تريد التوحد معه وتبغي العهد معه، لكنها في الحقيقة هي تهبه جسدها مقابل حمايتها والإنفاق عليها؛ وهذا زنى.  
لذلك الذي يطلق امرأته الا لعلة الزنى يدفعها لكي تزني.  والذي يسهم في هذه العملية بانه يتزوج بمطلقة، ليس لانه حاببها ويريد ان يعمل عهد معاها، لكن لكي يمتلك جسدها في مقابل فرض حمايته عليها.  فهذا أيضا زنى. 
في ذلك الزمن لم يكن مسموحا للمرأة ان تعيش بمفردها.  المرأة من وجهة نظرهم، والواقع والمجتمع يقول، إما في كنف رجلها أو في كنف أبيها.  المرأة التي خرجت من بيت عائلتها وتزوجت برجل ثم طلقت أين تذهب؟  انها تعطي نفسها لأي رجل يتزوجها، ليس لانها تحبه؛ هي تعطي له جسدها يستمتع به لكي ينفق عليها ويحميها من أقاويل الناس وشر الناس.  أنا اعتبر ان هذا زنى في ذلك الزمن.  والذي يطلب امرأة يستمتع بها في مقابل ان ينفق عليها، هذا ايضا زنى. 
الزواج في المفهوم الكتابي أرقى، أرقى جدًا من مجرد ان رجل له حق في جسد زوجته.  آمين؟
اعتقد اننا متفقين على هذا.  عندما يختزل الزواج، ان في رجل له حق في جسد زوجته، هذه تجارة بالجسد، وهذا زناً مقنن.
مرة أخرى أقول، الموضوع شائك ويحتاج الى افكار كثيرة، لكن هذا طرح أطرحه للتفكير. 
احترام العهود في الخدمة، احترام العهود في علاقتنا بعضنا ببعض، احترام الكلمة التي نقولها.  ربنا يساعدنا ان لا نغير كلمة نقولها، لا نغير التزام نقوله
العلاقات الملزمة علاقات مكلفة.  عندي مثلين في العلاقات الملزمة … الزواج وعضوية الكنيسة، اَي عضوية الجسد. عضوية الجسد علاقة مكلفة.  أوعى تفكر ان عضوية الجسد طبطبة ودلع.  لا، عضوية الجسد علاقة ملزمة.  لكن احنا مرتبطين في هذه العلاقة بكأس العهد الجديد.  نحن في عهد، وعلينا ان نتعامل احدنا مع الآخر في علاقة الجسد الواحد بتفكير عهدي، بتفكير فيه التزام.  هو أخي، هذه أختي.  انا مسؤول عنه وهو مسؤول عني.  
نحن نهرب من العلاقات الملزمة الى العلاقات السطحية؛ لكن بننسى ان تطوير إنسانيتنا يحتاج الى العلاقات الملزمة.  العلاقات السطحية عمرها ما تطور إنسانية إنسان. 
- الأمر الرابع هو احترام العقل.  والغريب جدًا، انا أقول احترام العقل في كلام المسيح عن "الحلف". 
عدد ٣٣ -   “«… سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لَا تَحْنَثْ ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تَحْلِفُوا ٱلْبَتَّةَ، لَا بِٱلسَّمَاءِ لِأَنَّهَا كُرْسِيُّ ٱللهِ ، وَلَا بِٱلْأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ، وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ. وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ، لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ.”.  حلو ملكنا، جميل فعلا وجبار.  اسمع كلام الملك … “لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ.”.  
‮‮‬‬ما هي مشكلة الحلفان؟. أقول ثلاثة افكار بسرعة:
الحلف باستعمال صيغ مختلفة أشار اليها المسيح لا يقلل من خطأ الحلفان. هؤلاء الناس لكي يهربوا من حكاية انهم يحلفوا بالله، ابتدأوا يخترعوا حاجات كتير … يحلف بالسما، يحلف بالأرض، يحلف باورشليم، يحلف برأسه …الخ. فالرب يسوع بيقول كل هذا هو حلفان؛ ونابع من شيء واحد … انك تريد ان تناور وتؤثر بالكلام على عقل المستمع لك.  انت لا تريد ان تترك المنطق يقنعه.  انت لا تريد ان تعطيه حريته لكي يزن كلامك ويقرر صدقه أو كذبه.  لكنك تريد ان تضغط عليه باستعمال ليس لك حق فيه، باستعمال اسم الله لكي تضغط على الشخص وتجعله يقبل كلامك.  عيب، عيب.  لا يصح ان تفعل هذا.  احترم عقل الآخر.  احترم حريته ان يزن الكلام ويمتحنه ويقرر اذا كان يقبل أو لا يقبل.  اترك للآخر حريته ان يقرر انطباعاته بنفسه، ولا تحاول ان تناور أو تؤثر عليه بالحلفان لكي تدفعه في هذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه. 
أكيد لما الرب سمح بالقسم في العهد القديم كان لأغراض أخرى مقدسة، في المحاكم وفي القضاء.  لكن واضح جدًا ان موضوع الحلفان بيستعمله كل الناس بطريقة في منتهى السخافة لمجرد المناورة والتأثير على الآخرين. 
فكيف نتصرف إذا؟. ليكن كلامكم نعم نعم، لا لا.  الحلف مرفوض لانه يعني ان كلماتي لا وزن لها، ولذا انا ادعمها بثقل الحلف لكي تكون ذات قيمة. 
وهنا مشكلتان كبيرتان … أولا، يجعلني لا ادرك ثقل كلامي ووزنه.  علينا ان ندرك ان الكلام له وزن، والكلام له ثقل،فنقتصد في استعمال الكلام.  علينا ان ندرك ان الكلمة، قال عنها يعقوب، انها ممكن ان تضرم دائرة الكون.  علينا ان نراعي ان كلماتنا خطيرة. 
عندما احلف انا اعتبر ان كلامي بلا وزن.  عليّ ان استعيد لكلامي وزنه واراه مهما.  
لكن المشكلة الأخرى، ليس فقط اني لم أدرك ثقل الكلام وخطورته، لكني اختلست ثقل اسم الله دون استئذانه، دون رأيه لكي أضيف وزنًا لكلامي.  هذا شر.  انا غير مقدر خطورة الكلام الذي أتكلمه وأنا بختلس اسم الله لكي اعطي كلامي أهمية. 
اخيراً، الحلف يقهر عقل وارادة السامع فلا يعطيه الفرصة ان يمتحن الكلام ويكون رأيه بنفسه.  مرات كتير نسمع <ولماذا فعلت ذلك؟> يحلف، يحلف ويقول <يا اخي طب اعمل ايه>.
لكن يبقى في النهاية منطقتين يريدنا المسيح ان نجاهد فيهم جهادًا ثوريًا:
الجهاد الأول ضد مشكلة مركزية الذات فينا، والجهاد الثاني مع مركزية الذات في الآخر. 
عدد ٣٨ …  “«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لَا تُقَاوِمُوا ٱلشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ ٱلْأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ ٱلْآخَرَ أَيْضًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَٱتْرُكْ لَهُ ٱلرِّدَاءَ أَيْضًا. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلًا وَاحِدًا فَٱذْهَبْ مَعَهُ ٱثْنَيْنِ. مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلَا تَرُدَّهُ.”
‮‮الوقت لا يكفي للوقوف على معان كثيرة يريدها الملك، لكن اختصر في نقاط سريعة …
حاشى للرب ان يقصد اننا نتحول الى أشخاص ضعفاء في المجتمع.  ملطشة، لا ندافع عن حقوقنا ولا نتكلم عن حقوقنا. لكن نفعل هذا باتزان وبحكمة.  المسيح نفسه عندما لطم على خده لم يحول الآخر.  فالمسيح لا يناقض نفسه؛ لكن المسيح وقتها جاوب بالمنطق، بالحجة.  لم يستعمل يده، لكن بالمنطق والحجة.  احنا واقفين هنا في محكمة، وانت شاهد، ده كبيرك انك تكون شاهد.  لا انت قاضي ولا انت وكيل نيابة. انت اعلى حاجة ممكن تأخذها في المحكمة انك تكون شاهد.  وشغلة الشاهد، يا حبيب قلبي، انه يشهد مش يضرب. وبيعرفه مركزه، يعرفه حدوده، يرجعه للوضع بتاعه.  انت قاضي؟  لا لست قاضي.  انت وكيل نيابة؟  لا أنا لست وكيل نيابة. ما هي وظيفتك في المحكمة؟  لماذا تقف في المحكمة؟  انت كبيرك انك شاهد.  اسمع ما هو واجبك … "ان تكلمت رديئا فاشهد على الردي، وان حسناً فلماذا تضربني؟  
ارجع كل واحد لمنطقته، ووضعه عند حدوده.  وهذا ليس عيب، ولا ضد المسيحية.  عرف كل واحد وظيفته؛ أنت بهذا تخدمه.  بتحميه انه يرتكب خطأ، والدافع في هذا هو الحب. 
فماذا يقصد الرب يسوع هنا؟  يقصد ثلاثة أشياء مهمين جدًا:
أولًا : انه يرفض الانتقام لانفسنا.  هذا النص "عين بعين وسن بسن" ورد ثلاثة مرات في العهد القديم. 
ورد في خروج ٢١ : ٢٤، ورد في لاويين ٢٤ : ٢٠، ورد في تثنية ١٩ : ٢١.  وفي المرات الثلاثة كان يقصد الكلام موجه للقضاة وليس للشخص. 
لكن في ايّام المسيح تحول الأمر وبقي الشخص من حقه ان هو ينتقم لنفسه.  فكان يسوع يقاوم هذا الأمر؛ يرفض الانتقام لانفسنا في كل هذه المواضع.  الحكم والانتقام للقضاة وليس لمن تم التعدي عليهم.  لكن اليهود طوروها مبررين الانتقام الشخصي.  المسيح هنا يعود ليذكر ويمنع رعيته كملك من الانتقام لأنفسهم.  على المسيحي ان يتذكر قول الرب "لي النقمة، انا أجاري".  "لا تنتقموا لانفسكم أيها الاحباء".  النقمة هي عمل الله.  لكن المسيحي ايضا يؤمن ان السلطات مرتبة من الله (رومية ١٣) للانتقام من فاعلي الشر.  الله ينتقم والسلطة تنتقم؛ لكن رعايا الملكوت لا ينتقمون لأنفسهم.
النقطة الثانية - الرب لا يمنع مقاومة الشر بشكل مطلق، لكنه يغير من اُسلوب مقاومة الشر، فيجعلنا لا يغلبنا الشر، ولا نقاوم الشر بالشر.  لكن اغلب الشر بالخير (رومية ١٢)
فإذا، هل يطلب مني ان أقاوم أم لا أقاوم؟  أقاوم حتى الغلبة، لكن تغلب الشر بالخير. 
لانه في الواقع (ثابت حتى علميًا في الذين يعملون دراسات سيكولوجية أو فلسفية) ان مقاومة الشر بالشر لا تفعل الا انها تزيد الشر؛ انت بتساعد الشر.  لكن اذا كنت مدرك فعلًا ان هذا شر وتريد ان توقفه، اغلبه بالخير.  
لكن الأمر الخير - كيف افهم هذه الصور البلاغية "من لطمك على خدك الأيمن حول له الاخر أيضا، من سخرك ميلا فاذهب معه اثنين" ؟
انا لي طرح شخصي بطرحه في هذه القضية تعلمته من المسيح وتعلمته من يوسف، وتعلمته من شخصيات كتيرة في الكتاب.  
أتصور ان الرب يسوع شايف ان بني الملكوت بيمضوا قدمًا لتحقيق رسالتهم في العالم كملح للأرض وكنور للعالم.  وهم في طريق سعيهم هذا سيعترض طريقهم بعض الأشخاص ليضربوهم بالكف.  يسوع الملك بيقول، اوعى تغلط وتتحول عن قضيتك الرئيسية، وتجعل من لطمك قضيتك لكي تسترجع حقك. بهذا يكون قد نجح نجاح ساحق بان يفسد عليك إرساليتك.  استمر قدما في طريقك لتحقيق إرساليتك حتى ولو كان هذا سيسبب لك لطمة على الخد الآخر.  كن مستعد لتلقي اللطمة الأخرى، ليس لانك ملطشة، بل لانك صاحب قضية وتريد ان تنجزها.  
هذا تفسيري الشخصي، والذي اختبرته شخصياً، والذي أراه في حياة المسيح وفي حياة كثيرين.
ان المسيحي الحقيقي لا يعيش في العالم وقضيته هي نفسه، يجيب حقه. وقضيته هو كل ما واحد يضربه كف يتفرغ له.  المسيحي عنده قضية كبيرة جدًا، قضية عظيمة جدًا.  وإذا طلع عليه واحد وضربه بالكف عمره ما يتحول عن قضيته لكي يحصل على حقه.  يأخذ الرداء ! اترك.  اترك ليس لكونك ملطشة، وليس لانك ضعيف، لكن اترك وتحمل من اجل غرض اعظم.
الآيات التي تسندني في هذا - تحضرني آيتين بسرعة … الرب يسوع قيل عنه بروح النبوة في اشعياء ٥٠ : ٥ - عبارات غريبة جدًا.  هو يتكلم عن نفسه بيقول  
 "“ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى ٱلْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ ٱلْعَارِ وَٱلْبَصْقِ.”. 
وسؤالي هنا - يا سيد، ما الذي يضربك، ما العيب في ان تستر وجهك عن العار والبصق؟  يقول مش هشوف السكة.  كمل الآية “وَٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذَلِكَ لَا أَخْجَلُ. لِذَلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَٱلصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لَا أَخْزَى.”  أنا عندي غرض. وكان بيتكلم هنا عن الصليب.  انا رايح للصليب.  رايح من اجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس عن يمين عرش الله.  انا عندي رسالة سامية جدًا.  لا يمكن ان اتعطل في سعيي لإنجازها بسبب الم أتى علي من هنا، ولا لان احد سلب مني شيء.
يوسف كان واضح جدًا انه كان لديه كلمة من الله.  انه سيحقق رسالة عظيمة.  سيحقق احلامه التي أعطاها الرب له.  أبوه لما أراد ان يوصف حياته قال العبارات الآتية:  "يوسف غصن شجرة مثمرة، أغصان ارتفعت فوق حائط، فمررته واضطهدته ورمته ارباب السهام".  يعني أبوه شايفه مثل غصن    وهناك أرباب (جمع رب)، يعني اساتذة الضرب بالسهام.  جعلوه غرض بتاعهم.  لا يعملون شيء غير انهم بيضربوا فيه.  فاكرين ماذا قال أبوه؟ "فثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه من يدي الراعي صخر اسرائيل عزيز يعقوب". 
الحقيقة عندما أقرأ هذه الآية بعمق - واحد بيضرب بالسهام، ما هي قطعة السلاح اللي هو محتاجها؟  ترس حتى يصد به.  فكنت أتوقع ان يقول - ثبتت بمتانة <ترسه>، ثابت وعمال يصد.  لا يقول هذا.  "ثبتت بمتانة قوصه".  يعني هو عمال يترمي وعمال يرمي.  هو بيترمي لكن هو كمان بيرمي؛ لكنه لا يرمي عليهم، بيرمي في اتجاه هدفه، ويترك ظهره لحماية الرب.  
ليست قضيتي نفسي.  إلى اخر لحظة ثبت بالبرهان ان يوسف لم تكن قضيته نفسه - "انتم قصدتم لي شرا ، الله قصد به خيرا.  كانت قضيتي ان اتمم مشيئة الله وأحقق قصده في حياتي. 
ما رأيكم في الناس بالمنظر اللي انا وصفته هذا؟. ناس ضعفاء ولا ناس ثوريين؟. ثوريين فعلاً، ليسوا أناس مستكينة ضعيفة.
لكن أيضا الاجتهاد الثوري مع شر الآخرين … “«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ،.” 
يسوع بيقرب يختم هنا وعايز يوصلنا ان احنا نبقى شبه ابونا السماوي.  ابونا السماوي يشرق شمسه على الاشرار والصالحين، يمطر على الأبرار والظالمين. “لِأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْلٍ تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ ٱلْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هَكَذَا؟”  
في كتابه Screwtape Letters يركز C.S. Lewis على هذه النقطة - اننا كائنات مخلوقة، معينة للسماء.  نحن مخلوقين معينين لعالم آخر، للسماء.  
لو بتؤمن بالخلود يبقى عليك ان تقبل هذه الحقيقة.  لانك لو آمنت بالخلود أكيد ستقبل وتؤمن ان الخلود اطول جدًا من الزمن.  صح؟  احنا هنعيش في الزمن قد ايه، وهنعيش في الخلود قد ايه؟  وبالتالي بيقول لو آمنت بالخلود، لازم تؤمن ان الواقع بتاعنا، العالم الحقيقي هو السما؛ وهنا بنتهيأ  للسما، بنتجهز للسما، بنتطور انسانيا وملكيا في الحقيقة لكي نملك معه ولكي نسكن معه.  لا بد ان نفهم هذا.  وبالتالي نرى العالم ونرى الانسان كما يراهم الله. 
لما يقول، تحب قريبك وتبغض عدوك - لكن أنا أقول لكم أحبوا أعداءكم؛ أنا من وجهة نظري ربنا عايزنا نشوف العالم ونشوف الناس مثل ما يراهم الله.  
كيف يرى الله العالم؟  موضوع في الشرير.  كيف يرى الإنسان؟  مخلوق على صورته. بالتالي علينا ان نتبنى هذا المفهوم ونكون شبه أبينا.  ان نرى ان العالم موضوع في الشرير، فلا نتعجب لما يأتي منه العداوة. لكن يبقى ان حتى اللي بيعادينا مخلوق على صورة الله.  "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم".  أكيد لا يقصد "أحبوا أعداءكم" بمعنى انك قاعد مبتسم مستمتع ان في حد بيعاديك.  هذا يكون تشوه نفسي.  لكن أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم بمعنى أني بالصدق أرى هذا البائس، هذا المسكين ضحية في يد ابليس، واني اصلي من كل قلبي ان ينقذه الله من هذه العداوة التي ستفتك به، ومن هذا السيد القاسي الذي يستخدمه. 
عندما اصلي من اجل الذين يسيئون الي، أنا بحبهم.  لان تعريف المحبة في الكتاب المقدس ليست مشاعر جيدة.  تعريف المحبة ان اعمل كل ما لخير الشخص، وابعد عنه كل أذى في استطاعتي.  هكذا احب عدوي.  احب عدوي ليس اني سعيد به؛ لا الحقيقة لست سعيد به.  والكتاب لا يقول لي خليك سعيد بعدوك واشعر مشاعر جيدة من نحو عدوك.  لكن المسيح بيقول لي تحب عدوك.  احبه - ابغي كل الخير له، واعمل كل ما يمكنني ان اعمله لكي احميه من الأذى.  ومن ضمن الأذى الذي سيدمره هو عداوته لي. 
التفكير في هويتنا ورسالتنا في العالم كحاملي حضور أبينا وممثليه في العالم لإتمام مشيئته. 
لكن اخيرا - الامتلاء بالنعمة - لو كنتم تحبون اللي بيحبوكم فقط … أبوكم بيشرق على الاشرار والأبرار.  هذه نعمة.  أبوكم بيضيء على الظالمين والأبرار - نعمة.  كونوا ممتلئين نعمة مثل أبوكم السماوي. 
كلمة "فأي فضل لكم" - الكلمة اليونانية "فأي نعمة فيكم".  أين النعمة فيكم لو فقط ستتعامل بانك تحب اللي يحبك.  نحتاج ان نمتليء بالنعمة.  الامتلاء بالنعمة امتياز، ومطلب أساسي للعيش كمسيحيين في عالم ساقط.  
النقطة السابعة والأخيرة - يسوع يجمع كل هذا الموضوع بالقول "فكونوا أنتم كاملين كما ان أباكم الذي في السموات هو كامل".  
مجتمع بني الملكوت هو مجتمع ابناء الله.  علينا ان نسعى للكمال. الكمال الأخلاقي مطلب وسعي وامتياز. 
علينا ان نشترك في الطاقات الإلهية لإظهار الطبيعة الإلهية؛ ولا ننسى ان "قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى".  آمين؟  
لكي نستطيع ان ننجز هذا، على الأقل لا تنسوا آيتين:  "تكفيك نعمتي"، والثانية "قدرته الإلهية وهبت لنا (وهبت يعني رصدت لنا، يعني موجودة في الرصيد، في الحساب) كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. 
اعتقد ان هذه التحديات الأربعة:
(١) احترام إنسانية من نقابلهم من الناس
(٢) احترام المرأة لنفسها، واحترام الرجال للنساء
(٣) احترام العقل وعدم المناورة والتأثير على الناس بالكلام
(٤) احترام العهود والالتزام بالتعهدات. 
هذه الأربع مجالات سوف يطوروا إنسان الملكوت ويجعلونا (بني الملكوت) مشابهين لأبينا. 
الأمر الثاني ان نحارب مركزية الذات فينا بشكل ثوري بان نتجه نحو غرضنا ولا نعيش لأجل أنفسنا.  الذين هم خليقة جديدة "يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم".  
ايضا في معاملتنا مع الناس، مركزية الذات فيهم من يعادونا، لنتعامل معهم بالنعمة مثلما ابونا يعاملهم.  هذا هو مجتمع الملكوت وهذه هي تعاليم الملك.  
إذا شعرت ان هذا الكلام كبير وثقيل وشعرت بإحباط، سأحبط أنا منك.  لان المفروض هذا الكلام يخلق فينا فخرًا بملكنا … wow 😳 بجد، هل يوجد أحد يعلم هكذا !!  يقول لي <على فكرة أنا بعمل وأعلم>.  أنا لا أعلمك فقط، أنا أستطيع ان أعملك هكذا، أنا اجعلك كذلك.  انا عندي نعمة وعندي الروح القدس وعندي طاقات كثيرة قادرة ان تجعلك هكذا 🙏
كام واحد فعلا يشتهي ان يكون هكذا؟  أنا أول واحد أشتهي ان يجعلني فعلًا كابي، من بني الملكوت مشابهًا لأبي السماوي. 
صلاة …
لنقف مع بعض ونصلي هذه الصلاة - ان نكون فعلًا مشابهين لأبينا.  ياللجمال، ياللقوة، ياللمجد الذي يرسمه يسوع في مجتمع الملكوت.  
استند على نعمة الرب، اطلب من الرب نعمة خاصة. قل له، يا رب انا اريد ان أعيش هذا الكلام بنعمتك.  أنت يا رب عليت ال Bar كثيراً امامي، لكني لا أحبط بل بالعكس هتشجع واطلب نعمة وأنت عندك نعمة فوق نعمة.  
صلي معايا انك تحترم كل إنسان.  انه من اليوم بنعمة الرب موقفك من ال office boy، موقفك من الأبعد ما يكون عنك في المستوى الاجتماعي والمادي؛ مع السايس، مع الأشخاص الذين نستسخفهم، مع الشغالة التي تأتي إلى البيت. 
اطلبي واطلب من الرب انه من الغد يا رب سترصد فيهم القيمة الإنسانية، ساعاملهم بكرامة في كلامي، في نظراتي. 
ربي الحبيب يسوع، خلقت كل إنسان على صورتك … أعني لكي احترم كل إنسان، وأرى انسانيته المهدورة في هذا العالم.  احبه لعلك تستخدمني يا رب لاسترجاع هذه الإنسانية.  هذا عزاني وهذا رجائي.  آمين
صلي معايا دقيقة تاني من اجل المرأة … 
أرجو ان كل امرأة تصلي من اجل نفسها … أعني لكي لا أختزل نفسي الى هذه الصورة التي رسمني فيها المجتمع.  ذكرني بمواهبي، ذكرني بقيمتي في عينيك يا يسوع؛ يا من قدرت مريم واجلستها كالمعلم عند قدميك، وعلمتها أسرارك.  يا من لم تأتمن سوى النساء على خدمتك من أموالهن.  يا من حملت بشرى قيامتك لامرأة.  
قولي للرب، علمني كيف أرى نفسي كريمة في عينيك، وأتصرف من هذا المنطلق، ولا أهدر قيمتي باختزال نفسي بشكل وجسد. 
وأقول لأخوتي الرجال … هل نرتقي حتى الى مستوى أيوب من آلاف السنين وهو يقول "عهدًا قطعت لعيني ان لا اتطلع الى عذراء".  حاشى لي يا رب ان انظر إلى امرأة واشتهيها، هذا لا يحل لي.  ليس فقط لانه يغضبك أيها الملك، لكنه احتقار لإنسانية مخلوقة على صورتك.  اشتهاءي لامرأة احتقار لها، تشييء لها.  
اطلب غفران من الرب، وتعهد امام الرب، بالاستناد على نعمته ان نكون مكتسين في نظرات عيوننا؛ لعلنا نكون نواة في مجتمع بلغ فيه التحرش لأسوأ مرحلة في العالم كله.  دعونا نحارب هذا الشر، ولنبدأ بأنفسنا ان تكون نظرتنا للمرأة طاهرة. 
 دعونا نحترم تعهداتنا.  لا اعلم التعهد الذي انت ملتزم به، كم شيء ملتزم به.  لو التزمت بميعاد معين، لو التزمت بخدمة معينة، لا تنظر لها على انها ثقل.  اعتبر انها تطور إنسانيتك، تجعلك إنسان محترم، يحترم العهد في شركة مع الرب حافظ العهد.  
صلي … هاكبر، هاحلو، هبقى أقوى، هنضج، هبقى بشرفك يا مليكي، أيها الملك يسوع.  
إني فخور بانك انت مليكي.  ملكي ، اتبعك، اسمع كلامك وأطيع تعليمك.  
هيا بنا نتعلم ايضا الصدق في الكلام.  اجعل كلامك له وزن.  امتحنه قبل ان تقوله، حتي يكون نعمك نعم، ولاءك لا.  انا اصلي هكذا فعلًا ان الرب يساعدني ان افعل ذلك.  يا سلام لما يعرف عننا ان كلمتنا موزونة. 
أيها الرب يسوع شرفتنا بأن نكون رعاياك.  اعترف عن نفسي بخجلي، لم اكن داءما يا سيدي الملك كما تريدني.  لكن اكتر درس تعلمته عنك هو نعمتك كالراعي الذي يرد نفسي ويهديني الى سبل البر من اجل اسمه. 
أيها الرب يسوع اعترف لك بتقصيري، لكن اتي إليك اليوم مع اخوتي راجيًا ان تنهض بي وبهم لنكون فعلا جديرين بملكك علينا. 
الاسمبريد إلكترونيرسالة