U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

أصحاب السعادة - الموعظة على الجبل (1) - د. ماهر صموئيل




الحقيقة في كل مرة اقترب للموعظة على الجبل اكتشف شيء جديد على الرغم من كثرة المرات التي قرأتها ودرستها.  لكن في كل مرة أتعلم وأفرح وأشبع بشيء مختلف.  
اعتقد ان هذه المرة كان اكثر شيء بيلمع قدامي هو انبهاري بالملك، وبعبقرية يسوع الملك.  وهذا شوق قلبي اليوم وغدًا ان الروح القدس يخلق فينا حالة من الانبهار بملكنا والعشق له؛ رغبة حقيقية في اتباعه.  وانا اعتقد ان طاعة الملك وتباعيته لا يمكن ان تأتي الا من حالة حبي له والانبهار به.
أتصور ان كلنا قرأنا العظة.  وده المفروض ان نكون قرأناها كتير؛ وقرانا بصفة خاصة من اجل هذا ال seminar. 
وكما معظمنا عارف، بتتكون من ثلاثة اصحاحات (٥، ٦، ٧).  وللتسهيل سوف اقسمها تقسيمة يمكن ان لا تكون دقيقة للغاية.   
لكن ارى في أصحاح ٥ ما يمكن ان اسميه "الكمال الأخلاقي لرعايا الملكوت أو بني الملكوت كما سماهم يسوع في متى ١٣".  
الكمال الأخلاقي، الرقي الأخلاقي، السمو الأخلاقي.  لكن حابب استعمل "الكمال"، لانه بيختم أصحاح ٥ بالقول "كونوا كاملين كما ان أباكم السماوي هو كامل".  الكمال الأخلاقي لبني الملكوت.
  أما أصحاح ٦ و ٧ اعتقد انني ارى فيها "النضوج الروحي لبني الملكوت"
ولماذا أقول ان هذه التقسيمة ليست دقيقة تماما؛ لاعتقادي ان لا كمال اخلاقي بدون نضوج روحي، ولا نضوج روحي بدون كمال أخلاقي. 
لكن يمكن في الجزء الأول (أصحاح ٥) التركيز على الأخلاقيات.  في أصحاح ٦ و ٧، على تصرفات الكبار، تصرفات الناضجين، كيف ينبغي ان يتصرفوا.  
لو فاتح كتابك ستجد انه متقسم الى ثلاثة اجزاء، كالاتي:  
اعداد من ١ - ١٢، اول ما يسوع الملك، المسيح الملك فتح فاه وابتدأ يعلم، اقدر أقول ان هنا بيعطينا سمات بني الملكوت، والفلسفة الحياتية world view المنظومة الفكرية، العدسة التي يروا بها الحياة.  فما هي سمات بني الملكوت وفلسفتهم الحياتية؟  أو بلغة أسهل، من هو المطوب في مجتمع الملكوت.
لكن من أصحاح ٥، عدد ١٣ الى عدد ١٦ - "انتم ملح الارض".  عدد ١٤ - "انتم نور العالم".  عدد ١٥ - "لا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال".  عدد ١٦ - "فليضيء نوركم هكذا".
من أصحاح ٥، ١ - ١٢ … سمتهم
لكن من ١٣ - ١٦ … إرسالياتهم في العالم.  ما هو دور بني الملكوت في عالم ساقط، في عالم موضوع في الشرير.  ما هو المطلوب ان نعمله.
لكن من عدد ١٧ - ٢٠ … علاقة بني الملكوت بالعهد القديم.  وفي هذه العلاقة، يعظم المسيح الناموس والأنبياء؛ لكنه أيضا يهدم التدين الشكلي، والطاعة الشكلية لوصايا الله.  وانا اعتقد ان هذا  أيضا من عبقرية الملك.  لانه يخشى ان تكون طاعة بني الملكوت لوصايا الملك مجرد طاعة شكلية؛ وكاننا نعيد استنساخ النظام القديم اذ نتحرك بنفس mechanisms الآليات التي كانت تحكم الشعب القديم في ظل الناموس.
بعد ما اعتبر ان هذه كلها تقريبًا مقدمة العظة، إبتداء من عدد ٢١ الى نهاية أصحاح ٥ وعدد ٤٨، يبدا يختار المسيح ٧ مواضيع، تطبيقات عملية لأخلاق بني الملكوت.  الناس اللي طوبوا في الإعداد من ١ - ١٢ وامتدحوا بسبب الاخلاقيات الراقية اللي بيعيشوا بها.  هؤلاء الناس لما يتحطوا   في المحكات العملية في قضايا الغضب، والشهوة، والحلف، والطلاق، والعلاقات، هايتصرفوا ازاي؟
في الجزء الاول يضع السمات العامة لبني الملكوت من حيث توجهاتهم، ثم يمتحنوا بتحديات مختلفة؛ ويرينا تطبيقات عملية كيف ينبغي ان يتصرف بني الملكوت.  واعتقد انه بيضمن انهم هايتصرفوا هكذا، وهايقدروا يطيعوا المستوى الراقي جدا الذي وضعه في القضايا السبعة.  
لانه إذا تم تبني هذه التوجهات التي شرحها من ١ - ١٢ سيسهل عليهم النجاح في هذه التحديات السبعة التي سيمتحنوا بها.  
فنحن في هذا العالم الساقط، شئنا أم أبينا، ستتحدانا تصرفات العالم؛ وستتحدانا الشهوة التي فينا وسيتحدانا ابليس، لكن المسيح يضمن لنا النجاح اذا تم فعلا تكوين هذه الاخلاقيات التي علم بها المسيح في الأعداد من ١ - ١٢.
 اسمحوا لي ان ابدأ بالقول، لأني ارى عبقرية الرب يسوع، وهو يضع هذه التطويبات التسعة - ممكن نقسمهم الى سبعة وإثنين.  
سبعة - كيف يعيش بني الملكوت داخل الملكوت.  ما هي توجهاتهم.  ماهي سماتهم الاخلاقية.
الاثنين الاخرانين فيهم اضطهاد لان هؤلاء الناس بيعيشوا المملكة واخلاق المملكة في عالم ساقط شرير.  عالم رئيسه ابليس.  فالناس مش هاتفرش لهم الطريق بالورود.
لكن هذه الجماعة، مجتمع الملكوت، سيكون مضطهد، والعالم سيعاديه.  لكن المسيح سيوطبهم اذا حدث هذا الاضطهاد.
فالسبعة الأول بيشكلوا شخصية مجتمع الملكوت.  الاثنين الآخرين - رد فعل العالم لمجتمع الملكوت. 
لما أتأمل فى التسع تطويرات هذه، الحقيقة فعلاً اخشع وأفرح جدا بسيدي الملك يسوع.  اكثر شيء بيبهرني فيه انه لم يتصرف إطلاقًا كملك من ملوك الأرض.  ولم يسلك كنبي أو قائد ديني، جاء يؤسس دين فيعطي نصائح أخلاقية.  
ما هو الفرق بينه وبين الملوك والأنبياء، اقصد مش الأنبياء الحقيقيين، لكن الأنبياء اللي بيؤسسوا  أديان.  
لم يتصرف كملك - لأن اي ملك بيبدأ بوضع قوانين، دستور.  وهذا مقبول ومفهوم الى حد ما.  لكن المسيح يهتم بالإنسان، ويبدا عمله مش بالقانون الذي سيحكم الإنسان - وكأنه يفترض ان الانسان كل ما ينقصه هو قانون، وان الإنسان في حالة جيدة جدًا، وأنه سيستطيع تطبيق القانون والعمل بالقانون.  وعندما فقط نوفر له مجتمع جميل يدعم طاعة القانون ويعاقب كسر القانون، كل شيء هايمشي كويس.  
اعتقد ان التاريخ البشري المكتوب آلاف السنين يبين حماقة هذه الفكرة.  اثبت ان الشرائع والدساتير التي تنوعت، والتي في مرات كثيرة كانت من أرقى القوانين.  
القانون المصري القديم مكتوب من اكثر من ٤٠٠٠ سنة - عندما يقف المصري القديم امام "ماعت" آلهة العدالة، بينكر ٤٢ خلق سلبي ممنوع عليه ان يعملهم، و ٤٢ خلق إيجابي مطلوب منه ان يعملهم.  والمفروض انه هو يقف امام الآلهة ويشهد اني لم اعمل هذه ال ٤٢، واني عملت هذه ال ٤٢.  هذا ما وصل اليه خيال الإنسان.  
والحقيقة لما نقرأ ال ٤٢ حاجة السلبية، ونقرا ال ٤٢ حاجة الإيجابية، فعلاً دي تبقى سماء على الأرض، اذا وصل الانسان الى هذا المستوى البشري. 
لكن كل الفكر البشري، كل القادة الثوريين الذين بإخلاص حاولوا إصلاح المجتمع الإنساني، لم يجرؤ واحد منهم ان يبدأ بالإنسان.  لكن كانوا دائما يبدأون بالقانون.  لكن المسيح يبدأ بالإنسان ويبدا بالمجتمع الذي سيعيش فيه الإنسان.   
وسوف اتي بعد قليل لسؤال مهم بيطرحه علم الاجتماع - هل المجتمع هو الذي يوجد الإنسان، يخلق الإنسان،  أم ان الإنسان هو الذي يخلق المجتمع؟  وسوف نرى العلاقة الديالكتيكية dialectic بين الاثنين.  وسوف نرى فعلاً ان الإنسان هو المنتج الرئيسي للمجتمع.  بدون إنسان لم يكن هناك مجتمع.  لكننا لا نستطيع ان نخالف ان الإنسان هو نتاج المجتمع، يحمل ملامحه بقوة.  
وهنا تظهر عبقرية ملكنا يسوع، انه لم يبدا بشريعة، لكنه بدا بخلق إنسان الملكوت بمعجزة، ثم تكوين مجتمع الملكوت بجهاد إنسان الملكوت.  يهتم بالإنسان، يبدأ بالإنسان وبالمجتمع.  إنسان الملكوت ومجتمع الملكوت.  لماذا؟
لماذا يختلف المسيح عن الملوك المخلصين الذين أرادوا إصلاح حال البشر على مر التاريخ؟ 
أعتقد لانه بيعالج صح.  لانه بيبدأ من حيث ينبغي ان يبدأ.   
المقولة الفلسفية القديمة - "إذا بدأت صح فقد قطعت نصف الطريق".  إذا لم تبدأ بشكل صحيح حتمًا ستضل الطريق. 
ما هي البداية الصحيحة؟  لماذا بدأ المسيح بإنسان الملكوت ومجتمع الملكوت؟  لانه المأساة دخلت الى العالم بحرمان الإنسان من ملك السماء.  يوم قرر الاستقلال عن الله، انتهت فكرة ملكوت الله.  ظل الله، وحتمًا ينبغي ان يظل، صاحب سلطان على الأرض.  لكن لم يتكون المشروع الإلهي، ان يتكون مجتمع على الأرض يكون الله هو الملك فيه.  وعندما خلص الرب شعب اسرائيل أراد ان يتمم هذا المشروع على نطاق صغير، وكان الرب هو الملك.  كانت ترانيمهم وأناشيدهم للرب على انه الملك.  لكن كلنا عارفين الحادثة المشهورة عندما رفضوا ملك الرب واختاروا لأنفسهم ملك.  ساعتها الرب يقول لصموئيل "انهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا"، عندما قالوا، نريد ملكًا يملك علينا لنكون كسائر الشعوب.
لكن عندما جاء يسوع المسيح - مرقس، وهو الإنجيل الأول الذي كتب، وأقدم الأناجيل، والذي متى استعمله، لكن وسع وقدم نسخة رائعة جديدة يبرز فيها ملامح الملك.  
مرقس يلخص رسالة يسوع المسيح في ثلاثة كلمات.  
مرقس ١، عدد ١٣ - جاء يسوع يكرز ببشارة الملكوت ويقول: "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل".  أكيد يسوع لم يكن يذهب كل بلد يعيد الثلاث عبارات.  يسوع كان بيتكلم كلام عميق وكثير.
لكن مرقس، الذي يسجل خدمة يسوع الملك، لخص كل اللي يسوع قاله وعمله في هذه الكلمات الثلاثة.  حيثما كان يسوع يعظ، حيثما كان يسوع يشفي ويصنع معجزات، كان مرقس يرى خدمة يسوع في هذه الكلمات الثلاثة.  
ان يسوع يقول للبشر أبشروا، افرحوا.  الان يمكن عودة الإنسان إلى ملكوت الله.  الله يقدم للإنسان أعظم عطية.  يقدم له ملكوت.  ماذا يعني يقدم ملكوت؟  تصورنا نحن ان بشارة الملكوت هي بشارة لصالح الله.  لكن الكتاب بيكلمنا عنها انها بشارة لصالح الإنسان.  يعني مثلًا لما يقول "ابتهجي ايتها الجزائر لان الرب قد ملك".  هو مين اللي مفروض يبتهج؟  الملك ولا الناس اللي هايملك عليهم؟   لكن الحقيقة هو الإنسان الذي سيبتهج، لانه سيثمر ويزهر كالنخلة.  كالأرز في لبنان سينمو الصديق، وسيذبل الفاجر في ملكوت الله.  
ملكوت الله هو الذي يعطي المناخ الصحيح، هو الذي يهيئ للإنسان النمو والثمر والنجاح.  
ملكوت الله هو الدائرة الوحيدة التي فيها يحقق الإنسان ذاته بشكل صحيح، والتي فيها يجد المعنى في هذه الحياة.  
إذاً خبر ان الله يملك، ليس خبر مفرح لله لكنه خبر مفرح للإنسان.  لذلك هي بشارة.      
 "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله".  كلمة اقترب ليست زمنيًا؛ لكن اقترب (الكلمة اليونانية)، at hand بالإنجليزية.  يعني اصبح متاحًا لكم، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل.
الخبر السعيد انه قد جاء الزمان الذي فيه الله يؤسس مجتمع الملكوت على الأرض الان، وقبل مجيء المسيح الثاني.  يؤسس مملكة وسط عالم معاد لله.  يؤسس مملكة وسط عالم شرير.  يؤسس مملكة في عالم رئيسه هو ابليس.  
هل تؤمنوا يا اخوتي بهذا الأمر - ان الرب يسوع أسس الان مملكته، وان بني الملكوت هم انتم؟    
أكيد لم يكتمل الملكوت.  علشان كده في قاعدة لاهوتية مهمة للغاية، لما بنقول:  now and not yet.  الان ملكوت الله؛ الان لكن ليس بعد.  ما زال في شيء آخر قادم، شكل اعظم.  لكن الملكوت موجود الان ومتاح الان.  
السؤال - كيف يدخل الإنسان الى ملكوت الله؟  كيف يصبح الشخص من رعايا هذا الملكوت؟  
لو في شخص مش من رعايا هذا الملكوت، مش من رعايا هذا الملك، من حقه انه يسأل - كيف أصير من رعايا هذا الملك؟  
العظة على الجبل لا دخل لها بهذا السؤال.  العظة على الجبل لا تشرح قط كيف يدخل الإنسان الى ملكوت الله؛ لكن تشرح سمات مجتمع الملكوت.
 فين اللي بيعلمنا عن كيفية الدخول الى ملكوت الله؟  فاكرين حوار جميل حدث بين المسيح وواحد من … نيقوديموس.  فاكرين ماذا قال له يسوع؟  نيقوديموس بيسأل سؤال مهم … هو أنت؟  يعني مثل سؤال التلاميذ "هل في هذا الوقت ترد الملك لاسرائيل؟  أنت الملك وهاتملك على اسرائيل؟  يسوع نقل الحوار الى منطقة اخرى، وقال له: " الحق الحق أقول لك، ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله".  ثم يوضح اكثر "ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله".  
هذا ما يتميز به يسوع.  يسوع جاء بعمل كامل، ليس فقط وضع شرائع وقوانين أخلاقية جميلة، لكن جاء بالأهم - صناعة وخلق إنسان الملكوت بالولادة الثانية.  بهذا يختلف يسوع اختلافاً كليًا، اختلافًا جذريًا عن اَي شخص آخر أراد مشروعا إصلاحيا للإنسان.
المشروع المسيحي يبدأ بعمل الهي معجزي، يولد به الإنسان ولادة ثانية.  وبهذا العمل المعجزي يدخل الإنسان الى ملكوت الله.  انا أصلي من كل قلبي ان كل شخص موجود يسمعني الان ان يكون اختبر هذه المعجزة.  لا تسألني كيف.  لانه لما سأله كيف؟، المسيح قال له لا اعرف ان اشرح لك، مش هاتفهم.  الريح تهب حيث تشاء، تسمع صوتها، ترى اثرها، ترى الثمر، لكن لا تستطيع ان تعرف من أين تأتي ولا إلى أين تذهب.  هكذا كل من ولد من الروح.  
لكن كون الشخص اختبر هذه المعجزة عارف انه اختبرها - الولادة الثانية، الولادة من فوق.
بدون الولادة من فوق، لا نفع للمعمودية؛ لا نفع للعشاء الرباني؛ لا نفع للعبادة؛ لا نفع للأخلاقيات الراقية.  هذه كلها أمور جميلة، لكن لا تدخلك الملكوت.  لان، حبيب قلبي، كلام المسيح مش هايقع على الأرض … "ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يدخل ملكوت الله".
ما هو المطلوب مني علشان أولد؟  الحقيقة لو عايز أتولد من جديد، بسيطة جداً.  بيتهيأ لي الاستنتاج مش صعب … بأني مش راضي عن القديم.  مش عاجبني الوضع كله.
كلمة "من فوق" ممكن تترجم، وترجمت فعلًا في العهد الجديد "من الأول".  هي نفس الكلمة التي استعملها لوقا "الكلام الأول"؛ "اذ كنت من الأول قد تتبعت كل شيء بالتدقيق".  
يعني حضرتك بتراجع حياتك كلها، بتكتشف انها ماشية غلط.  أنت غير راضي عنها.  فأنت لست محتاج تصحيح، أنت محتاج من أول وجديد.  هل تريد من أول وجديد؟  
الخبر المسيحي الرائع، يوجد من يعرف ان يجعلك تبدأ من أول وجديد.  ما رأيكم في هذا الخبر؟. تخيل الرجاء الذي يحمله هذا الخبر لواحد مثلًا عايش في الإدمان، اَي نوع من الإدمان.   
عايش في الخطايا، عايش في الزنا، عايش في الخيانة، عايش في العك.  ثم يأتي له شخص يقول، على فكرة أنت ينفع تبدأ من أول وجديد.  مش تبدأ من أول وجديد في نفس الطريق.  مش تبدأ من أول وجديد لكي تتبع الأخلاقيات.  لا، أنت ستبدأ من أول وجديد لان في شخص … اله هايخلقك جديد.  هذه هي طريقة دخول الملكوت.  لكن بعد ما يتولد الإنسان ويدخل ملكوت الله، يعيش في مجتمع الملكوت.  
المسيح بعبقرية الملك هنا يؤسس مجتمع الملكوت.  وهنا يعلمنا نحن بني الملكوت كيف يكون مجتمعنا الذي فيه نستقبل المولودين ثانية.  ما هي الأخلاقيات التي ينبغي ان تحكمنا.  ما هي سماتنا كمجتمع للملكوت.  كيف ينبغي ان نتعامل.  الذي سيدخل في وسطنا مولود ثانية، بقى إنسان الملكوت، دخل الملكوت … ماذا سيرى فينا؟  وهذا هو السؤال الذي يجاوبه المسيح.  هايشوف فينا أخلاقيات معينة.
لكن هنا أتوقف أيضًا أمام عبقرية المسيح وأقول … عندما اقرأ التطويبات السبعة الأول، لا أستطيع ان أمنع نفسي من التحليل الذي يقودني للإعجاب والانبهار بسيدي الملك.  عبقري فعلاً.  لا يقول، ينبغي على أولاد الملكوت ان يضحوا بعضهم من أجل بعض، وان يحبوا بعضهم بعض، وان لا يزنوا، وان لا يسرقوا … لا.  لكن بعبقرية غريبة يقدم توجهات وليس توصيات.  
أزعم يا أحبائي بقوة ان هذه التطويبات السبعة الأولي التي نطق بها المسيح … المسيح لا يصف سلوكيات، لكنه يصف توجهات.
ما الفرق بين السلوك والتوجه؟  السلوك هو الناتج النهائي للتوجه.  التوجه هو ال attitude، وهذا يجعلنا نسأل … وما هو التوجه؟  التوجه هو امتزاج داخلي عميق بين الفكر والمشاعر، يدفع الإنسان دائما للمضي في الاتجاه المعين.  
عارف لو انت واخد خبطة في الشاسيه … كل ما تروح تعدل الدركسيون، تلاقي العربية بتحدف، لان التوجه بتاعها بقى خاطيء.  هذا هو محاولة إصلاح سلوكيات الإنسان دون إصلاح توجهاته.
لكن لكي تصلح التوجهات، تحتاج انك تشتغل على حاجة مهمة في داخل كيان الإنسان.
من وجهة نظري، لا تحدث إلا بالولادة الجديدة.  ان يتم تغيير المعتقدات والقيم.  
ما هو المعتقد؟  هو ما تؤمن انه حق.  وما هي القيمة؟  هو ما تؤمن انه مهم. 
ما تؤمن انه حق، هذا هو معتقدك.  وما تؤمن انه مهم، هذا ما له قيمة عندك.
يسوع، بالولادة الثانية، اكثر حاجتين بيغيرهم فينا … بيغير معتقداتنا، وبيغير قيمنا.
المهم عند الناس، لا يبقى مهم بنفس الدرجة عندنا.  والحق عند الناس ممكن احنا نشوفه كذب.  هذه هي المعجزة التي تحدثها فينا الولادة الجديدة.
وخلوني أكون أمين معاكم وصريح … من المستحيل تغيير السلوكيات والنجاح فيها.  وإذا حدث فهو نجاح  زائف ومؤقت، اذا لم ننجح في تغيير معتقدات الشخص وقيم الشخص.
لو القيمة الكبرى عندك هي صورتك قدام الناس … طول ما أنت القيمة الكبرى هي صورتك قدام الناس هاتقع هاتقع في خطية الرياء.  وعارف لما نعلمك ان ماينفعش تراءي، سوف تبطل رياء برياء.  يعني هاتراءي انك لست مراءي.  تخيل التعقيد !  هذا هو الإنسان.
لكن لو أنا قدرت أقنعك أن المهم هو أبوك الذي يرى في الخفاء … القيمة اتغيرت.  أصبحت لحظات صحوي في غرفة نومي، حيث لا تراني عين من البشر هي أقدس لحظات عندي؛ لان أبويا السماوي يراني.  لان المسيح علمني قائلا "أبوك الذي يرى في الخفاء" .  
اذا لم تتغير القيمة لا يمكن ان يتغير السلوك.  وإذا لم يتغير المعتقد … ما هو حق.  نحن تلقائيًا مصممين ان نسلك طبقًا لما هو حق.  ولذلك احنا بنجاهد كتير ان نقنع أنفسنا بالأكاذيب لكي نكون متسقين في سلوكنا ونحن نفعل الخطأ.  نحن نبذل جهدًا كبيرًا لنقنع أنفسنا بالكذب، لأننا مصممين ان نسلك بالحق.   ولذلك عندما نعمل أشياء غلط لا تتفق مع الحق، بنحاول نقنع أنفسنا بالكذب على انه حق.
كنت اقرا عن واحد، لن اذكر اسمه، لاعب baseball شهير في امريكا من سنوات طويلة.  نجح كما لم ينجح احد.  يعني لما تدرس تاريخ الجوائز اللي أخذها، أنت بتتكلم عن Ronaldo  أو Messi في العصر الحديث.  لدرجة انهم اطلقوا اسمه على مدرسة كبيرة في الوقت بتاعه.  وبعدين هذا الراجل الكبير  طلق امرأته وسوف يتزوج بأخرى.  لكن عند زواجه بالثانية، في يوم الزفاف، ظهرت واحدة فجأة وأفسدت عليه الفرح؛ وقالت انا حامل من هذا الرجل.  فلغى الفرح وقرر انه يؤجل الموضوع لأنه اعترف فعلاً انه عمل هذه العملة السودة؛ وقرر انه يتزوج الثانية.  في اثناء هذا الزواج ظهرت واحدة ثالثة وقالت ان انا حامل منه.  قرر ان يؤجل الاثنين، وراح المحكمة.  لا اعلم بماذا اشتكوا عليه.  وفي المحكمة قال هذه الكلمة الغريبة … اذا ثبت ان الأولاد اللي في البطون هم أولادي، فانا أخلاقي my moral standard يملي علي ان اعترف بهم.  قالوا له what is your moral standard.  قال لهم the Christian moral standard، أنا مسيحي I am a Christian .  وطبعا السؤال الذي صدر من القاضي … اذا كنت مسيحي، لماذا فعلت كل هذا؟  قال، أنا اؤمن ان الله له قصد في كل شيء.  شيء مقزز .  لكن هذا هو الإنسان في خداعه لنفسه.  هذا هو الانسان في شر قلبه.  الذي قال عنه الكتاب قديمًا "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس".
لا بد ان تتغير المعتقدات.  لذلك بولس كان تلميذاًً لسيده … "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم".  وأعتقد ان الشكل الداخلي هو مجمل التوجهات الانسانية.  
ملكنا يسوع هنا لا يعطي توصيات لبني الملكوت، لكنه يصف توجهات بني الملكوت.  
بني الملكوت عبروا بسلسلة من المعاملات الإلهية قبل وبعد الولادة الجديدة، غيرت معتقداتهم، وغيرت قيمهم.
بنو الملكوت عبروا في طريق طويل قبل الولادة من الله وبعد الولادة.  عملية طويلة غيرت معتقداتهم وغيرت قيمهم.  وعلى فكرة، هذه هي لزمة الوعظ.  
الوعظ الذي لا يغير القيم والمعتقدات لا لزوم له على الإطلاق.  الوعظ اللي يطبطب على الناس ويريحهم ويبسطهم ويهنئهم ويدلعهم لا لزوم له. 
الوعظ الذي يقود للولادة الجديدة، ويجعل المولودين ثانية يكبروا في حياتهم الروحية، هو الوعظ الذي يغير القيم ويعير المعتقدات.
ان الشخص السامع يبدأ يتغير في ادراكه لما هو حق وإدراكه لما هو مهم في الحياة.
ما هي التوجهات التي يريد الملك ان يراها في بني الملكوت؟  
أنا مهموم شوية بالكنيسة كمجتمع بني الملكوت.  اللي هايدخل وسطينا هايشوف ايه؟    
<لا، لا داعي للقلق عليه؛ دعه يأتي وسنظهر له كل ما هو جيد>.  ليس الأمر بهذه البساطة.  دعوني اخبركم … هو مش هايشوف حضراتكم هاتعملوه.  يعني اللي هايدخل كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية (على فكرة، مؤمن أو خاطئ) سوف يكون منتج كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية.  Peter Burger من أعظم ال sociologists في العصر الحديث، تكلم عن حاجة اسمها الخاصية الديالكتيكية للظاهرة المجتمعية.  يقصد هل الإنسان يوجد المجتمع، أم المجتمع يوجد الإنسان؟   
يقول، يوجد dialectic بينهم.  الإنسان بيوجد المجتمع، الإنسان بيخلق المجتمع؛ والمجتمع بيخلق الإنسان.  
لذلك، فعلاً منتج كنيسة مصر الجديدة غير منتج طوخ في المنيا، أو كفر لبس في المنيا.  غير منتج كنيسة الطوائف المختلفة.  منتج الكنيسة القبطية غير منتج الكنيسة المشيخية، غير منتج كنيسة الإخوة.  كل مجتمع بيستنسخ منه في الأخلاق، في التصرفات، في اللغة، في الشخصية، في طريقة الكلام.  نعم لازم نصدق هذا.  Peter Burger شرح لنا ال mechanism الذي به يحصل هذا.
كيف ان المجتمع بيخلق الشخص الذي يدخل اليه؟  وهو ورزقه … لو دخل في مجتمع محترم هايطلع شخص محترم.  ولو دخل في مجتمع مريض هايطلع شخص مريض.  وبقول "مجتمع" … يعني لو الوعظ على أعلى مستوى والمجتمع مريض، هايطلع الشخص مريض؛ لان الشخص ب internalize ، بياخذ ويتكون ويتشكل بتوجهات المجتمع المحيط به.  
من اجل ذلك أقول ان توجهاتكم يا جماعة كبني الملكوت في هذا المكان، لأنك بتصنع ناس وأنت لا تدري.  أنت فاكر انك بتيجي الكنيسة وتجلس على المقعد وبتتصرف بطريقة معينة وبتروح.  أنت لست تدري انك شريك في صنع مناخ يخلق بشر على مثالك.  وياويلك وياويلي لو كنا بنطلع ناس مريضة؛ لو كان مجتمعنا بيطلع ناس مريضة.
أعود بسرعة إلى الملك … ماذا تريد يا سيدي الملك من بني الملكوت؟  يقول، اريد ان تكون هذه التوجهات السبعة فيهم.  
- التوجه الأول والأهم والأساسي … "طوبى للمساكين بالروح".
واسأل سؤال … لماذا قال "طوبى" ولم يقل ينبغي؟  برضه لانه عبقري.  ولا أعتقد ان المقصود بالطوبى هنا يعني يالسعادة.  لكن، من هو المطوب في هذا المجتمع.  من هو الممدوح في هذا المجتمع. 
اَي واحد بيدخل (وهذه فكرة نفسية مجتمعية شوية) كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية، أول حاجة بيفكر فيها subconsciously بدون وعي … ما هو الشيء الممدوح في هذا المجتمع؟   ما هو الشيء الذي يقدروه؟  يعني بلغة يسوع، من هو المطوب في هذا المجتمع؟. هو بيسأل نفسه فعلا هذا السؤال.  ويبدا يلاحظ من دون وعي، وبعدين يعرف بعد فترة، وليس صعب عليه ان يعرف ال norms .  الحاجات الأساسية التي تجعل الشخص مقبول في كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية؛ التي تجعله ممدوح ومقبول.  وتلقائيا يبدأ  internalize هذه الأمور.  يبدأ يبتلعها ويتبناها؛ ويبدا يعيد إنتاجها.  وأحيانًا في البداية، إذا كان ضعيف شوية، يزايد ويبالغ فيها لكي يضمن لنفسه اكبر قدر من القبول في هذا المجتمع.  
يسوع بعبقرية بيقول مش يا سعادة المساكين بالروح، لكن بيقول اللي بتمناه في مجتمع مملكتي  وسط أولادي، وسط بني الملكوت، ان اللي يدخل وسطيهم أول حاجة يلحظها فيهم ان كلهم مساكين بالروح.  Wow، يا لك من ملك عجيب.  نعم، "يدعى اسمه عجيبًا".
ما هي المسكنة بالروح؟  "مسكين" كلنا عارفينها.  والكلمة اليونانية "توخوس"، ويوصف بها الشحات اليوناني الغير قادر على الكسب.  يعني ليس فقط عنده احتياج، لكن أيضا غير قادر.
فمن هو المسكين؟  المسكين عمومًا يتميز بشيئين : أنه محتاج، وغير قادر.  هل هذا هو المطلوب يا يسوع؟  لكن لاحظ ان يسوع كمل وقال المسكين بالروح (لا يتكلم عن المسكنة المادية لكن عن المسكنة الروحية).  وهذا هو خلق بني الملكوت.  دايما شاعرين محتاجين روحيًا.  
يا نبع وجودي، يا سر حياتي، يا طعامي، يا غذائي، يا هواءي، يا ماءي.  أنا لا أستطيع ان أعيش بدونك، محتاج إليك.  كل موقف في الحياة، صغير أو كبير بيفكرني بهذه الحقيقة الثابتة جداً … أني محتاج.  آه من غباءي، من حماقتي عندما أنسى أني محتاج.  لكن مش بس محتاج، وغير قادر على تسديد احتياجي.  أنا معتمد عليك، أنت اعتمادي، انت عكازي، أنت ينبوعي، أنت خبزي، لا تذهب بعيدا عني، أنت عيناي التي بها أنظر، أنت طاقتي التي بها أعيش، أشعر بالخوف، بالضياع، بالحيرة؛ لا، اشعر بالموت إذا فقدتك؛ أنا غير قادر على اتخاذ قرار واحد صحيح في اي شيء صغير أو كبير؛ أنا غير قادر على النجاح في علاقة واحدة لأعز الناس لي.  ان خبراتي لا تسعفني، ان معلوماتي لا تسعفني.  ان نجاحاتي الماضية كنت أنت مصدرها، فلا يمكن ان استند عليها وكأني بها أستطيع ان انجح في تخدياتي القادمة.  أنت سندي وعكازي، أنت كل شئ لي.  "قلت للرب أنت سيدي خيري لا شيء غيرك".  "طوبى للمتوكل عليك".  
أنا مسكين، بدونك لا أستطيع ان أتصرف، لا أستطيع ان أقرر.  "طوبى للمساكين بالروح لان لهم ملكوت السموات".  حلوه جداً "لهم".  ملكوت السموات بكل غناها، وكل ثرائها وقوتها ومجدها.  تفتح خزائن ملكوت السموات بكل روعت وغنى ملكها.  
من الملك في ملكوت السموات؟  يسوع.  خزائن ملكوت السموات مرصودة لحساب المساكين بالروح.  هذا توجه يا أحبائي.
ما وصفته من قليل، وفعلًا كنت بوصفه بصدق، هل كنت أصف سلوك؟  لا؛ لا أستطيع ان أقول سلوك، لأني لم أكن أتكلم عن موقف؛ لكن بتكلم عن توجه في الحياة كلها.  لما يجي يعامل ابنه، ولما يجي يعامل مديره، ولما يجي يعامل شخص كسر عليه في الشارع، ولما يجي يشتري ابسط حاجة، ولما يجي يشتري اكبر حاجة، ولما يجي يفكر في مشروع هجرة، ولما يجي يفكر في مشروع فسحة؛ هو فعلا مايقدرش يقرر بدونه.  هذا مسكين بالروح.  لكن أبشر أيها المسكين، أبشر.  لك ملكوت السموات. 
لكن ايضا attitude آخر - وصف للقلب، وصف للكيان.  اعتقد ان هذه السبعة بيكونوا لي، بيرسموا لي MRI للكيان الروحي لانسان الملكوت من الداخل.  هذه أشعة تشخيصية رائعة بتفرجني إنسان الملكوت. 
- "طوبى للحزانى" -  هل يتصور احد في كل التاريخ البشري ان هناك ملك في اول وعظة له، وهو يؤسس مملكته، يقول للناس "طوبى للحزانى" !  ممكن يقول "بشر الحزانى"، أليس كذلك؟  بشر الحزانى، طمأن الحزانى انهم هايتعزوا.  لا، لا يقول بشر الحزانى ولا طمان.  "طوبى".
ما المقصود بطوبى للحزانى؟    
أكيد الرب يسوع لم يقصد الحزانى، لانه لم ينل البنت اللي تمناها؛ أو لم يستطع ان يشتري؛ أو انخدع في شيء وراح اشتراه.  ليس هذا ما يقصده على الإطلاق.  
لكن تخيل ان واحد من ابناء الملكوت يعيش في عالم ساقط، معادي لإلهه وملكه - ماذا سيرى كل يوم في هذا العالم؟  فاكرين لما يسوع شفى الراجل الأبرص؟  الكلمة العربي "تحنن يسوع"؛ الكلمة اليونانية "غضب يسوع".  فاكرين لما يسوع راح عند قبر لعازر؟  "انزعج واضطرب بالروح".  
يسوع حيثما كان يسير ويرى ماذا فعلت الخطية في الناس، ويرى ظلم الناس، ويرى شر الناس - لما بتأمل حال الناس، والبؤس اللي فيه الناس في كل المستويات، لو عندي ذرة دم لازم احزن.
من هم الحزانى؟  هم الذين في شركة مع الله.  ولأنهم في شركة مع الله، تنتقل اليهم مشاعر الله.
اخوتي، اننا نعبد الها متألم، ونعمل مع اله يتوجع.  ولذلك ال attitude العام لبني الملكوت انهم مثل ملكهم.  كان في الأرض "رجل أوجاع ومختبر الحزن". 
لكن هناك خبر حلو لهذه الجماعة … هايتعزوا.  كيف يتعزون؟  أرجوكم اهربوا معي من سخافة السطحية المسيحية السائدة في أيامنا … <هايتعزوا لما ربنا يبعتله فلوس، وصحة>.  لا يا أحبائي.  هايتعزوا لأنهم أول ناس هايشتركوا مع ربنا في الحصاد.  وهم بيشوفوا عمل الله في هذه الارض، هايشوفوا نفوس بتخلص؛ هايشوفوا نفوس بتتحرر من الكذب؛ هايشوفوا الأقنعة بتقع؛ هايشوفوا القيود بتتكسر.  هؤلاء هم اللي بيحزنوا مع ربنا على حال الناس.
تيموثاوس الثانية - بولس بينصح تيموثاوس (كان يميل نفسيا الى الحزن والألم) يقول له … اللي بيحرث، على فكرة، بيحرث بالدموع.  لكن هؤلاء أغنى ناس بيتعزوا.  
 لو سألني أحدهم، ايه اخبارك؟  ويكون قريب مني، بأقول له، ماذا تقصد بالتحديد، اَي أخبار؟  فأحياناً يستسهل ويقول، مزاجك يعني، حالتك النفسية، اخبارك ايه؟  فانا مش بعرف أجاوب، لكن أقول له … حزين وفرحان.  
حيثما تضع يدك في الشغل مع ربنا، لازم تحزن.  لكن ايضآ، حيثما تضع يدك في الشغل مع ربنا لازم هتتعزى.  هل هذا سلوك؟  لا، لا أستطيع ان أقول سلوك، لكن توجه، توجه قلب، لأني شريك مع الله في عمله.  شريك في أحزانه، وشريك في تعزياته.
"الله الذي يعزي المتضعين، أبو الرأفة واله كل تعزية يعزينا".  وعندما أكون مسكينًا بالروح، غالبًا مسكنتي بالروح هيأتني لإشباع احتياجاتي، فوجدت في الملك غذاءي وشبعي.  ولهذا أصبح لدي شيء أخرج به للعالم الحزين، أعطيهم وأدعوهم.  فأحزن لأحزانهم؛ لكنهم يأخذون من اختباري ما اختبرته فيفرحوا، فاتعزى.  وهكذا تدور الحلقة.  لكن هذا يصل بنا الى التوجه الثالث …
- يسوع يقول "طوبى الودعاء لانهم يرثون الارض".  من هم الودعاء؟  الودعاء، مش سهل ترجمة الكلمة من القاموس.  لكن اللي نقدر نفهمه من ال connotation  بتاعها، من المعنى الشائع المجتمعي (لكن ليس في مجتمعنا، لان عندنا مفهوم ان الوديع هو الملطشة).  لكن الوديع في مفهوم الكتاب المقدس، ليس هو الشخص الملطشة، لكنه ليس الشخص الذي يعيش لكي يؤكد ويثبت حقوقه الشخصية.  ليس هو الشخص الذي يعيش وقضيته الكبرى هي نفسه … حقي، كرامتي، وضعي، فلوسي، مكانتي، خدمتي.  اَي كلام ينتهي بضمير ياء الملكية.  هذا لا يعني ان احنا نكون عبايط لا نفكر في احتياجاتنا وحقوقنا.  لكن ليست قضيتي اللي أنا عايش من أجلها.  أنا عندي قضية أكبر، عندي قضية أعظم.  أنا ابن من أبناء الملكوت؛ وبني الملكوت هم زرع الله في هذا العالم.
في متى ١٣، يسوع بيقول ان البذار اللي بيرميها الزارع هي كلمة الله.  في مثل الزوان والحنطة يقول ان البذار هم بني الملكوت.  فبني الملكوت لهم فاعلية مثل كلمة الله في حياة الناس.  أنا لا أمزح، لا العب، عندي قضية كبيرة.  
اسمحوا لي أحكي شيء شخصي يمكن يوضح الفكرة … أذكر في مرة أني ظلمت ظلمًا شديدًا جدًا من مسيحيين يعني، فشعرت بالغبن، شعرت ان هذا too much .  أنا بتظلم في حاجات كتير وبفوت.  لكن شعرت ان هذه كانت زيادة قوي.  فقلت، لا أنا لازم أرد.  فأخذت الكمبيوتر وجلست اكتب ردًا {لا يخر منه ماء يعني}؛ ثم نظرت الى الساعة، وجدت انه عدى ساعتين وأنا مسترسل في الكتابة.  وبصراحة، لما راجعت اللي كتبته أعجبت به، تماماً كما يكتب احد مقالة كويسة وبعدين يسر بها.  وبعد ما أعجبت بها ورأيت قوة الحجة اللي فيها، وتفنيد الظلم اللي أنا تعرضت له، والافتراء اللي الناس عملوه، أقول الصدق، شعرت وكأن يد تربت على كتفي، وصوت يهمس في داخلي … لو كنت قضيت الساعتين دول تكتب مقالة لإنقاذ الشباب، أو لتغذية أولاد الله المتألمين، ماذا كان يكون مردودها !  ولما كتبت الرد … ما هو المردود، لم أثني، وعملت delete.  وقلت، متأسف يا رب.  لست هنا وقضيتي هي إثبات حقي.  الرب يحامي عني.  أنا أسعى في قضيته ، وهو يتولى قضيتي.  وإذا دافعت عن نفسي في موقف ما لن افعلها إلا إذا كانت جزء من قضيته.  أتيقن أنها جزء مطلوب في القضية الكبرى.              
فلسنا هنا من أجل قصصنا الصغرى، لسنا هنا من أجل قضايانا الصغرى.  لست هنا عائشا لان أعمل في النهاية نفسي.  لكن أنا هنا شريك في بناء ملكوت الله.  "طوبى للودعاء".  
لكن أتعرف الخبر؟  هؤلاء الذين لم يدافعوا عن حقوقهم، تأمل الجمال، تأمل الملك … وهذا كلام الملك؛ وكلام الملوك، ملوك الكلام.  من الآخر كده، لما الملك يقول تبقى خلصت.  هو الملك اللي بيقول … بيقول "الودعاء يرثون".  واللي ظلموا ينالوا الجزاء؛ هي آخرتها هكذا.  
أيها الساعي لبناء ملكوت الله، وفِي الطريق ديست حقوقك وظلمت؛ أبشر.  
يا سلام لما يدخل الشاب المولود من الله لمجتمع كنسي، وبعدين ينظر الى الناس اللي هو عايش معاهم، وسبقوه لرحلة الملكوت ورحلة التلمذة، ويجدهم لا يسعون من أجل حقوقهم … يمتص مجتمع الملكوت.  يدرك الولد أو تدرك البنت، اللي انضم لمجتمع الملكوت انه عايش وسط ناس ليست قضيتهم الكبيرة هي حقوقهم.  
هو لاحظ انه عايش في الشغل بتاعه، الناس بتآكل بعضها.  لا يدافع فقط على حقوقه، لكنه بيدافع على حقوقه وبيدور إزاي يلهف حقوق التاني.  وبعدين يفاجىء ان مجتمع الملكوت، الناس بتدور على حقوق الآخرين، وبتدور على المظلومين والتعبانيين؛ وفِي السكة ناسيين حقوقهم they internalize الكلام ده.  وبعدين يسمع الملك يقول طوبى لهولاء، هؤلاء ليسوا عبايط، هؤلاء ليسوا ضائعين.  هؤلاء فاهمين وحاسبين صح.  هؤلاء يرثون الارض.
يا من ظلمت سوف ترث.  "ان كنّا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه، وان كنّا أولاد فنحن ورثة، ورثة الله ووارثون مع المسيح.".
ثم يصل للتوجه الرابع - طوبى - وأنا لو حبيت أرسم curve  للتطويبات السبعة هذه، هاتلاقوا "الجياع والعطاش للبر" في القمة من فوق.
- "طوبى للجياع والعطاش للبر لانهم يشبعون".  أرجو ان نفهم "للبر" فهمًا صحيحًا، كما نفهمه من كتابات بولس، وكما نفهمه ايضا من كلام المسيح هنا.  المسيح هايتكلم بعد شوية ويقول "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره".  
ما هو الجوع والعطش الى البر؟. انتبهوا يا أحبائي - البر ببساطة هو حالة الاتساق الداخلي في الذات الإلهية.  البر هو الاستقامة والتناغم.  البر هو تلك الرقصة الإلهية الأزلية بين الأقانيم الثلاثة في تناغم واتحاد بعضهم مع بعض.  لا تصادم في الذات الإلهية بين الأقانيم.  لا تصادم في الذات الإلهية بين الصفات.  الله في حالة شالوم من الأزل والى الأبد.  هذا هو البر الالهي.
بالسقوط خرج الانسان عن هذه الحالة، وأصبح في حالة عدم اتساق مع الله.  وأصبح احتياج الانسان الأساسي والملح هو للبر.  يعني يعود يتسق مع الله.  يعني يرجع يحصل مصالحة.  والمصالحة لما يتكلم عنها بولس في كورنثوس الثانية ٥، يقول "لانه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه".  سنعود فيه في حالة من التناغم والاتساق معه.  
 ولذلك البر يرتبط بالملكوت.  لانه لا بر بعيدا عن الملكوت.  لازم هو السيد والملك لكي ينظم كل شيء، فتكون هناك حالة اتساق، ليس فقط بين الخالق والمخلوق، لكن بين المخلوق والطبيعة، وبين المخلوق والمخلوق، عندما يسود البر.  
لهذا، عندما تسمعوا معي "ورايت سموات جديدة" أو "بحسب وعده ننتظر سموات حديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر".  ليس يحكم، بل يسكن فيها البر.  البر ساكن؛ الاتساق والتناغم بين الله والإنسان.  
أكيد الله لم يقصد بره، لكن الإنجيل بيقدم لنا خبر رائع … (رومية ٣ : ٢١) "أما الان فقد ظهر بر الله".  انه موجود لكن انفصلنا عنه.  لكن عندي خبر حلو كمبشر … اني أدعوك للاتساق مع بر الله.  طوبى للجياع والعطاش الى حالة الاتساق مع الله.  طوبي للجياع والعطاش الى العودة الى الله، لأنهم يشعرون أنهم في حالة عدم بر، في حالة عدم اتساق حتي مع نفسهم.  هو غير قادر ان يتسق مع نفسه ولا مع جسده ولا مع الناس.  لكن الخبر الرائع … "الجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون.
الله يسرع لإشباع هذا النوع الراقي من الجوع والعطش.  لو لم تستشعر في نفسك، في يوم من الأيام (وأرجو ان تأخذ هذا الكلام بجدية)، لو لم تستشعر برغبة عميقة في داخلك انك تتناغم مع الله … 
رابعة العدوية زمان قالت له كلمة غريبة.  (بيقال انها رابعة العدوية، وبيقال انه واحد شاعر عربي كتبها لشاعر عربي تاني.)  لا اعلم من كتبها لمن.  لكن المهم بيت الشعر هذا حلو لو طبقناه على الله.  قال له "ليت الذي بيني وبينك عامر  وبيني وبين كل الناس خراب".  طبعًا هي فيها غلطة … لو انا بيني وبينه عمار، أكيد هاتعمر إنشاء الله مع الباقيين؛ واللي عايز يعاديني ده قضية تاني.
وهو هايتكلم عن المضطهدين من أجل البر.  لانك تناغمت مع الله ممكن الناس تعاديك.  
لكن هذا أيضا توجه … أنا ليه مش هزني؟  <علشان عيب، علشان دي قلة أدب، علشان مايصحش.  لا، أبقى غبي لو قلت كده.  انا مش هزني لان هذا لا يجعلني في اتساق مع الله.  وبصراحة يا جماعة، غالي علي، وأنا محتاج له، وأنا بشتغل معاه، واحنا عايشين مع بعض وماينفعش يبقى بيني وبينه خراب.  ماينفعش نخسر بعض، ماينفعش نرجع تاني لحالة الخصومة.  فأنا مش عبيط ولا غبي ان أعمل حاجة تخرجني من حالة الاتساق مع الله.
التوجه أعمق جدًا من ان الواحد يعطي شوية سلوكيات.  
وإذا وصلنا الى الجوع والعطش الى البر، هذا سيجعلنا رحماء. 
- "طوبى للرحماء لانهم يرحمون".  عندما ينطلقوا الى العالم المتألم؛ على فكرة مفيش رحمة بدون احتياج له.  مفيش احتياج، مفيش داعي للرحمة.  هؤلاء الناس يشعرون باحتياجهم العميق لله.  جعانيين وعطشانيين للبر.  فعندما يخرجوا الى خارج،  ويلاقوا الناس في حالة دمار بسبب انفصالهم عن الله، بيعملوا فيهم ايه؟. بيرحموهم، مش بيدينوهم؛ لكن يحاولوا يشبعوا لديهم هذا الاحتياج.  
- "طوبى للانقياء القلب لانهم يعاينون الله".  انا أعتقد ان الترجمة العربية هنا دقيقة.  لم يترجمها طوبى "لانقياء"، لكن طوبى "للانقياء"، ثم "القلب" حتى يقابل بينهم وبين أنقياء من نوع اخر.  طوبى للانقياء الخارج، الجسد.  لان يسوع ضجر من هذه الجماعة.  فقال "طوبى للانقياء القلب".  يعني ماتفرقش كتير في المعنى النهائي، لكن جميلة، طوبى "للانقياء"؛ لكن ليس اَي أنقياء، للانقياء القلب، الأنقياء من الداخل.  
 وهولاء هايبفى عندهم خبرة جميلة جدًا … "يعاينون الله"  
كيف يتنقى قلبي - بامتحان دوافعي والتخلص من كل دافع شرير مصدره التمركز حول نفسي.
وكيف نعاين الله؟  على الأقل في ثلاثة مجالات:
١- سأعاين الله في كلمته، باستنارات وتبصرات ترتقي بي السحاب، تجعل قلبي يفيض بالتهليل.  أعاين الله في كلمته.
٢- لكن ايضا أعاين الله في أعمال عنايته.  عندما ارى تدخلات فوق طبيعية معجزية لا تخلو حياتي منها.  انظروا حبايبي، اللي اعرفه، اللي بشوفه، يمكن مايعديش علي أسبوع من غير ما أشوفه.  لكني متاكد ان بقية الأيام معناها انه مفيش؟  في، لكن انا لست أرى اعمال عنايته الفوق طبيعية.  وهو يتدخل ليقود حياتي المتناغمة معه في ابسط الأمور.  
٣- أعاين الله في وجوه أولاده.  ياما مرات لم أراه في الكتاب ولا في أعمال العناية، وشفته بلقائي بإخوتي.  أراه في وجوههم، أراه في كلماتهم، أراه في محبتهم، أراه في قداستهم.  أعاين الله في حضن من أخ، في كلمة محبة، في كلمة تشجيع، في كلمة حكمة أعاين الله.  أنقياء القلب حتماً يعاينون الله.
- "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون".  صانعي السلام لا يعني اللي بيروح يصالح اتنين مع بعض.  لكن الحقيقة، صانعي السلام، صانعي الشالوم، اللي عايشين في حالة اتساق.  
أكيد اللي عايش في حالة اتساق مع الله ومع نفسه هايكون بيخلق سلام مع الاخرين.  وفعلًا إحنا بنشوفها.  تلاقي عدى عليه سنين في مجموعة كبيرة من العلاقات مع الأشخاص، لكن دايما صانع سلام، دايما في تناغم.  لا يعمل مشاحنات ومصادمات لانه صانع سلام.
اذا عشنا بهذه التوجهات السبعة، التي أرى ان في روابط كثيرة بينها؛ لكن اختم بان العيشة بهذا الوضع في عالم ساقط، سيقابل من خارج مجتمع الملكوت بتغيير وطرد.  
- "طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين افرحوا وتهللوا".
- تسبقها "طوبى للمطرودين من اجل البر".  ولاحظ أنا.قلت البر هو حالة اتساق مع الله.  اول ما تتسق مع الله يعني بتنجذب الى الله يبقى في طرد من الناحية التانية.  فكلمة طرد متناسبة مع البر.  بتبقى مطرود من الاخرين لأنك أصبحت مش قادر تنسجم معاهم في شرهم.  
وبالمناسبة لو قادر تنسجم مع الله وتنسجم مع الشر، في حاجة غلط كبيرة جدًا؛ وياريت تفوق بسرعة قبل فوات الأوان.
"طوبى للمطرودين من اجل البر لان لهم ملكوت السموات".  تمامًا مثل "المساكين".  
و "طوبى لكم اذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي ".  هنا ليس من اجل البر، لكن من اجل يسوع بالذات.  ودي مستوى ارقى، ان في حب خاص ليسوع، وعمل خاص مع يسوع يسبب للشخص الم وتعب.  هنا ايضا المكافأة اكثر … "افرحوا وتهللوا لان أجركم عظيم في السموات، فانهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم".
اخوتي الاحباء، هذه التوجهات هي التي ترسم ملامح مجتمع الملكوت.  أول ما يدخل واحد من بني الملكوت، اتولد من الله، وياتي إلينا في الكنيسة، المفروض انه يشوف مجتمع الملكوت.
وما هو المفروض يشوفه في مجتمع الملكوت؟  يشوف الحاجات اللي ذكرناها هذه.  
هذا هو الممدوح.  هذا هو المطوب بيننا.  هذا هو المقدر والذي له قيمة بيننا.  ليست الالماظات، ليست الثروات، ليست المواهب، وليست النشاطات.  
المقدر بيننا، الممدوح بيننا كمجتمع هو هذه التوجهات.  فالشخص بيتفرج - اسمعوا اللي بيقوله Peter Burger - الانسان هو الكائن الوحيد الذي في حالة سكيب دائم، شاء أم أبى.  يسكب نفسه دائما في المجتمع الذي يعيش فيه، بنشاطات عقلية ونشاطات مادية.  غصب عنك بتسكب نفسك في هذا المجتمع.  وياخوفي لو كانت نفسك ملوثة - انت بتسكب حاجات ملوثة.
<طب لما تبقى الحاجات ملوثة مش هاسكب> لا، هاتسكب، لان الإنسان بالتجربة العلمية العملية في حالة … يعني مش هتضحك؟  يعني مش هتبص؟  يعني مش هتتكلم؟  طب جاي تعمل ايه؟  حيثما تدخل وسط مجتمع أنت في حالة سكب … هتضحك، هتتكلم، هتبص، هتتلفت، هتقف، هتقعد.  تسكب نفسك.
وبعدين بيقول ان هذا السكب المستمر به يتكون الشخص نفسه، به يكتمل الشخص نفسه. 
لكن المشكلة ان الآخرين بيلاحظوه.  وعندما يسكب أفراد المجتمع نفوسهم بتحصل حاجة اسمها objectification .  ان الحاجات اللي سكبوها تتحول إلى واقع، إلى reality .  اول ما يدخل واحد ليها يمتصها، وتلقائيا يبقى مثلها.  هل رايتم خطورة ما نفعله؟  هل رايتم خطورة حركاتنا وكلماتنا وسكناتنا؟  يمكن ناس كتيرة اتعثرت مننا وبطلت تدخل كنائس ونحن لا ندري.  يمكن ناس مش طايقة تيجي الكنائس بسببنا، ونحن لا ندري.  يمكن ناس كرهت بيت ربنا بسببنا ونحن لا ندري.  وبعدين تقول، وانا عملت له ايه؟  لا أنت لم تفعل له شيء، أنت لم تؤذيه بشيء.  أنت فقط، حبيبي، سكبت نفسك. بتطلع منك نفسك.  لذلك لازم اللي جوانا يبقى نظيف.  لازم اللي جوانا يبقى على هذا القياس.  لازم نتغير في معتقداتنا وقيمنا حتى اللي جوانا يبقى أنقى ما يكون.
توجهاتنا تبقى صحيحة، فنسكب في مجتمع الملكوت لتكوين مجتمع نافع لنمو بني الملكوت؛ ونافع لجذب الذين هم ليسوا من الملكوت … آمين
الاسمبريد إلكترونيرسالة