U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

كيف نعيش في عالم ساقط - د. ماهر صموئيل - اجتماع الحرية


الإيمان المسيحي يعلمني ان هناك كارثة ألمت بالجنس البشري وبالخليقة كلها، اسمها كارثة السقوط.
بالتالي نحن نعيش في عالم مكسور، ونحن أنفسنا أصبحنا بشراً مكسورين.
- تكوين ٣ يحكي قصة السقوط:-
 “وَكَانَتِ ٱلْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ ٱلْبَرِّيَّةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ ٱللهُ لَا تَأْكُلَا مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي فِي وَسَطِ ٱلْجَنَّةِ فَقَالَ ٱللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا ». فَقَالَتِ ٱلْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! ……"
ثلاثة افكار لفهم كيف نعيش في عالم ساقط:-
(١) علينا ان نرصد السقوط ونقر به فلا نحبط؛
(٢) علينا أن نفهم ابعاد وجوهر السقوط ونرفضه فلا نكرره.  نفهمه بخزي وعار.
(٣) علينا ان نفطن للنعمة المقدمة على الرغم من السقوط، ونقبلها فنخلص.
أولا - علينا ان نرصد السقوط ونقر به:-
النظرة الحياتية الصحيحة world view لها قدرة تفسيرية عالية للواقع الذي نراه.
* لماذا نرى الإنسان عظيما وفِي نفس الوقت نراه بشعاً؟
وصفه C.S. Lewis - الانسان، اما ان نرى الجمال الخالد أو الرعب الابدي.
التفسير المسيحي - احداهما تشرح عظمة الانسان في الجمال الخالد (تكوين ١) "قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا".  فهو انبثاق من أعلى وليس تطور من أسفل.  
والأخرى تشرح بشاعة الانسان في الرعب الخالد (تكوين ٣).
مرت على البشرية آلاف السنين وقد طمست معالم الانسان ولَم نعد نرى الشكل الحقيقي للإنسان.
** حتى جاء شخص من ناصرة الجليل، وعاش على تراب هذه الارض، يجول يصنع خيرا.  
لم يدعو نفسه باسم الا "ابن الانسان".  
** هذا الإنسان في روعة حنانه وفِي روعة حزمه وفِي قوة منطقه وعقله، وفِي ابداع فكره وأدبه، ووصاياه وتعاليمه، وأخلاقه التي عاش بها، نرى جمال الانسان كما اراده الله .  
تكوين ٣ - ينفصل الانسان عن الله ويخرج من محضر الله .
** يحتفظ بكل امكانياته العقلية والإبداعية.
- بعيدا عن الله مصدر الحياة، يستعمل قدراته وطاقاته الإبداعية في خلق الموت ونشره.
صار ينشر الموت والفساد والبشاعة والقبح أينما جل وحيثما وصل.
تكوين ٤ - نرى اول ملامح البشاعة (التدين)؛
وثاني ملامح البشاعة (القتل)؛
وثالث ملامح البشاعة (تعدد الزوجات واستغلال المرأة)؛
ورابع علامات البشاعة (العنف والشراسة) "قتلت رجلاً لجرحي وفتا لشدخي".
** كل الكتاب المقدس يقوم على هاتين الحقيقتين:
ان الانسان كائن سامي مخلوق على صورة الله،
لكنه سقط وصار كائنا بشعاً.
وباقي القصة تقول ان الله لديه مشروع عظيم لخلاص وافتداء هذا الانسان.
المسيحية في قوتها التفسيرية للواقع الذي نراه في هذه الثنائية للإنسان.
- السقوط لم يمحو الصورة، لكنه أفسدها؛ 
ولَم يضيع الإمكانيات، لكنه جعل الانسان يسيء استعمالها.  وهذا هو سر البشاعة في الانسان.
الأثر الثاني للسقوط - بينما نقدس العمل ولا نستغني عنه، لكننا في نفس الوقت نتألم منه، وأصبح العمل سبب تعاستنا.  (تكوين ٣) "ملعونة الارض بسببك".  دخلت اللعنة وأصبح العمل متعباً.  
الأثر الثالث للسقوط - بينما يكافح الشاب والفتاة، وتدور احلامهم حول الزواج، لكن بعد الزواج يقضون بقية العمر يشتكون من الزواج.
لا شك ان المفديين يختبروا فداء الله في عملهم وفِي زواجهم.
أين التفسير لهذه ال schizophrenia لهذا العمل ولهذا الزواج، وأين الرجاء؟
المسيحية تقدم تفسيراً وتقدم ايضا رجاء
ألخص حديث الله للرجل وللمرأة في كلمة واحدة "labor" - العمل للرجل، والولادة للمرأة.  
لماذا هذا التعب؟. في حاجة غلط
 - الكتاب المقدس يعلم بان سقوط ادم وحواء لم يكن مجرد فعل عصيان عادي، لكنه كان حدثا ضخما بنتائج كارثية مروعة على كل الخليقة.
فلا يوجد شيء واحد مخلوق أفلت من اثار السقوط البشعة،
سواء نظرنا الى التراكيب الاجتماعية مثل الدولة أو العائلة، أو التوجهات الثقافية مثل الفن أو التكنولوجيا، أو الى الوظائف الجسمانية مثل الجنس والأكل.
- من اكثر الاشياء اللي الناس بتعاني منها الان هي مسألة الجنس ومسألة الأكل.
كل شيء بدون استثناء داخل مجال الخليقة قد مس السقوط جوهره وأفسده.
تحفة الله الصالحة انتقلت الى مجال التمرد على الله.
كل الخليقة صارت تءن وتتمخض معا لأنها أخضعت لعبودية البطل.
الخزي والعري - الشعور بالعري هو انعدام الثقة بالآخر والخوف منه.  
في حاجة غلط حصلت في الانسان - ليست نقص معرفة ولا نقص تربية، ولا قلة أدب ولا قلة دين، ولا قلة تعليم.  لكن المشكلة أعمق؛ انه سقط في الخطية.  
رومية ه: ١٢ - بإنسان واحد دخلت الخطية الى العالم، وبالخطة الموت، وهكذا اجتاز الموت
الموت ليس هو ان الواحد روحه تطلع، لكن الموت هو ان الواحد عايش مش مرتاح لنفسه
- لكي نفهم السقوط ونرفضه:
١- نفهم ان فيه تشويه لصورة الله، بنى عليها العدو المشكلة؛
٢- هناك محدودية لم يقر بها ادم، وقرر انه يشوف لنفسه؛ يحدد لنفسه ما هو الخير وما هو الشر.
لكي لا نكرر السقوط - الزق فيه، وفِي كل صغيرة وكبيرة اساله.  مثل نحميا "ألهمني الهي".  قل له انت عيني، انا ماعرفش اشوف لنفسي، واخاف اشوف لروحي.  "طوبى للرجل المتوكل على الرب". 
٣- لدينا حرية علينا ان لا نسيء استعمالها
أعظم عدو للحرية هو الحرية.  لان بعد ان تستعمل حريتك في شيء غلط بتصبح عبدا للشيء اللي انت اختارته.   
- في هذا المشهد الكءيب هناك <نعمة> …
لم يحرمنا من خيره - يقول "تأكل عشب (اَي ثمر) الحقل".  "يشرق شمسه على الاشرار والأبرار".
أكثر أسباب الشك هو عدم الامتنان.
- ايضا <أقمصة من جلد> "صنع الرب أقمصة من جلد وألبسهما".
ثمر الارض يتكلم عن نعمة الله الخاصة بأجسادنا، ومراحمه بالأمور المادية في عالم ساقط.
والاقمصة من جلد تتكلم عن الامداد الروحي لخلاص نفوسنا.
- هناك <رجاء> - "نسل المرأة يسحق رأس الحية".
يوجد شخص سيأتي عن قريب وسيعتق الخليقة من عبودية الفساد وسيحرر الارض من كل ما جلبه عليها السقوط.  "لان الخليقة نفسها ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد أولاد الله".
 لنا رجاء عظيم في يسوع الملك ابن الله الحبيب الذي مات على الصليب وقام.  مات لكي ما يشفينا من خطايانا بدمه، ويقدم لنا غفران الخطايا، ويقدم لنا عطية البر.  
بيدمجنا في البر الالهي، بيدخلنا لحضرة الله، بيعطينا شفاء داخلي فنبرأ من الخزي والعار، نكتسي - "البسني ثياب الخلاص، كساني رداء البر".
الخلاصة:
- اذا أدركنا ان السقوط موجود واقرينا به، سنفهمه في هذه الثلاثية:
(١) الا نقبل اكاذيب إبليس
(٢) ان ندرك محدوديتنا فنلزق له، ونسأله كثيراً في كل صغيرة وكبيرة.  مانشوفش لروحنا؛ نخليه هو يشوف لينا .
(٣) لا نسيء استعمال حريتنا.
دول الحاجات اللي جابوا السقوط
- ايه اللي ربنا بيقدمه لنا في عالم ساقط؟ 
 بيقدم لنا نعمة، والنعمة موجودة:
(١) نعمة من جهة الامور المادية،
(٢) ونعمة من جهة الامور الروحية،
(٣) وفِي نعمة من جهة المستقبل - ان المسيح سوف يأتي (هلليلويا)  

الاسمبريد إلكترونيرسالة