استكمل يا أحبائي معكم النظرة العامة السريعة على عظة الجبل وكيف تنتج شخصًا أفضل.
الكنيسة هنا بتفكر في عظة الجبل باعتبارها الوسيلة التي تنتج شخصًا أفضل، وكنيسة أفضل، ثمّ مجتمعًا أفضل.
وفي الجزء الأول، كيف ان عظة الجبل قادرة على ان تنتج شخصًا أفضل.
النظرة العامة في الأربع اجتماعات، قسمتهم إلى مجموعتين:
- عظة الجبل وكيف تقودنا إلى الكمال الأخلاقي،
- وأيضًا عظة الجبل وكيف تقودنا إلى النضوج الروحي.
وأشرت بالأمس انه لا انفصال بين الكمال الأخلاقي والنضوج الروحي. وبهذا أرى رابطة أخرى بين الجزئين —
أصحاح ٥ كله - يمكن يكون بيركز على الأخلاقيات العامة.
لكن في أصحاح ٦ و ٧ التركيز أكثر على ما يمكنني ان أسميه الأخلاقيات الدينية.
لا أحب ان أستعمل كلمة الدين. لكن المقصود الأخلاقيات والنشاطات التي تمارس في الكنائس، التي تمارس في إطار العلاقة مع الله.
أتكلم عن الصدقة، عن الصوم، عن الصلاة، عن رؤية الأمور كما يراها الله. ليست مرتبطة بالإنسان والمرأة كما راينا بالأمس.
فمن هذا المنطلق أرى الأخلاقيات (ان جاز لي ان أقول) الروحية أو الدينية.
اليوم أتناول قضيتين - في المحاضرة الثالثة، سوف اركز على النضوج الروحي، كيف يعمل اربع أشياء:
- النضوج الروحي وكيف يحمينا من التدين الشكلي،
- ثم النضوج الروحي يحدد لنا أين تكمن القيمة،
- ثم النضوج الروحي، كيف يضبط الفلسفة الحياتية،
- وأخيرًا النضوج الروحي، وجوهره التمركز حول الله وليس حول الذات.
في المحاضرة الرابعة والأخيرة، سوف أتوقف قليلا عند النضوج الروحي وكيف يحرر من القلق.
ثم النضوج الروحي، كيف يحقق لنا الاتزان بين الإدانة والتمييز.
وهذه قضية كثيرًا ما نقع فيها. إما نقع في حفرة إدانة الآخرين؛ أو خوفًا من إدانة الآخرين نفقد قدرتنا على التمييز. وتحت حجة لا ادين، لا أميز أيضًا.
المسيح شايف ان هذه القضية مهمة جدًا لدرجة انه وضعها في أهم عظة وأكبر عظة - عظة الجبل. كيف ان النضوج الروحي يحفظنا في حالة الاتزان بين الإدانة والتمييز.
اخيراً، مصدر القوة للنضوج، والمقياس للكمال.
ثم خاتمة في النهاية. يصف المسيح في خاتمة جميلة، أضعها تحت هذا العنوان " دعوة لاتخاذ قرار وللتعهد بالتزام". دعوة لقرار والتزام.
في هذه الخاتمة التي يدعونا فيها الملك يسوع لاتخاذ قرار والالتزام، سيضع أمامنا طريقين، وشجرتين، وادعاءين، وبنائين.
نرى في أصحاح ٦ هذه الأربع افكار - كيف ان النضوج الروحي كما يصفه الملك في مجتمع الملكوت يصنع هذه الأشياء الأربعة.
النضوج الروحي في مجتمع الملكوت - أنا ركزت بالأمس على فكرتين: إنسان الملكوت ومجتمع الملكوت.
إنسان الملكوت ينتج بصورة معجزية. الله هو الذي يعمله بالولادة الثانية.
لا توجد كنيسة تستطيع ان تعمل إنسان الملكوت.
لا يوجد مجهود بشري يعمل إنسان الملكوت.
يسوع كان حاسمًا جدًا في هذه القضية، عندما قال - "ان كان احد لا يولد من فوق لا يقدر ان يرى ملكوت الله".
ثم وضح: "ان كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت الله".
ما هو ملكوت الله؟ تكلمنا عنه كثيرا -
لكن هو تلك الدائرة التي يسود فيها الله. الناس اللي بيدخلوا فيها بيحنوا رأسهم لله. باقتناع وثقة يعلنوا رغبتهم في عمل مشيئة الله، وليس مشيئتهم. هذا هو ملكوت الله.
وهذا يستلزم نوعية معينة من الإنسان، نسميها إنسان الملكوت. وهذا لا يأتي إلا بمعجزة إلهية تحدث بالولادة الثانية.
وكيف يحصل الشخص على الولادة الثانية؟ ببساطة شديدة ان الشخص يوصل لنقطة يقول - نفسي أبدأ من أول وجديد.
كلمة ولادة من فوق نترجمها بثقة ممكن: من الأول.
المشوار اللي قضيته في حياتي - لا اخلاقي عجباني، ولا قراراتي عجباني ولا شخصيتي عجباني. هل يوجد رجاء أني أبدأها من الأول؟
يوجد خبر رائع - روح الله مستعد ان يصنعني إنسانًا جديدًا، يبدأني من الأول.
لكن إنسان الملكوت يحتاج إلى مجتمع الملكوت لكي يبنى فيه ولكي ينمو فيه.
ومجتمع الملكوت لا يحتاج عمل معجزي، لكن محتاج مجهود بشري منا.
وفي كل أعمال الله يا أحبائي، لاحظوا من فضلكم - يتزاوج دائما فوق الطبيعي مع ما هو طبيعي.
كل أعمال الله فينا معجزي، وليست كل أعمال الله طبيعية.
إنسان الملكوت يخلق بمعجزة، مجتمع الملكوت يحتاج إلى مجهودنا - نطيع تعليم عظة الملكوت. علينا ان نجاهد لكي نخلق هذا المجتمع.
بالأمس أشرت انه بداخل مجتمع الملكوت نحن ننسكب - نشاطاتنا الفكرية وأخلاقياتنا، نشاطاتنا العملية المادية تتجسد واقع حقيقي ملموس.
لما يدخل إنسان وسطنا يمتص هذا الواقع ويتمثله. هذا يحدث تلقائيًا أيضا. انه ينمو به، ونحن ننمو. فنحن مسؤولين ان ننمو في مجتمع الملكوت بالجهاد.
في مجتمع الملكوت هناك أخلاقيات عامة تحكمنا - بالأمس سميتها توجهات وشرحت ما تعنيه توجهات، تحكمنا في تعاملنا مع أربع احترامات في الخارج …
احترام الإنسان بصفة عامة.
احترام المرأة.
احترام العهود.
واحترام الحقوق المادية للآخرين.
هؤلاء أربع قضايا المسيح تكلم عنهم، واعتقد ان لم يكونوا قمة اهتماماتنا لما وضعهم في عظة الجبل.
علينا ان ندرب أنفسنا كمجتمع الملكوت ان نحترم الإنسان، انسانيته وكرامته.
أن نحترم المرأة ونعاملها كما يليق كإنسانة مخلوقة على صورة الله، ولا نختزلها إلى مجرد جسد يشتهى.
وعلينا أيضا ان نحترم العهود، والكلمات التي نعد بها ونتعهد بها.
ثم نحترم حقوق الآخرين المادية، فلا نؤجل حتى أجرة أجير.
ثم في النهاية، كيف نتعامل مع مركزية الذات في أنفسنا ومركزية الذات في الآخرين.
لكن في داخل مجتمع الملكوت، سندخل للداخل شوية …
النضوج الروحي، كيف نراه، كيف نحكم على أنفسنا إذا كنا ناضجين روحيًا في مجتمع الملكوت أم لا.
الأعداد من ١ - ١٨ من أصحاح ٦، الرب يسوع بيتكلم كالملك منتقداً بقوة التدين الشكلي. وهذا أول درس أود اليوم ان ربنا يفتح قلوبنا له، آمين؟
واضح ان ملكنا يسوع بيكره التدين الشكلي. لو عايز تعرف مدى كراهيته له، ممكن تعمل دراسة. انصحك تعملها، سوف تجدها شيقة.
يسوع بدأ حديثه بثمانية تطويبات في إنجيل متى، ثمانية كبار جدًا. وأنهاه بثمانية ويلات في متى ٢٣ . لدرجة انهم بيسموا هذه عظة التطويبات، وتلك عظة الويلات. عارفين عظة الويلات كانت على إيه؟ على التدين الشكلي.
عايزين ربنا يعطينا، واحنا اليوم أمام الملك يسوع، تتخلق فينا فعلًا حالة اشمئزاز من التدين الشكلي.
أفرد الملك يسوع جزء كبير وهو يتكلم في أصحاح ٦، عن أهم أنشطة دينية …
أعمال البر بصفة عامة، ممثلة في الصدقة، يعني ممكن تعمم كلمة ان تصنعوا صدقتكم،