U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

أصحاب السعادة - الموعظة على الجبل (4) - د. ماهر صموئيل - الكنيسة الانجيلية بمصر الجديدة


 أريد أن أؤكد على فكرتين:
الأولى - أنا مسؤول أمام الله، سأعطي حساب عن كل كلمة أقولها.
وأود أن أؤكد من كل قلبي أن إنجيل المسيج يُخلِّص.  ”لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص“.  
يا جماعة، في خلاص، والخلاص شئ حقيقي ويُختبر.  
تأثرت جداّ مما قيل في ال sketch - أنه مرّات أنا غلبان وفي الآخر مش عارف أنا مين.  هذا ما يسميه الكتاب هلاك النفس.  
هلاك النفس ليس الجحيم.  بل إن النفس لم تتكوّن، ليس لها معالم ظاهرة.  هذا هو العدم.  
عندما أُوسأل ما هو تعريفك للخلاص؟ … يسوع المسيح يأخذني ويقودني في رحلة شفاء لكي أكون إنساناّ، ولكي أكون نفسي.  To be human and to be myself 
وفعلاّ، هو عنده خطة رائعة … يستعمل الناس ويستعمل الظروف، ويستعمل الأشياء السيئة التي حدثت، والأشياء الحسنة، ويستعمل الفكر الكتابي، ويستعمل أعمال العناية وتدخلاته، وفي الاّخر يطلّع البني اّدم.  
لا يوجد يا جماعة إنسان (لو هاتكلم onthropology, sociology, phsychology, philosophy)، لا يوجد  إنسان وُلِد مكتمل.  
الإنسان دائما مشروع ناقص.  لدرجة أن الحيوانات تولد متقدمة عن الإنسان سنة كاملة.  يعني ما يُنجَز في الرحم بالنسبة للحيوانات، يُنجَز متقدم سنة عن الطفل.  فالطفل مشروع، الإنسان مشروع.  إما يوضع في ظروف تُخرج إنسانيته، يا إما يُدمَّر ويظل مُسيَّل لا معالم له.  ليس هو إنسان.  
يسوع المسيح جاء لكي يضع يده عليَّ ويأخذني في رحلة شفاء، يُخلّص إنسانيتي، يُخلّصني من الهلاك والعدم والاّ معنى، ويصنع مني إنسان. 
أود أن أؤكد أنه يوجد خلاص، يوجد المسيح المُخلّص، لكي ما يجعلك إنساناً، ويجعلك نفسك.  
الأمر الآخر الذي أود التعليق عليه، (أحد الأحباء، وأنا خارج من المحاضرة الأولى، قال لي ”إنسان الملكوت ومجتمع الملكوت أشياء عظيمة جداً، لكن أول ما أخرج للشارع، أجد أن تصارع الأحداث والعجلة تدور، تجعلني أعود وأتصرف كأي شخص عادي، لا هو إنسان ملكوت ولا عايش في مجتمع الملكوت.)  
لديّ تعليق علي هذا … كان لي أستاذ بيعلمني sociology في أمريكا.  كان دائماً يقول، حاول في أي كنيسة أنك تُميِّز بين شيئين … حاول تتعرف على الناس وتعرف their explecit theology and their implecit theology.  حاول أن تتعرف على لاهوتهم المُعلَن، وحاول أن تتعرف على لاهوتهم الخفي الكامن.  هذا يحتاج معايشة.  
ما هو اللاهوت الذي تعلنه قانون إيمان كنيستنا، كإنتماء طائفي؟  نؤمن بكذا وكذا.  هذا هو اللاهوت المُعلن.  لكن بالمعايشة أستطيع أن أتعرّف على اللاهوت الخفي الذي يوجه البني آدم.  
الشيء المؤلم أن الذي يوجه البني آدم فعلاً ويتحكم في تصرفاته ليس اللاهوت المُعلن، لكن اللاهوت الخفي.  وهذا يحتاج منّا بعض المجهود في الإختلاء بالنفس.  وهذا ما كنت أود أن أقوله للأخ الحبيب الذي سألني السؤال … 
الموضوع محتاج منّا فعلاً الإختلاء ومجهود.  هو إيه بجد اللي أنا مؤمن به؟  ليس ما أعلن أني مؤمن به.  كما قيل منذ قليل … أنا أؤمن وأعلن أن الله صالح.  
لكن ما هو بجد الذي أؤمن به؟  أنا مرعوب منه وخايف ومش مأمّن له.  هو بيعمل أي حاجة في أي وقت من غير حساب، أنا لست مطمأناً له. 
الزواج هو ليس معنى الحياة.  لكن البنت مستميتة للزواج، وكئيبة جداً لأنها لم تتزوج.  لكن ال explecit theology - لا، الزواج لا يعطي معنى للحياة، وليس هو أهم شيئ في الحياة.  
كيف تحدث هذه المصالحة في داخلي … الأمر يحتاج الى الإختلاء مع النفس.  الأمر يحتاج الى جهاد مع النفس، الأمر يقتضي صراحة قاسية مع النفس … ما هو بجد الذي أنا مؤمن به.  
هناك مقولة صحيحة قالها واحد من علماء النفس  - ”لن يتحمس الإنسان للتغيير إلاّ إذا كانت تكلفة البقاء، بقاء الوضع على ما هو عليه، أكثز جداً من تكلفة التغيير.  يوم أن تشعر أنك بتخسر، بتخسر، ساعتها ستجلس مع نقسك وتختلي، وتحاول إنك تُغيّر.  
الأمر الثاني، أقول إننا محتاجين نحب بعض، بصدق، للدرجة التي فيها نشعر بالأمان أن نُخرج ال implecit theology بتاعنا دون أن نُدان.   محتاج أشعر بالأمان في المجتمع الكنسي وعلاقتي بإخوتي للدرجة أبقى مطمئن إني أظهرت ال theology الحقيقي لي ، ولا أحد يلومني.  
لو تتذكروا، أيوب كان عنده شخصية جبارة مش سهلة.  لذلك استطاع أن يُخرج ويفضفض.  لكن طبعاً كان بيتبهدل من أصحابه، وبيتهزّأ منهم.  
أتمنى إن ربنا يعطينا المجتمع الآمن في علاقتنا بعضنا البعض.  الذي فيه نجرؤ أن نُخرج الأفكار اللي جوّانا بصدق، ونكون بنساعد أحدنا الآخر لكي ننمو.  آمين؟
أستكمل معكم آخر ملامح لعظة الملك يسوع.  ملكنا الحبيب وهو يُعلمنا … 
بعد ما علّمنا أن النضوج الروحي يحمينا من التدين الشكلي، وأن النضوج الروحي سيساعدنا لكي نحدد ما هي الأشياء ال valuable، الأشياء المهمة.  ما هي ال values بتاعتنا وأهمية هذا الأمر، وأننا محتاجين نراجع أنفسنا في هذا الأمر.  
ثم كيف يُفَهمنا كلمة العين، وأهمية الرؤيا، وهي رؤية العقل.  فالمفروض أضبط ال world view أو المنظومة الفكرية. 
ثم يُفَهمنا أني أستطيع أن أحكم على نفسي - أن القيم بتاعتي خربانة، أو ال world view بتاعي خربان - لو وجدت أن نمط الحياة الذي أعيشه متمركز حول المال والذات وليس متمركز حول الله.  وأني بحاول أستعمل الله لخدمة أغراضي، ولا أستعمل إمكانياتي لخدمة الله.
لكن أعتقد أن الكلام الأخير عن نمط الحياة، وعن أني أعيش لخدمة الله، وأعيش لملكوت الله، وأُقيِّم الأشياء السماوية، سوف يخلق سؤال … وماذا عن صعوبات الحياة وعن احتياجاتي الشخصية، وما أحتاج اليه من يوم الي يوم؟
الملك يعطينا هذا الحديث الرائع، إبتداءً من عدد ٢٥، متي ٦ : ٢٥، أضعه تحت عنوان:  النضوج الروحي يحرر من القلق … 
”لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلَا لِأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ ٱلْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟ وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا ٱهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ وَلِمَاذَا   تَهْتَمُّونَ بِٱللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ ٱلْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ. وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ عُشْبُ ٱلْحَقْلِ ٱلَّذِي يُوجَدُ ٱلْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي ٱلتَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ ٱللهُ هَكَذَا، أَفَلَيْسَ بِٱلْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟ فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلَا تهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لِأَنَّ ٱلْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي ٱلْيَوْمَ شَرُّه.“
الملك يسوع كان جميلاً وعظيماً وهو يحاول أن يحررنا من القلق.  لم يستعمل سلطانه كمعلم - {فقط لا تقلقوا، وأنا بقول لا تقلقوا يبقى لا تقلقوا}.  لم يفعل ذلك.  لكن قادنا في رحلة تساؤلات جبارة تستثير عقلنا لكي نعمل المنطق ونفكر بطريقة منطقية.  
شيء بديع في هذا الملك.  لاحظوا، لم يقتبس نصاً كتابياً، لم يقتبس آية، ولم يحاول أن يستعمل سلطانه، لكن كان يستثير فينا العقل لنستعمل المنطق.
أُعطي أمثلة — أولاً، هل تؤمن أنه أعطى الأعظم؟  إذا كان أعطى الأعظم، فلا يمكن أن يمنع ما هو أقل.  هل هو يعتني بالأقل؟  إذا كان يعتني بالأقل فالمنطق يحتم أنه يعتني بما هو أهم.  هل أنت محدود؟  هل تقر بالمحدودية؟  إذا كُنتَ تُقِر بالمحدودية، لماذا تُنصّب نفسك مسؤلاً عن أشياء خارج سلطانك.  هل تُقر بغنى الله وسخائه من الطبيعة؟  إذا كنت تقر بذلك لماذا لا تُطبّق هذا عليك؟  أسئلة منطقية ساقها يسوع في هذا الجزء.
 أعطي تطبيقات على الفرضيات التي ذكرتها … آليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟  لقد أعطانا الحياة، وأعطانا الجسد.  
الحياة معقدة للغاية، عجيبة جداً.  دكتور زكريا ابراهيم، الفيلسوف المصري العظيم، كتب كتاب اسمه ”مشكلة الحياة“، لكي نفهم ما هذه الحياة البيولوجية، والحياة العقلية.  ما هذه الحياة في تعقيدها.  
 الله أعطى الحياة، وهي غالية جداً.  والذي أعطى الحياة، ألا يعطي الطعام للحياة؟  الله أعطى الجسد، ألا يعطي اللباس للجسد؟  أليست الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس؟. 
ثم، إذا كان يعتني بالأقل … ” اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بالحري أفضل منها؟. 
باستعمال المنطق … إذا كان يقوت الطيور، حتماً يهتم بي.  
ثم يقودنا لإدراك محدوديتنا … ”من منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحداً“.  
إختلف المفسرين … هل يقصدها حرفياً أم يقصدها من جهة العمر؟  لكن بغض النظر، المسيح يريد آن يقول آن هناك أشياء خارج تماماً عن سلطانك.  
لا بد أن نعترف بمحدوديتنا.  هناك أشياء لا نستطيع أن نتحكم فيها. وعلينا أن نقر بمحدوديتنا.  
مرّات كتير يأتي شباب إليّ، أو يأتي أحد يشكي لي، وفعلاً أشعر كأني آمام الله.  أقول له، مشكلتك أنك الله، أنت عايز تظبّط كل حاجة.  وهذه الأشياء خارجة عن سلطانك تماماً.  معلش لو سمحت إرجع تقلّص شوية، وحاول تأخذ حجمك -  Finite, broken human being .  
هذه حقيقتنا - كائن إنساني بشري، محدود ومكسور.  هذا هو واقعنا، وعلينا أن نتذكره.  أما الأوهام أننا نستطيع كل شيء فهذا مرفوض.  
هذه الآية التي تُترجم خطأ - ”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني“.  الرسول هنا لا يقول أني صرت superman، لكن أستطيع مواجهة كل شيء لأن لي في المسيح قوة تكفيني.  
أنا لن أخاف من الجوع، ولن أخاف من السجن، سأواجه كل شيء، لا لأني super hero، لكن لأن لي في المسيح قوة تكفيني.  عندما أتعرض للموقف، المسيح لا يتخلّي عني، وسأجد لنقسي في المسيح قوة تُمَكنّي من مواجهة هذا الأمر.
ثم يشير الى صفة من صفات الله، جماله وسخائه وثرائه - ”تأملوا زنابق الحقل“ التى تطلع يوم وتنشف وتموت، لكن الله أبدع في ال design بتاعه في جمال الوانها.  
يقول، من الطبيعة نستطيع أن نستنتج شيء عن شخصية الله - أنه ثري وغني وسخي، وعلينا أن نثق في سخائه من جهتنا.  ”أفليس بالحري جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟“ 
هل نفهم من هذا أن حياة المؤمنين سوف تكون حياة وردية، كلها سهلة، أبوهم السماوي معتني بهم، يوفر لهم كل شيء؟  هذا تسطيح واختزال مُخِل.  لأن الحياة المسيحية لا ينظر اليها أبداً من بُعد واحد.  لكن الحياة المسيحية يُنظر اليها من أبعادها المختلفة.  
وأبعادها المختلفة هي كالآتي:  أولاً: أن الأهم جداً عند الله أبي هو الغرض من تركه لي في هذا العالم - أن يُكوّن ويُطوّر الشخص الذي سيساكنه في السماء.  هذا هو الأهم عنده - إنساني الداخل.  
حاشى له أن يُقصّر من جهة أكلي ومشربي وملبسي واحتياجاتي.  هذه الأشياء هو يعطيها لطيور السماء والغربان.  لكن نحن عمله.  
ما معنى أنا عمله؟  هو ينظر الى الأبدية وينظر اليّ كإبن له، وفي فترة حياتي الحاضرة هو يَعدُّني ويُطورني ويُنميني لكي آكون هذا الشخص الذي يسعد بمساكنة أبيه الي أبد الآبدين.  
وفي طريق إعدادي للسكنى الأبدية معه قد يقتضي الأمر أن أجوع، وسأجوع.  لكن جوعي في هذه الحالة ليس لأن أبي غير صالح، لكن جوعي مدروس ومخطط ، لكي يخلق فيّ شيئاً لا يمكن أن يُِخلَق إلاّ من خلال هذا الجوع.
كل الآلام التي نتعرض لها، لا يوجد ألم غير محسوب.  هذه العبارة: ”إن كان يجب أن تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة“ {if needed}، إن كان هناك احتياج لها.
بُعد آخر نآخذه في الاعتبار ونحن نُقيّم الحياة - ليس أني أحيا فقط في هذا العالم ولديّ أب في السماء يعتني بي، يبقى معناه أن كل أموري مترتبة، لا.  أشرت الى يُعد إعدادي للحالة الأبدية. 
لكن بُعد آخر - أنا شريك لله في بناء الملكوت.  تعرفوا ماذا يعني بناء الملكوت يا أحبائي؟  يوم أن تشترك مع الله  في بناء ملكوته - (Dallas Willard) يقول عبارة مرعبة - يقول أنك صرت partner مع الله to undermined the structures of evil في هذا العالم.  Once انك أعلنت شراكتك مع الله، أنت صرت مُخرِّب لنظام الشر في هذا العالم.  وهل تريد أن تُدَمِّر نظام الشر، وإبليس يسكت؟  هايقلب عليك.  بولس يقول، يا جماعة، أنا لما ذهبت الى أفسس لم أجد راحة، أنا كنت بحارب وحوش.  
في هذا البُعد، عندما أجد نفسي أعاني وأتآلم ، ليس معناه آن الله تخلّى عني.  ليس معناه آن أبويا السماوي لم يعد يهتم بي.  ليس معناه أن متى ٦ سقط.  لكن يسوع هنا يصف علاقتنا بأبينا السماوي وعلينا أن نتمسك به بشدة.  
يسوع الملك قال - ”أبوكم يعلم إحتياجاتكم قبل أن تسألوه“.  أبونا صالح، أبونا يهتم بنا، أبونا يقوت الطيور، أبونا يُلبس زنابق الحقل.  نؤمن بهذا ونمسك به.  
هناك بُعد آخر - هل يستلزم الجوع والألم والحرمان لتطوير إنسان والشخص الذي يريده الله؟
إننا في حرب روحية شرسة مع إبليس لتخريب نظام هذا العالم، وإبليس لن يتهاون.  
أيضاً بُعد رابع - أنا ما زلت في جسد الخطية ب mindeset مليان بأفكار ومعتقدات غبية تدفعني أحياناً لتصرفات خاطئة أحصد نتائجها.  ومرّات بيكون الألم والمعاناة التي أمر بها هو حصاد النتائج التي أعملها. 
لا تفكر هكذا - ما دمت أبناً لله، مفروض أغلط ولا أحصد.
يعني ربنا يغيّر القوانين؟  مثلاً، ربنا عمل الحيطة صلبة، أول ما أخبط فيها بدماغي، تتحوّل إلى مطاط طري تمتص خبطة رأسي.  لازم الله يعمل هذا، وإلاّ فأين صلاح الله؟  نعم، هو وضع هذه القواعد في الدنيا، لكنها لا تسري علي؛ أنا إبنه.  
لا، أقول لك انها تسري عليك.  وعلى فكرة، هي لازم تسري، علشان لما تتعب وتحتاج أنك تستند عليها لكي تستريح، أنت محتاجها تكون صلبة.  والمفروض تتعلم انك لا تَخبط رأسك في الحيط.  إتعلم ان خبطة الرأس في الحيطة بتعور.  لكن في أولاد وهم صغار، لما يكونوا زعلانين {كما تعلمون} بيخبطوا راسهم في الحيط ويتعوّروا.  
فهناك أبعاد كثيرة نُقيّم عليها الموقف وليس بُعد واحد.
لكن النضوج الروحي، طبقاً لتعليم الملك هنا، يحررنا من القلق في هذه الحياة.  ”لا تهتموا“.  
أعلق تعليق أخير على ”لا تهتموا“.  كلمة ”لا تهتموا تعني لا تُصّيروا الشيء هماً.   ليس أن تكون شخص careless .  لازم تفكر، لازم تخطط، لازم تكون بتأخذ الأمور بجدية، لكن لا تُصيّر الشيء هماً، مقلقاً، مزعجاً.  
ليس غرض الله أن يحولنا الى أشخاص غير جادين في التعامل مع ظروف الحياة ومشاكل الحياة؛ وندخل في حالة من التوكل - خلاص، ربنا هايحلها، ولا نأخذ الخطوات اللازمة، لكن بينما آخذ الخطوات اللازمة، أعرف أني محدود وأتكل على الله.  
كتبت مرة زمان - الله لا يريدنا أبداً، في مواجهة المشاكل، أن نعطل عقولنا؛ لكنه يريدنا أن لا ندع عقولنا تعمل بالإستقلال عن ركبنا.  يعني الله عايز العقل يشتغل، وعايز كمان السجود والصلاة أمامه.  وهذه هي الطريقة التي أبونا بيطورنا بها.
الأمر السادس الذي يدخلنا في أصحاح ٧ - النضوج الروحي في مجمتع الملكوت يجعل بني الملكوت يتزنون بين الإدانة والتمييز.  
أصحاح ٧، عدد ١ - ٦، ”لا تدينوا لكي لا تدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون،  وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم“.  الفهم الخاطيء لهذا العدد إنك تشوف الخطأ ولا تقول انه خطأ.  لأنك لو قُلت عليه خطأ أنت تدين الشخص.  وهذه كارثة الحقيقة.  وهذا أصبح نوع من البر الذاتي.  الناس لا تكف عن محاولة الحصول على البر بأي شكل.  الإنسان يريد أن يبرر نفسه.  
عندما أرى الحركات في الغرب للدفاع المستميت عن حقوق هذا وتلك، أجد أنها محاولة مناصرة الضعفاء والمظلومين لكي يتبرر الإنسان أمام نقسه.  
أنا رجل نصير المظلومين والضعفاء.  لذلك ممكن أعك من نواحي تانية، مش مشكلة، لأني نصير الضعفاء.  الدفاع عن حقوق الحيوانات - وسأبين لكم كم أنا رجل بار - سوف لا أضع في فمي لحمة.  
أنا لست ضد النباتيين، إني أمدحهم.  لكن أحياناً تجد تطرف في الدفاع عن قضايا معينة.
الجيل الجديد مثلاً -  لو حد نطق وأشار للون شخص معين، يصفوه racist بشع.  We are not racist، نحن نناصر المظلومين والضعفاء.  
كل مجتمع تجد الأشخاص فيه يحاولوا أن يجدوا مادة للبر.  أنا أكثر براً من الآخرين.  
المجتمع في العصر الحديث شاطح في فكرة لا تدين، لا تدين. وال tolerence.  إحنا لا ندين أي فكر، لا ندين أي معتقد، لا ندين أي شيء خطأ.  
قصة شهيرة منشورة في مجلة psychology عالمية عن قصة في مدرسة ثانوي، في مدينة تورنتو بكندا.  المدرس عرض على الأولاد صورة بنت مشوهة، مقطوع أنفها ومقطوعه أذناها، إسمها عيشة، من أفغانستان، مشوهة تماماً.  وحكى حكايتها.  قال أن هذه البنت زوّجوها أهلها لواحد من طاليبان وهي في عمر ١٤ سنة.  الرجل أزلّها للغاية.  ضربها، بهدلها، كان يقهرها كل يوم.  البنت في لخظة ما إستطاعت أن تهرب.  ولما هربت، هو اشتكى لأهلها، وأهلها بحثوا عنها وأتوا بها.  وعقاباً لها على الهروب، قطع زوجها أنفها وقطع أذنها، وأجبرها أن تعيش عنده كعبدة خادمة.  البنت بعد محاولات مضنية آستطاعت أن تهرب مرة أخرى.  وإحدى منظمات العمل الإنساني التقطتها وهجّرتها وأنقذتها من هذا الجحيم الذي كانت تعيش فيه.  
المدرس بعد ما عرض الصورة والقصة، سآل التلاميذ في الفصل - ما رأيكم في ما عملته هذه الثقافة في هذه الطفلة؟  ما رأيكم؟  وإذ بصمط  القبور يخيم على الجميع.  ولا واحد جَرُؤ أن يقول أن هذا العمل خطأ.  ولما بدأ يضغط عليهم كانت النتيجة - هو قد يكون خطأ في ثقافتنا، لكن ليس لنا أن نحكم علي ثقافات أخرى.  ليس لنا أن ندين الآخرين، فممكن الغلط عندنا يكون صح عندهم.  
أصبح اليوم، وهذه كارثة، أن إدانة الخطأ، خطأ أكثر من الخطأ الذي يُدان.  فأصبحنا نخاف من إدانة الخطأ، لأن هذا في حد ذاته أصبح خطأ أكثر بشاعة من الخطأ.  وليس أحد منّا يرغب أن يُنظر اليه في المجتمع أنه شخص سيء، شخص ديّان، شخص بيقول على الخطأ خطأ، فأفضل شيئ tolerence، يعني مش من حقي.
هذا يلزمني أن أُعرّف ما الذي يقصده المسيح بلا تدينوا لكي لا تدانوا.  الرب يسوع الملك لم يكن يقصد إطلاقاً أن لا نسمي الأشياء باسمائها.  ولم يكن يقصد إطلاقاً أن لا نقول على الخطأ أنه خطأ.  
لكن كَمَّل بعدها (المسيح كان يتكلم عن شخص مرائي).  ”ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها.  أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذي من عينك، وها الخشبة في عينك، يا مرائي، أخرج أولاً الخشبة من عينك وحينئد تبصر جيداً أن تُخرج القذى من عين أخيك.“
الرب يسوع يقصد بالإدانة هنا أن شخصاً يعمل شراً كبيراً - لا يريد أن يعترف به ويتوب عنه، لكن بحيلة خادعة حقيرة، كل اللي يعمله أنه يحاول أن يتصيّد الأخطاء الصغيرة في الآخرين؛ ويشير اليها، ويتكلم عنها فيُهَدّئ ضميره، ويَظهر أمام المجتمع على أنه بار.  إنه بإدانته للآخرين يهرُب من إدانة نفسه.
هذا هو نوع الدينونة التي يرفضها المسيح.  لكن المسيح علّمنا في بقية الأناجيل، علمنا في الرسائل؛ وعلينا أن نسمي الخطأ بإسمه.  ونقول على الشر شر، أكيد بروح الوداعة، أكيد بالمحبة، أكيد بغاية واحدة وحيدة - إنقاذ أخي.  أنا لو بحبه فعلاً، وشايفه بيغلط، أبسط مباديء المحبة - يعقوب ٥ - ”من ردّ خاطئا عن طريق ضلاله يُخلّص نفساً من الموت، ويستر كثرة من الخطايا.“  
أنا لما أقول لأخي - الذي تعمله خطأ، خلّي بالك، هذا نتائجه مروّعة، أنا بخلّصه من طريق مؤذي مؤلم.
عندما يُعلّمنا المسيح قائلاً ”لا تدينوا لكي لا تدانوا“، لم يكن يقصد أبداً أن لا نسمي الأخطاء بأسمائها، لكن كان يقصد أننا لا نتصيّد أخطاء الآخرين وندين الآخرين لتغطية خطأ أكبر نحن ساقطين فيه.  
لو إنت عايش في الخطية وبتعمل خطايا، من فضلك إهتم أولاً بخطايا نفسك، ولا تلتفت لخطايا الآخرين.  
لكن لو إنت شخص بتحب ربنا وبتحب أخوك وعايش في النور في محضر الله، لا يليق أن ترى أخاك ماشي في طريق شرير، بيعمل شيء خاطيء وتقول لا أنا مش هاتكلم حتى لا أدين.  
طبعاً لما أقول لا أتكلم - يعني تتكلم لكن تتكلم معاه، لا أن تتكلم عنه؛ لأنك تبحث عن حل لعلاج هذا الشخص، وليس مجرد إستمتاع بالنميمة والكلام عن المخطيء.  لأنه غالباً الذي ينصرف تحت هذا الأمر، واحد بيستمتع بأن يذكر أخطاء الآخرين حتى يبرر نفسه في الأخطاء التي هو يرتكبها.  
لكن كِمالة الكلام غريب شوية.  الملك يقول “لَا تُعْطُوا ٱلْقُدْسَ لِلْكِلَابِ ، وَلَا تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ ٱلْخَنَازِيرِ، لِئَلَّا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ.“.  هذه واحدة من الآيات الصعبة جداً. 
ما أريد أن أناقشه هنا، أقول، حاشى للرب أن يكون يقصد إن في بعض الناس مثل الكلاب والخنازير.  وحاشى للرب أن يكون يقصد أن لا تبشروا الناس اللي ما يفهموش؛ للإعتبارات الآتية:
يسوع هو قدوس الله وهو الدُرّة العظمى للسماء.  أعطته السماء لنا، ونحن في منتهى الشر والخطية.  ”الله بين محبته لنا إذ ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا؛ ونحن أعداء لله، صالحنا بموت إبنه“.  
الأمر الثاني - لا يمكن أن الرب يريدنا أن نرى بعض الناس (وكآنها رِدّة مرة أخرى لليهودية)، أن نميز الناس ونرى كلاب وخنازير.  حاشى للرب أن يقصد هذا. 
ثم أيضاً، لا أستطيع أن أقول أن الرب يمنعنا أن نعطي لمن لا يستحق، لأنه علّمنا أن نكون كأبينا الذي يشرق شمسه على الأشرار والأبرار، على الظالمين وعلى المؤمنين.  لا أعتقد، في النهاية، إنها مسألة إستحقاق، لكن مسألة نفع.  
كيف أفهم هذه الآية؟  أفهمها أن الرب يقتبس هنا مثلاً، كما كان المعتاد في الكتابة - أن تقتبس مثل دارج بين الناس، ويكون ال abstract meaning له، المعنى المجرد له، بعيد كل البعد عن المثل نفسه.
مثلاً، إحنا في الشغل، في الطب النفسي، يلزمنا ونحن نفحص المريض، نقول له مثل من الأمثال، ونطلب أن يعطي معنى لهذا المثل، خصوصاً في حالات معينة.  كثيراً كنت أستعمل الأمثال التي أعرفها - أسأله: ماذا يعني ”على قد لحافك مد رجليك؟“؛ ماذا يعني ”اللي بيته من زجاج مايحدفش الناس بالطوب؟“.  كثير جداً من المرضى، لما يوصل لحالة معينة من ال concrete thinking، الإمكانيات العقلية تتدهور، يقول لي - علي قد لحافك مد رجليك، يعني لو لحافي قصير ألِم رجلي شوية تحته.  فوراً أعرف أن الإمكانيات العقلية تدهورت لمستوى كبير.  
لكن ”علي قد لحافك مد رجليك“، معناه - علي قد فلوسك عيش أو إصرف.  مسآلة ليس لها علاقة إطلاقاً باللحاف وبالرجلين.  المثل نفسه يقود الى معنى، من السذاجة اني آخذ المعنى من حرفية المثل.  
هذا مثل - ”لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير“.  هل إذا أعطيت شيئاً مقدساً للكلب، سوف يتقدس الكلب؟  كلّا، لا يمكن.  هل إذا ضربت خنزيرة بدُرّة، ستستقبلك بالأحضان، ولا تعتبرها طوبة؟ تعتبرها طوبة.  فممكن على فكرة تشعر أنك تضريها فتلتقت وتهجم عليك.  
ما المقصود من هذا المثل؟  أن تضع الأشياء في أماكنها.  أن تُميّز ماذا يقال لمن، ومتى.  أنك تعرف وأنت تتعامل مع الناس، ليست محفوظات نسمّعها مع كل شخص.  لكن قصد الرب من إستعمال هذا المثل، فِكر يريد أن يوصله.  ليكن عندنا تمييز - ماذا نقول، لمن، ومتى.  وهذا يحتاج الى حكمة رهيبة.  
وجميل إنه قالها بعد مسئلة الإدانة، وكأنه يريد أن يقول - آنا بطلب منكم لا تدينوا الناس، لكن لا أطلب أبداً أن لا تُميّزوا نوعية الناس.  
نعم، لا تدين، لكن ميّز -  مع من تتعامل؛ الى أي حد تدخل في علاقة معه، الى أي حد تآتمنه على نفسك، الى أي حد تأتمنه على أسرارك.  الى أي حد تحكي إيه لفلان، وتحكي إيه لفلانة.  ميِّز.  
لا، لا، أنا أحب أكون واحد مع كل الناس، وأنا لو قلت أصل ده مش هيفهم يبقى أنا بدينه.  هذا هو عدم النضوج.  الإتزان بين الإدانة والتمييز.
الحقيقة، الحديث كله بعد هذا، سيرينا إنه بيركز على أهمية التمييز - ”سيأتونكم في ثياب الحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة.  
ان في شجر بيصنع ثمراً جيداً.  من ثمارهم تعرفونهم.  وكأن واحد يسأله - وكيف أُميّز؟  يقول له من الثمر تعرف.  
لن أدين (بالمعنى الصحيح)، لكني سأميّز (بالمعنى الصحيح).  
إذاً ما هو التوجه تجاه الناس؟  ليكن عندنا هذا التوجه الجميل - ”إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم.“  لماذا يسوع قال هذا الكلام هنا؟  رغم إنه كان في جزء بيتكلم فيه عن الصلاة، وكان ممكن يقوله لنا مع الصلاة.  لكن الحقيقة بعد أن وصل الى هذه النقطة، بعد كل هذا الحديث، وهو هنا قرّب يختم، كأنه شعر أننا overwhelmed -  أين نجد الحكمة؟  وكيف نستطيع أن نعيش بهذا المستوى العالي؟  يا لجمال يسوع.  يختم، ”إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد، ومن يقرع يفتح له.  أم أي إنسان منكم إذا سأله إبنه خبزاً، يعطيه حجراً، وإن سأله سمكة، يعطيه حيّة.  فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه“.  
أنا عارف أن هذا الكلام عند البعض، ممكن يقول - آنا جرّبت الحكاية دي، وهو لم يسمعني.  وأنا أهنئك إنه لم يسمع لك.  لأني بصراحة أعرف أبويا السماوي أكتر ما أعرفك.  وأثق فيه، مع كل الإعتذارات الواجبة، أكثر مما فيك.  
أبويا لا يخطيء.  وأبويا غني جداً، ومحب جداً، وجميل جداً،  وعمل معي أشياء طول عمري لا يمكن أنساها.  سخي سخاء غير عادي، كريم، حكيم.  
لكن لديه مشكلتين معي - لا يمكن أن يدعمني وأنا بعيش قصتي.  سوف يعمل كل ما يعمل حتى ينقلني من حكايتي الخايبة الى حكايته الحلوة.  وهذه ليست سهلة عليه.  نحن مُصِرّين بحماقة شديدة ان كل واحد فينا يعمل قصته؛ وهو مُصِر بمحبة عجيبة أنه يخلعنا من قصتنا الخايبة ويزرعنا في قصته الناجحة.  
هو عنده حكاية بيكتبها على صفحات التاريخ، وعمل لك دور، وبيشاور لك على الدور، لكنك لا ترى.  لأن القصة المجتمعية حكمتك.  ال cultural narative موجِّهة دماغنا إن هي الحياة متبرمجة إنه تعمل، وتعمل، وتروح وتيجي، وابقى وانا ماشي مثل القطر ناحيتها؛ وكل اللي بعمله إن كل شوية بصرّخ له - ياللا، محتاج شوية فلوس علشان أكمّل، محتاج مش عارف إيه علشان أعمل، علشان القصة بتاعتي تكتمل، وهو طبعاً بيسد أذنيه عن هذا الكلام، لأنه سيسبب لك أذية إذا إستجاب لك.  بالعكس، يضيق، ويضيق لعلك تفوق وتقول له - هو فيه حكاية أخرى غيرهذه الحكاية؟  
نعم، هناك حكاية جميلة جداً، أنا ال author بتاعها.  وأريد أن أنقلك فيها لأنه يا مسكين لك دور فيها، صدقني لك دور فيها - ”مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، سبق الله فأعذها لكي نسلك فيها“.  
نعم، أنا سمعت هذه الآية من قبل، وأول ما سمعتها ذهبت للقس فلان، لأنه مشهور شوية؛ وسآلته، قل لي ما هي الأعمال الصالحة التي أعملها؟  جاهل.  يا حبيبي، ليس هو القس فلان، وليست هي الأنشطة الكنسية والخدمات الكبيرة.  
هناك حكاية عظيمة، ربنا بيعملها، ودورك لا أحد يعرفه إلا هو.  خليك حساس وثق انه توجد قصة الهية، وأنت لك دور فيها.  
الأمرالثاني الذي يجعله لا يستجيب الصلوات .. من الآخر - ليس قصد الله في الحياة سعادتنا، لكن قداستنا.  
ربما تقول - لكن أنا بحب أكون مبسوط دائماً، وعايز أكون happy.
أنصحك تقرأ (ليس لمؤمنين)، إقرأ لاعظم عالم نفس في العصر الحديث، عمل أبحاث عن السعادة (Roy Baumeister)، واقرأ لكاتبة عملت كتاب New York Times تكلّمت عنه، إسمها Emily Isfahani Smith، وعنوان الكتاب ”It’s not about happiness“ .  
تعرفوا إن آخر إحصائية - كل ٤٠ ثانية في واحد بينتحر!  وأعلى نسب الإنتحار في أعلى الدخول في العالم!  
هل تعرفوا إن أكثر ناس بتكتئب في العالم هم الباحثين عن السعادة!  
لما نقول إن غرض الله من جهتنا ليس السعادة، هذا لا يعني أن إلهنا نكدي، لكن لأن عنده شيء أفضل من السعادة.   
ما هو أفضل من السعادة؟  المعنى … أن يكون لحياتك معنى.  أنا الحقيقة، بكل سرور، مشتاق الى حياة لها معنى، عن أني أعيش مبسوط.  أرحب بالألم والجهاد والتعب.  أرحب بالسجن وبالموت.  
لأن المعنى - Albert Camus (ملحد) بيقول - المعنى في الحياة هو الشيء الوحيد الذي نستحق أن نعيش من أجله ونموت من أجله. 
الله أبونا، ليس غرضه أن نكون مبسوطين.  لكن غرضه نكون مثمرين في كل عمل صالح.  بنعيش حياة لها معنى.  أشعر أن أيامي مهمة.  يوم يتعد يوم مهم لأن حياتي لها معنى.  
طبعاً ممكن أحد يستنتج - هذا معناه إنه نكدي ويريدنا دائماً نكون متنكدين.  إستنتاجك مظبوط لو افترضت انك لما تعيش حياة لها معنى، لن تكون سعيد، وهكذا تكون أنت نكدي، وليس الله.  
تخيّل لما تعيش حياة لها معنى ولستَ سعيداً، يبقى فيك أنت حاجة غلط.  
السعادة ليست غاية؛ السعادة by product تأتي تلقائياً.  تأتي كنتيجة لحياة لها قيمة.  والحياة التي لها قيمة هي الحياة التي لها معنى.
الملك يسوع كان ”رجل أوجاع ومختبر الحزن“.  لكن في ليلة آلامه (بَطَل) - ”من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب“.  ويقول لتلاميذه ”لكي يثبت فرحي فيكم ويُكمَل فرحكم“.  
هناك نوع من الفرح للمسيحي يأتي كنتيجة من العيشة بحياة لها معنى.  حياة مثمرة في كل عمل صالح.  
أذاً أبونا يستجيب الصلاة عندما نكون في قصته، يستحيب الصلاة طالما أن صلواتنا متجهة لحياة لها معنى، ليس مجرد حياة ننبسط فيها.  ليس غرضه يبسطنا.  
تخيل أنا كآب، قلت لك، لو ربنا أعطاني ولدين، وأنا مكرس كل إمكانياتي لكي أبسطهم.  على فكرة، أنا بيأتي الي ناس كتير هكذا في العيادة.  أقول له، هذا ما دمّركم.  إن هذا الأب الجاهل جعل كل غرضه في الحياة أنه يبسطكم.  وكانت النتيجة انه دمّركم.  
أنا رأيت أشخاص عندما أعطاهم الآباء ثروات جبارة، إمكانياتهم العقلية إنهارت تحت ثقل الفلوس الكتير.  العيال إتجنّت رسمياً.  يعني بتتعالج من أمراض عقلية، لأن التكوين العقلي لم يتحمل ثقل الثروة.  إنهار البنيان العقلي؛ وناهيك عن البنيان الأخلاقي للصبح عمال يضيع.  روح الساحل واتفرج، وشوف الإنهيارات اللي من كل شيء لأن التكوين الأخلاقي غير قادر علي تحمل الثروة.  
عايزين أبونا السماوي يعك العك اللي بيعملوه الآباء هذا؟  لا، حاشى له.  أبويا يريدني رجل ناجح.  أبويا يريدني شخص مثمر.  أبويا يريدني ليس شخصاً يعيش من أجل السعادة، لكن يعيش من آجل الإثمار والنفع، وإتمام رسالة في هذه الحياة.
لذلك أنا أصدق الملك يسوع، وهو يقول لي - علي فكرة، أبوك يعلم إنك تحتاج الى هذه كلها، وأبوك سيملأ كل إحتياجك.  وأنا أصدقه من كل قلبي، وإن كنت أعرف أن عشرات الصلوات لم تستجب.  ليس لأن هذا الكلام خطأ، لكن أنا الذي كنت آصلي خطأ.  أنا اللي وضعي غير صح.  أنا لست منسجم مع أبويا في قصته وأحتاج الي إعادة برمجة نفسي.  يا ما مرّات كنت آصلي لأشياء كثيرة، ولما كبرت تنبهت وقلت يا له من جهل بما كنت أصلي من آجله.  ما هذا الذي كنت أطلبه!  أشكرك لأنك لم تستجب.  
أخيراً، يختم يسوع بخاتمة في غاية الأهمية؛ بعد كل هذا الكلام عن الكمال الأخلاقي، والنضوج الروحي، نحتاج الآن أن نقرر.  دعوة لقرار والتزام - 
الدعوة للقرار والدعوة للإلتزام - ”أدخلوا من الباب الضيِّق، لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه.  ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه.“ 
Chesterton، أعظم مفكري الإنجليز في القرن العشرين، كان ملحداً وآمن بالمسيح، وهو الذي ربح C.S. Lewis للمسيح.  قال ”المسيحية لم تفشل في أن تنتج الإنسان الناجح الصحيح، لكنها وُجِدت صعبة فلم تُجرَّب“.  
ولهذا، بعد نهاية هاذين اليومين، أنا أدعوكم يا إخوتي لاتخاذ القرار- الدخول من الباب الضيق.  أن تأخذوا الحياة المسيحية بجدية.
مرّات كثيرة قلت - عندي استعداد أن أعاشر وأصادق من كل قلبي ملحد جاد عن مؤمن غير جاد.  لا أستطيع أن أعيش مع مؤمن غير جاد، لكني آجد متعة أن أصادق ملحد جاد.  
أدخلوا من الباب الضيق.  الحياة المسيحية تستحق التعب.  المردود الإجابي من ورائها على النفس، على الأولاد، على عائلتنا، علي مجتمعنا، غير عادي.  
حرام أنك تنفق عمرك وتموت في سكون، في صمط؛ ولم تفعل شيئا باقياً لملكوت الله.  لأنك اخترت الطريق المريح.  خسارة انك تهدر إمكانياتك، وتنتهي في الظلام لمجرد أنك اخترت السهل والمريح.  
تعالوا بِينا نختار الطريق الصعب.  تعالوا بِينا نختار طريق الإختلاء بالله، ومراجعة قِيَمنا، ومراجعة ال mindeset بتاعنا، ومراجعة أخلاقياتنا وسلوكياتنا.  تعالوا نأخذ الحياة المسيحية بجدية.
الملك يسوع بيقول - ادخلوا من الباب الضيق، واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الي الهلاك، وكثيرون يدخلون منه كل يوم.  
مرة واحد سأل: ماذا أفعل لكي أذهب الى الجحيم؟  قيل له - لا تعمل أي شيء.  اترك نفسك تماما.  خِلصت.  أنت لست في حاجة أن تعمل أي شيء لكي تذهب الى الجحيم.  لكن محتاج اجتهاد لكي تكون مسيحي حقيقي.  
محتاجين لاتخاذ قرار والتزام بأن ندرك أن هناك طريقان - واسع وضيق
لكن كمان محتاجين نعرف ان في شجرتين - ”احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من الداخل ذئاب خاطفة.  من ثمارهم تعرفونهم.  هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً؟. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية.  لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة.“  
في النهاية - كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار.  إذاً من ثمارهم تعرفونهم.
ما هو الثمرالذي به نحكم؟  الثمر لن يخفى علي شخص.  هو إتمام مشيئة الله في الحياة التي تنتج شخصية مشابهة ليسوع.  هذا هو الثمر.  
لو حبيت أحاجج لهذه الفكرة، أكثر أصحاح تَكلّم عن الثمر هو يوحنا ١٥.  يبدأ بهذه العبارة ”أنا الكرمة الحقيقية وآبي الكرّام“.  ثم يُكمّل - ”أنا الكرمة وأنتم الآغصان.  كل غصن فيا لا يأتي بثمر ينزعه.  وكل غصن يأتي بثمر ينقيه لكي يأتي بثمر أكثر“.
ما معنى هذا الكلام؟  عندما أرى عنقود العنب في غصن الكرمة أستنتج شيئاً واحداً - أن حياة الكرمة تجري في هذا الغصن.  إذا كان يسوع هو الكرمة، فالثمر هو حياة يسوع فيك.  
عندما أرى فيك يسوع - في طريقة تفكيرك، في عقلك، في أخلاقك، في سلوكياتك - من ثمارهم تعرفونهم.  
ليست المسآلة code أخلاقي؛ ليست المسألة منظومة في الخدمة.  يا ما اختلفت مع بعض الأشخاص بسبب - يقول لي: إنه ناجح في الخدمة، إنه يعظ كويس جداً، عنده موهبة فظيعة في كذا وكذا.  نعم يا اخوة، لكن ثمره سيء، لا ينفع.  
بولس الرسول قال كلمة رهيبة.  قال يا جماعة أنا بقمع جسدي وأستعبده، لألّا بعد ما كرزت للآخرين أكون آنا نفسي مرفوضاً.  يعني دليل صحة إيماني ليست خدمتي، لكن حياة القداسة والثمر.
يا أحبائي، كل شيء ممكن يتقلّد (imitate) ماعدا القداسة.  الخدمة تتقلد، السلوكيات تتقلّد، لكن القداسة الحقيقية والثمر الحقيقي لا يمكن يتقلّد.  فإذاً من ثمارهم تعرفونهم.
يسوع يضعنا أمام تحدي ثالث، بعد أن وضع أمامنا طريقين، وشجرتين؛ يضع أمامنا إدعائين - 
”ليس كل من يقول لي يا رب، يا رب، يدخل ملكوت السموات“، يعني ليس كل من ينتمي للكنيسة.  
فمن هو إذاً يا يسوع؟  من أيها الملك؟  ”الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات“.  ”كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب، يا رب، أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوّات كثيرة.  فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط.“  
لم وقط مهمين - ”لم“ آداة جازمة للماضي.  و“قط“ يعني لم يحدث إطلاقاً.  
يعني، يا جماعة إحنا لم نتعرّف علي بعض من قبل.  ليس أني لا أعرفكم بمعني أنا زعلان منكم وبقول أنا لا أعرفكم.  لا.  بل من أين أنتم؟  لم نتقابل من قبل.  
وما كل هذه الدوشة اللي كنّا عاملينها؟
كنتم عاملينها في الكنائس؛ لكن لم نتقابل شخصياً.  ”حينئذ أصرّح لهم إني لم أعرفكم قط“. 
الحقيقة أنتم لستم فاعلي معجزات وآيات، أنتم فاعلي الإثم.  
يا ما أشخاص ملؤا الدنيا ضجيجاً، واكتشفنا بعد ذلك أنهم فاعلي الإثم.  هذا الإدعاء - ”يا رب، يا رب“، محتاج فقط محك واحد: ”الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات“.
تحدي أخير، ليس هو طريقين، ولا شجرتين، ولا ادعائين. - هو بنائين.  
كلنا نبني.  كل يوم تذهب الي العمل، أنت تبني.  كل يوم بتأخذ قرار تجامل أحد، تقابل أحد، تشتري، تبيع، تسافر، تروح، تيجي؛ نحن جميعاً نبني.  ونبني بيوتاً.  
يسوع يقول ليس من لا يبني.  لكن السؤال - بيبني على أي أساس؟  هناك من يبني على الصخر، وهناك من يبني على الرمل. 
محتاجين نراجع أنفسنا - ما هو الأساس الذي نبني عليه.
لا بد أن يكون هناك دائماً نقطة مرجعية - لماذا أعمل هذا؟ لأي سبب أنا أبذل هذا المجهود؟  ما هو الأساس؟ 
أعتقد أن هذه التحديات الأربعة تجعل الملك يسوع يقول لي - ماهر، في أي طريق أنت؟  في أي نوع من الأشجار؟ ما هي حقيقة إدعائك؟  علي أي أساس تبني؟
لنسآل أنفسنا هذه الآربعة أسئلة، ونحن ندعو لقرار، وندعو لالتزام.  في أي طريق نسير، ومن أي نوع من الأشجار نحن، وما هي حقيقة إدعائنا بأن يسوع رب، وعلي أي أساس نبني؟  من يسمع ويعمل هو من يبني على الصخر.  من يسمع ويستمتع دون أن يعمل، هو من يبني على الرمل.
أنا أدعو كل واحد وواحدة، فعلاً، أنه يفتخر بالمسيح الملك، يحب المسيح الملك، يلتصق به، ثق في خلاصه المقدم لكَ ولكِ.  الرب يسوع سيقودِك في رحلة خلاص وشفاء، لكي تكوني إنسانة وتكوني نفسِك.  ”يرد نفسي“، يستعيد لي نفسي، يُخلّص لي نفسي.  
ما أمجدك يا رب - تسترد لي أثمن شيء، ليست أموال ضاعت، لكن نفسي التي ضاعت.  
صلّي معي - أَعنّي لكي أسلك في الطريق الضيق، مشتاق أن آكون شجرة جيدة تصنع ثمراً جيداً.  وأَعنّي لكي ما يكون إدعائي بأنك ربي، إدعاء صحيح؛ أفعل إرادة أبي.  
وعلمني يا رب، بعد أن سمعت كل هذا الكلام، أن لا أكون خادعاً لنفسي، بل سامعاً عاملاً بالكلمة.
إذا كنت شعرت أن ال bar عِلى جداً، وان الكلام صعب - ”اسألوا تعطوا، آطلبوا تجدوا“.  
الملك يسوع يؤكد، وكلامه لا يقع الأرض - ”كل من يسأل يأخذ، كل من يطلب يجد، كل من يقرع يُفتح له“.
فقط حوّل رجلك عن الطريق الواسع، وادخل في الطريق الضيق؛ واسأل، واطلب، واقرع.  
قول له - مشتاق أعمل ثمر جيد.  قول له - مشتاق أعمل إرادة أبي.  
كل إمكانيات الله تحت أمرك، إذا أردت أن تعمل إرادة الله.  إمكانيات مادية، إمكانيات نفسية.  سترى كيف أن الله يستجيب ويفتح الأبواب.
لو لم تكن قد تقابلت مع المسيح المخلِّص، أحب أشجعك من كل قلبي أنك تطلب يسوع المخلِّص يمسك بيدك في هذا النهار، ويقودك في رحلة خلاص وشفاء.
يسوع موجود بيننا، ومستعد كما هو علمنا.  كل المطلوب منك، تقول له مثل العشار، ”آللهُمَ ارحمني أنا الخاطيء“.  إقبلني أيها الرب يسوع وامسك بيدي، أنا محتاج اليك
الاسمبريد إلكترونيرسالة