U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

التغير.. هل من رجاء؟ - د. ماهر صموئيل - ندوة سيدات كنائس الإمارات العربية

التغير.. هل من رجاء؟ - د. ماهر صموئيل - ندوة سيدات كنائس الإمارات العربية



المرأة في الإمارات تتعرض لضغوط كبيرة داخل عائلتها، وبسبب الوسط والظروف المحيطة، وفِي نفس الوقت مش قادرة تغير الظروف، وشاعرة ان هي تتغير مسألة مش سهلة.
من هنا جاء السؤال: هل من رجاء في تغييرنا احنا؟.
مطلوب ان أتكلم من نص معيّن - خروج ٣٣: ١٢
شفاعة موسى امام الرب لشعب اسرائيل الذي عبد العجل —
“وَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «ٱنْظُرْ. أَنْتَ قَائِلٌ لِي: أَصْعِدْ هَذَا ٱلشَّعْبَ، وَأَنْتَ لَمْ تُعَرِّفْنِي مَنْ تُرْسِلُ مَعِي. وَأَنْتَ قَدْ قُلْتَ: عَرَفْتُكَ بِٱسْمِكَ، وَوَجَدْتَ أَيْضًا نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ. فَٱلْآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ...».” فقال، وجهي (اَي حضوري) يسير فأريحك.
النص راءع وتمخض عن طلبة طلبها موسى - بما انك يا رب قلت اني وجدت نعمة في عينيك فأنا أطمع وأقول لك ارني مجدك - عايز أعرفك، افهم طرقك. عايز اعرف شخصك، انت مين؟
عندما نرى مجد الرب نتغير.
اذا ارتقت حياتي الروحية، متحررا من احتياجاتي الشخصية وتغيير الظروف والاوضاع والراحة والسعادة والنجاح؛ والقصة ارتقت لمستوى - انا وجدت نعمة في عينيك وعايز أعرفك، وريني مجدك، عايز ادخل في علاقة معاك ...، هنا يبدأ التغيير.
** فرؤية مجد الرب هي القوة الوحيدة المغيرة للكيان الروحي للإنسان.
- رؤية يد الرب هي القوة الوحيدة المغيرة لأوضاع الانسان.
صلاتي وصراخي لاستحضار يده الى ظروفي تغير الظروف.
لكن صلاتي لرؤية مجده تغيرني انا من الداخل.
مهم نعرف - احنا مش ملزمين نختار بين الاثنين، بل الاثنين معروضين علينا. لكن ينبغي ان نقرر أيهما أهم.
من الممكن في مرحلة من مراحل حياتي احتاج للأولى. لكن خسارة كبيرة ان أبقى في هذه المرحلة. خسارة كبيرة ان يقضى العمر وهو يدور حول يد الرب وكيف تغير الظروف.
ينبغي ان نرتقي. الله لم يخلقنا كاملين، لكن خلقنا لدينا القابلية ان نتطور ونتقدم الى الكمال، "كونوا كاملين". لدينا الكثير من ال potentials يريد الله ان يطورها الى واقع جمالي اخلاقي في الانسان الداخلي.
من العار ان تقبع عند قضية تغيير الظروف، ورؤية يد الرب المغيرة للظروف.
الانسان اهم من الظروف. اللي هانطلع بيه من الدنيا وتروح الابدية هو إنتي.
بينما الظروف كثيرا ما تغيرت للأفضل، ولَم تجعلنا نصنع فرقا في حياة الاخرين.
نعم، عملت فرق في مشاعري -فرحت. بس مرات كتيرة الفرحة مش بتدوم أسبوع.
اختباري الشخصي - مرة فاجءني الرب عشر أضعاف طلبتي. وبعد فترة بدأت أفكر في حقيقة ما ينقصني وليس بما أعطاني. فتعلمت ان تغيير الظروف يغير المشاعر، يغير الأحاسيس، يجعلنا نبتهج، لكنه احساس مؤقت، فتظل الحاجة الحقيقية هي الى تغييري انا من الداخل، وليس الى تغيير ظروفي، مع ان الرب في نعمته لا يضن علينا في تغيير الظروف.
موسى كان يرتقي برؤية يد الرب المغيرة للظروف الى طلبة مجد الرب المغيرة للكيان.
كاتب المزمور "عرف موسى طرقه وبنو اسرائيل افعاله".
اختبر بنو اسرائيل افعال الرب في تغيير ظروفهم، في واقع مؤلم، ولَم يتغيروا، وسقطت جثثهم في القفر، على الرغم من رؤيتهم لِيَد الرب المغيرة لظروفهم نهارا وليلا لمدة ٤٠ سنة بشكل فوق طبيعي.
في الفجر تمطر السماء خبزا، وفِي المساء ينير لهم ظلمة الليل عمود نار معجزي. ليلا ونهارًا بدون توقف يوم واحد. يتذمرون على الرب فيمطر خيره، يشكرون الرب فيمطر خيره. لم يربط رؤية يده المغيرة في ظروفهم في صحراء قاحلة، بحالتهم الروحية أو الخلقية. كان صالحاً من جهتهم، متداخلا في ظروفهم ٤٠ سنة صباحاً ومساء. وفِي النهاية، سقطت جثثهم في القفر، ولَم يختبروا مواعيد الله. دفنوا في الصحراء كجثث ميتة، ولَم يدخل الى ارض الموعد الا رجلين من اكثر من ٦٠٠ الف رجل.
اما موسى فعرف طرق الرب. وعندما عرف طرق الرب، دخل ارض الموعد، حرفيا، بعد ١,٥٠٠ سنة. دخلها في احتفال الهي سماوي ملكي راءع. دخلها في مجد، قد تغير اليه. Character قادرة ان تظهر على جبل التجلي مع يسوع وايليا؛ ليحكي مع يسوع عن طرقه، عن خروجه المزمع ان يكمله في أورشليم.
وصل الى الرب كشخص يفهم طرق الرب. اعتقد ان هناك استدعاه الرب ليفتح له قلبه - -
موسى، هل تعلم اني في يوم من الأيام سأنزل الى نفس الشعب الذي انت خدمته، وهاعيش قصتك تاني معاهم. هل تعلم يا موسى وانت طفل صغير تعرّضت للموت وأنقذك الله. سأتعرض انا ايضا للموت وانا طفل، وسأنقذ من يد ملك شرير. هل تذكر يا موسى انك كنت مخلص لهذا الشعب؛ سأنزل انا وأكون مخلص لهذا الشعب. هل حسدوك اخوتك وقالوا من اقامك رئيساً أو قاضياً علينا. ساعاني نفس الاحتقار ياموسى. سأخرج الى هذا الشعب وأكون لهم مخلصا، واعيش بينهم كما عشت انت يا موسى.
موسى يقول wow 📷 - معقول، يعني عايز تقول اني كنت مثال لك. يا للمجد؛ يا ريتني عرفت كده، كنت فرحت اكتر .
وبعدين انت بتفتحلي قلبك وتقول لي على طرقك، لأني على الارض اهتميت أني اعرف طرقك. يا ريت كنت اهتميت اكتر، علشان سعتي لاستيعاب أحاديثك في السماء أعمق.
يا ريتني على الارض كنت انتهزت كل فرصة لا لكي ابصر اعمالك لكن لكي افهم طرقك؛ طالما ان السماء هي فرصة ان تفتح لي قلبك وتعرفني عن طرقك.
ما اروع السماء اذا كانت فرصة للشركة مع الله يفتح لي قلبه.
وهنا أعطاه الرب شهوة قلبه، وادخله ارض الموعد في احتفال مجيد، وكان هناك ثلاثة شهود على هذا الاحتفال - بطرس ويعقوب ويوحنا. رأوْا يسوع ومعه موسى وايليا وهم يتكلمان معه عن خروجه - - اللي التلاميذ مش فاهمينه. في الإصحاح اللي قبله، قالوا له حاشاك ان يكون لك هذا. موسى فاهم.
ما اجمل أشخاص فهموا طرق الرب. هذا ما وصلت اليه مريم أخت لعاذر. لماذا لم تذهب مريم الى الصليب؟. ولماذا لم تكن باكرا عند القبر حاملة الحنوط؟. هل كانت اقل حبا من بقية المريمات؟. كلا، بل اكثر حبا. لكن لانها جلست عند قدميه طويلاً، فهمت ان يسوع سيموت وسيقوم. فاخذت الطيب الذي كانت قد حفظته لتكفينه، وسكبته عليه وهو حي. فقال يسوع - لماذا تؤنبونها، انها حفظته ليوم تكفيني. لقد صدقت اني ساموت عندما لم يصدق بقية التلاميذ؛ وصدقت اني سأقوم. عندما صدقت اني سأموت حفظت قارورة الطيب لتكفيني. لكن عندما صدقت اني سأقوم، كسرته عليّ وانا حي. كانت سباقة في فهم طرق الله.
وعندما نفهم طرق الله ناتي بافعال قد يدينها الآخرين، لكن تكون افعال خلاقة مغيرة. حتى ان يسوع قال: "الحق أقول لكم حيثما يكرز بالإنجيل، يخبر بما فعلته تذكارا لها.
أتمنى ان هذا الحديث يخلق في قلبي وفِي قلوبكم شغفا لمعرفة الرب، لمعرفة طرقه. هاتتغير صلواتنا. فبدل ما تبقى الدقائق اللي بقضيها في الصلاة "وريني يدك، وريني يدك". "وريني نفسك، وريني نفسك، عايزه اشوفك، عايزه أعرفك، عايزه أحبك، مش عايزه أبقى مستغلة ليك، عايزه أبقى صديقة ليك. مش عايزه جيبك، مش عايزه إيدك. عايزاك انت. نفسي أرتقي وادخل في علاقة معاك. هل لديك احاديث لا تجد من تشركه فيها؟ هل في قلبك أفكار تبغي صديقًا تشاركه بها؟. هل لديك الام وأوجاع تحتاج لصديق يستمع إليك فيها.
اكثر شخص متوجع النهاردة هو الرب. كتبت: "عندما قرأت الكتاب المقدس كله، وجدت اني اتعامل مع اله متألم. من اول صفحات التكوين الى الرؤيا نحن نلتقي في الكتاب المقدس باله متألم. اعتقد ان أروع نوع من الشركة اني استمع لشخص متألم. أعطيه فرصة يفضفض ويحكي؛ والرب عنده كثير يفضفض بيه. هل أنتم شايفين حال الكنيسة زي ما العريس عايزها؟ لا.
شايفين حال العالم زي ما الرب عايزه؟ لا.
حال الخدام زي ما ربنا عايز؟ لا.
طيب هو موجوع ولا مش فارقه معاه؟ فارقه معاه وعايز يفضفض.
عمرنا ما دخلنا له نقول له: ايه اللي واجعك؟ ايه اللي نفسك تعمله، اللي ممكن أساعدك بيه؟
قصة مؤلمة - - شابة، قمة في الجمال، تم بتر رجلها. رجع لها تاني ال cancer. كان لديها كم مخيف من الغضب من الله. طلب مني ان اذهب لزيارتها. قبلت الطلب بعد تردد خوفا مما يمكن ان تقوله. فوجئت بقصائد غزل وقصائد حب في هذا الاله - "عونا في الضيقات وجد شديدا". كتبت: "انا ماستكترتش عليك رجلي، فاضل لي رجل، بس انا عايزه رجلي تبقى رجلك، وعيني تبقى عينك، وعايزة أيدي تبقى إيدك. انا عارفاك موجوع ومتألم على حال الناس. اشفيني واستخدمني.
ما كنتش اتخيل هذا الكم المخيف من الوجع؛ لكن ماعادتش مشغولة بوجعها؛ مشغولة بوجعه هو. نزلت خجلان من نفسي. هل نرتقي يا اخوتي الى هذا المستوى الذي يجلس مع الرب لكي يعرف وجعه، ونعرف طرقه. هل ممكن نتغير عن محاولة استحضار الرب الى ظروفنا لكي يغيرها، لكي نكون سعداء؛ الى مستوى الانتقال الى الدائرة التي يقف فيها الرب، وننظر الى العالم كما ينظر هو اليه؟ ونعرف رغبته ونعرف أوجاعه، ونقول له ان قيمتنا الحقيقية ان نشترك معك في تغيير هذا الواقع المؤلم. ان نشترك معك في عمل حقيقي تغير به الناس وتغير به واقع الناس، أم ان الحلم الأكبر في حياتنا هو ان يغير الرب ظروفنا.
اعتقد ان هذا هو التحدي أمامنا. كيف وصل موسى الى هذا المستوى الراقي. موسى عدى بمراحل كثيرة.
(١) موسى انتقل من قصر فرعون، ووجد في أفضل ظروف، لكن ليس له فيها اختيار. فجأة ابتدأ يعي ويدرك انه ابن ابنة فرعون. كان عايش في رفاهية. لم يكن عنده مشكله في الظروف. لكن اعتقادي كان بيعاني أزمة وجودية داخل هذا القصر. كان في حيرة.
ليه انا نجيت؟. ليه نزلتها في الوقت ده وأنقذتني في قصر فرعون؟ أكيد ده مش صدفة. يبقى انت مش معقول جايبني القصر ده صدفة. ماذا تريد مني ان افعل؟
لكن أكيد ضغوط القصر وخططه - - كان مقتدرا في الاقوال والافعال، وتهذب بكل حكمة المصريين. وصل الى اعلى مراحل التعليم والحكمة والتخطيط. أكيد الراجل كان بيصارع، "بؤس الأغنياء". موسى لم يكن سعيداً هناك. وأخيرا حسم قضيته وقرر ان يخرج.
وخرج من القصر، "أبى ان يدعى ابن ابنة فرعون".
مسالة الحرية في الاختيار. فترة الأربعين سنة الأولى لم يكن له فيها اختيار؛ لكن كان عنده حرية الموقف الاخلاقي اللي ياخده تجاهها - "مفضلا بالأحرى ان يذل مع شعب الله على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر ...."
قد تضعنا الحياة في ظروف لا اختيار لنا فيها، لكن يبقى لنا كامل الحرية لاختيار الموقف الاخلاقي تجاه هذه الظروف.
موسى أخذ موقف اخلاقي، من وجهة نظر يعتبر تهور وخروج. ممكن واحد يقول - ده اغبى قرار تأخذه، لان شعبك مذلول، وانت في القصر ممكن تساعدهم. تستصدر بعض القرارات لتخفيف أعباءهم.
** اذا الرب قادك لاختيار قرار اخلاقي معيّن لصالح الرب، هو مسؤول عن النتائج. ولا تندم مهما كان لوم الناس. مش دائماً تبقى صح، لكن محتاجين نتسلح بهذه النيّة.
(٢) موسى عند خروجه، تعامله مع مشكلة الشعب كانت خليط بين الجسد والروح. خليط بين مشيئته ومشينة الله. رغم ان سفر العبرانيين مجد خروج موسى، وقال "بالايمان موسى خرج"، لكن لما خرج قتل المصري. هو ده اللي الرب داعيك، تعمله؟
لاحظوا، في مراحل من حياتنا بيكون موقفنا خليط من الإيمان وعدم الإيمان. خليط من مشيئتنا ومشينة الله.
مش دائماً الموقف اللي بنبقى فيه هو ١٠٠٪؜ مشيئة الله أو ١٠٠٪؜ مشيئتنا. الاثنين دول سهلين. لان لو ١٠٠٪؜ اللي انا فيه الان مشيئة الله، فخد عندك كل يوم معونات للصبح، وكل يوم تدعيم وتأكيد ان الرب موافق وفرحان وبيبارك.
ايليا عند نهر كريت مش بيخدم، مختبيء. بس كل يوم صباحاً ومساء غربان رايحة وغربان جايه بالخبز واللحم. مجيء الغراب صباحا ومساء تاكيد على ان ايليا في مشيئة الله.
وعندما يكون الشخص بعيدا عن مشيئة الله تماماً، برضه الدنيا سهلة، لان "البار يعذب نفسه كل يوم بالنظر والسمع". فالمفروض يتوب ويطلع، وربنا بيفتح لك الأبواب انك تطلع، كما حدث مع لوط.
فعندما يكون الموقف اللي انا فيه ١٠٠٪؜ مشيئة الله، انا باستمتع؛ وعندما يكون ١٠٠٪؜ مشيئة الجسد مفروض أتوب.
المشكلة الحقيقية لما أكون خليط بين الاثنين: إيمان وعدم إيمان. موقف صعب جدا، مربك ومحيّر. بس ده اللي معظمنا بنعيشه فعلاً. Louise Pascal : "عشت معظم حياتي أصارع لاخلص إيماني من عدم إيماني".
سؤال صعب: هو انا جيت دبي علشان الفرصة الكويسة اللي جاتلي، ولا ربنا كان عايزني؟
قليلين جدا اللي يقدروا يقولوا: انا متيقن ١٠٠٪؜ ان ربنا بعتني دبي.
واخرين دفعوا رشوة؛ زوَّروا؛ عملوا حاجة مش مظبوطة. فيكون أمين مع نفسه ويقول: انا اخترت أجي هنا، انا عملتها، ومقدرش أقول ان ربنا. العينتين دول قليلين.
لكن الأغلبية، اكثر من ٩٠٪؜ - - انا مش فاهم انا هنا فعلاً بحسب مشيئة الله ولا بحسب مشيئة نفسي، ولا الاثنين خليط مع بعض.
في هذه الحالة الله في نعمته لم يمنع نتائج الاختيارات الخاطئة، لكن سخرها لبركة عبده.
ده اللي حصل في حياة موسى. قتله للمصري، وهروبه من ارض مصر كان فيه جزء كبير خطأ موسى. لكن الرب في نعمته لم يمنع نتائج الخطأ - - انه يخاف ويهرب - - لكن تحكم في النتائج وسخرها لبركة عبده. الغرض ان ربنا عايز موسى يخلص شعبه. لكن لو موسى بالشخصية بتاعته اللي طلع من القصر، بدأ يبقى رئيس لهذا الشعب، كان خلَّص عليهم كلهم.
لكن الرب اخذه ٤٠ سنة في البرية، اللي هي نتيجة غلطه، علشان يتحول الى رجل - "كان الرجل موسى حليما جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الارض".
كان حد يقدر يتحمل شعب صلب الرقبة ويقوده، يجب ان يكون حليما جداً.
٤٠ سنة سيقود شعب صلب الرقبة، فاحتاج الى ٤٠ سنة تدريب في البرية لكي يكون رجلا حليما جداً. إلا ان ال ٤٠ سنة في البرية دي مش ربنا اللي اختارها، دي جت نتيجة غلطه، بس ربنا استخدمها.
ممكن يكون في حياتي قرارات خاطئة؛ كنت فيها مرتبك. بأعمل مشيئة الرب وباعمل مشيئتي. كنت باتصرف بالايمان، وباتصرف بعدم إيمان.
مفيش داعي للفشل واليأس. الرب في نعمته قادر، اذا اعترفنا وانكسرنا، اذا أتينا أمامه بتوبة حقيقية، يقول لي ماتقلقش. نعم انت بتحصد نتيجة الغلط، وانا قوانيني مش هالغيها، "فالذي يزرعه الانسان إياه يحصد"، لكن ليك علي يا ابني الغالي أحول التعب بتاعك ده لبركة في حياتك. لدرجة البركات اللي هاديهالك بسبب الموضوع ده، كان مستحيل توصلها من غير الحكاية دي. اخرج من الشر خير ومن الجاف حلاوة.
(٣) فترة الظلام - - في ال ٤٠ سنة فترة رعاية الأغنام، ليلة طويلة مظلمة.
أولا هو أمير prince ، متعلم جداً، على أعلى مستوى من خريجي الجامعات.
تزوج صفور - بعض الدراسات تقول انها كانت كوشية. وبعدين يشتغل ايه ال prince ! راعي غنم. من عدة سنوات تقابلت مع سيدة قروية في الصعيد، وعندما سألتها عن اولادها، قالت: عندي مرزق ومرزوق وسعيد وسعيد. اثنين اتعلموا واتوظفوا، وواحد أعطيناه الارض فلاح، والأخير مابيفهمش في حاجة فخلناه يرعى الغنم. ساعتها تذكرت موسى.
ياه - ياغلبك يا موسى. من أمير على العرش بيحكم ويرسم ويخطط لواحد بيعمل شغلانة راعي غنم. وماستغربش يمكن في اول أيامه كانت صفورة تقعد تؤنبه وتقول "مايحلبوهاش كده" تؤنبه انه مش عارف يرعى الغنم. تخيلوا، ان هذا لم يكن سنة ولا اثنين، لكن ٤٠ سنة -ليلة طويلة مظلمة، يبدو انها بلا فجر.
صعوبة الموضوع - - موسى كتب ان الانسان بيعيش على الارض ٧٠ سنة ومع القوة ٨٠
تخيَّلوا لما وصل سن ال ٦٠ وهو يرعى الغنم - - أين الأحلام القديمة - انا فاضل لي ١٠ سنين، بالكتير ٢٠ وهاموت. خلاص، صعبان علي منك. حطّمت لي آمالي؛ كان لي رجاء فيك؛ ومن اجلك ضحيت بالغالي. تركت القصر علشان اخدم شعبك. طب غلط، ومين مابيغلطش. انحمقت وقتلت. تسيبني يضيع عمري؟. معقول سانتهي في التراب راعي غنم؟ هل ستكتب قصتي في النهاية: كيف صار الامير حقيرا؟ معقول أبقى أضحي علشانك بكل ده، واخرتها المرار اللي انا فيه ده؟. ليه يا رب كده؟
وعندما وصل السبعين، قال خلاص انا ابتديت ادخل في العشرة ال bonus. يعني خلاص هي خلصت؛ انا ماليش لازمة. طب افرض انه هايستخدمني - أكيد مثلا يبعتلي حد في الصحراء أكلمه كلمتين عنك. لكن حكاية أخلص شعب !
لما خرج وهو عنده ٤٠ سنة، مكتوب: خطر على باله ان الله ينقذ به شعبه. لكن دي كانت أحلام وماتت.
وصل ال ٨٠ ومستني الموت. وربما اخر يوم من ال ٨٠ بعد ان ماتت كل الآمال والأحلام، فوجيء ان دي البداية.
- دلوقت يا موسى هانبدأ
- تبدأ ايه، تبدأ بمين؟ هاتعمل ايه وانا عمري ٨٠ سنة؟
- موسى، ومين بيعطي العمر، مين بيعطي الصحة، مين بيحفظ العقل؟ مين يا موسى اللي يحدد مين اللي يعمل ومين اللي مايعملش، ومين اللي يموت؟
موسى فوجيء ان الرب يدعوه.
ممكن تكون في مرحلة ال ٤٠ سنة فترة "ليلة مظلمة".
لا اعرف ما مدى المسؤولية الاخلاقية عليه، غير انه يعيش امين. لكن ماعندهوش اَي اختيار وهو في رعاية الغنم. ايه اللي كان ممكن يعمله؟. لو راح مصر تاني كان هايتقتل. طب يعمل ايه، هايروح يشتغل ايه؟ ليس عنده حل اخر.
في بعض اخوة اتحطوا في ظروف ليس لهم فيها اختيار. اعتقد ان التصرف الصحيح الوحيد: انتظر الرب. تشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب. انا عارف ان انتظار الرب امر مش سهل. لكن مرّات مابيكنش فيه اختيار غير انك تنتظر الرب. "تواضعوا تحت يد الله القوية، حتى يرفعكم في حينه".
ده اللي موسى عمله - - فضل يرعى الغنم. آه مش حاببها، آه مش قابلها، آه مش بتاعتي، لكن مفيش اختيار اخر. انتظر الرب.
بس العمر بيجري - - اللي الرب ممكن يعمله في يوم، ممكن يعمله شغل ١٠٠ سنة. "الف سنة عند الرب كيوم، ويوم كألف سنة.
** هل ممكن الرب يستخدمك يوم تعملي فيه شغل الف سنة؟. Yes.
مش المهم عمرك ايه وصحتك ايه، المهم your character ، شخصيتك اللي الرب يعرف يستخدمها.
الله قد يستخدم شخصية بحسب فكره لمدة يوم يعمل بيها شغل الف سنة .
وفِي ناس بتشتغل الف سنة، ولما تدور على اللي هي بتعمله تلاقيه مفيش، قش بيتحرق. يا ما ناس تملأ الدنيا ضجيجا؛ بس امام كرسي المسيح كله هايبان هجص، تبن.
المرحلة دي صعبة جدا. مش صعبة لانها ليلة مظلمة، لكنها صعبة لان معندهوش اختيار أخر.
لكن موسى اخيرا جاء الصبح والله دعاه.
رد فعل موسى: it’s too late ، مش هاينفع.
خمسة اعتراضات: مين انا، انت فاكرني مين، وبعدين جاييلي دلوقت؟. ماكنت جتلي من ٤٠ سنة.
"موسى، هلم فارسلك لتخلص شعبي ....".
أنا مين انا. لا، لا، لا. النمرة غلط. شغل حد غيري.
لا حبيبي، انت. انت يا موسى.
انت متاكد؟. بس انا ٨٠ سنة
أيوه، انا متاكد ان انت.
عارفين، أبو ٨٠ ده، لما مات، الكتاب يشهد عَنْه، مش صدفة، يقول: "مات موسى ابن ١٢٠ سنة، ولَم تكل عينيه ولَم تذهب نضارته. ده اللي كاتب ٧٠ ومع القوة ٨٠.
تاني اعتراض: الشعب مايعرفش اسمك. لو رحت قلت لهم، إلهكم بيقول لكم ياللا، هايقولوا هو اسمه ايه. انا بصراحة مش عارف اسمك (عايز يتخلص من القضية). فالرب يعلن له اسم جديد.
قال له، بص، شوف لك حد بيعرف يتكلم "انا لست صاحب كلام، لا من أمس ولا من قبل". انا عندي إعاقة، شف لك حد تاني. وهكذا توالت الاعتراضات بين موسى والرب.
حتى بعد ما بدأت الخدمة، كان يعترض، منها: لماذا اسأت الى هذا الشعب؟
لما انا أخذت القرار الغلط ورحت قتلت الراجل. أهو انت دلوقت عملت القرار الغلط بأنك بعتني ليهم. أهو فرعون زوِّد عليهم الأثقال. انا عملت لهم أزمة، مش خلصتهم من الأزمة.
تخيَّلوا الصراع، صراع مع الله !
في هذه المرحلة فيه خطورة علينا بوصف المرحلة والقرار والموقف اللي بناخده.
المرحلة اللي فاتت، قلت انه ماعندهوش اختيار. بس الحقيقة مش عارف اني دي صعوبة، ولا من ناحية تاني تكون رحمة ان معندكش اختيار.
لكن هنا فيه خطر حقيقي - انه يصر على الإستعفاءً والرب في النهاية يوافق، لانه قاوح كتير.
مش عايز اخدم. سبني ارعى الغنم، انا موافق على كدة.
يا ابني حابب أحقق الحلم القديم بان استخدمك، وانا عملت فيك استثمارات ٤٠ سنة. اريد ان تخلّص شعبي.
اسمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل.
الإصرار على عدم الاستجابة لدعوة الرب، من الممكن ان الرب يستجيب. كما حدث مع ايليا.
انا عايز اموت. موتي خير من حياتي. هدموا مذابحك، وقتلوا أنبياءك، وبقيت انا وحدي وهم يطلبون نفسي.
ولا واحدة من الأربعة دول صح - -
- انت لسة باني لي مذبح، والشعب كله قدام المذبح هتفوا وقالو: الرب هو الله
- قتلوا انبياءك (غلط) - انت اللي قتلت أنبياءهم، ٨٥٠ واحد.
- بقيت انا وحدي (غلط) - أبقيت لنفسي سبعة آلاف.
- ها هم يطلبون نفسي - لا، مش هم اللي بيطلبوا نفسك؛ دي إيزابل اللي بتطلب، وانا قدها وقدود. عيب يا ايليا.
سابوا شوية، وبعدين رايحلوا تاني، "مالك ها هنا يا ايليا؟". تصوروا، يعيد نفس الإجابة بالنص.
خلاص، ok، انا هاخدك زي ما انت عايز. بس هاخدك بالطريقة التي تليق بي انا لأنك خدمتني. مش هاخللي ايزابل، ولا غيرها يموتك، ولا هاتموت خالص. انا هاخدك حي، وهابعت مركباتي تكرمك.
بس عايز أقول لك - خدمتي مش هاتقف، وهاجيب غيرك؛ اللي كان بيغسل إيديك، الخدام بتاعك، وهاعطيه نصيب اثنين من روحك.
هل ممكن يا رب ان عنادي وإصراري على عدم الاستجابة لدعوتك لي، يخسرني هذه الدعوة؟.
من حياة ايليا، إجابتي: نعم.
من حياة موسى، الرب في نعمته صبر وصبر وصبر. خروج ٣-٦ تشوفوا كم النعمة وطول البال اللي ربنا أظهرها من ناحية موسى علشان مُصر انه يستخدمه.
اخيرا، خرج موسى بالشعب، وكان في بداية حياته مشغول برؤية اعمال الله. وشاف اعمال الله كما لم يرها أحد.
يعني مرة يقول له - انا مش فاهم ازاي هاتوكلهم لحم في البرية. هاتجبلهم من أين؟ هاتدبحلهم كل الحيوان؟ هاتلم لهم كل السمك؟ من البر ولا من البحر؟
قال له: لا من البر ولا من البحر - من الجو. وانا اعرف أتصرف. جاب السلوى من الجو.
هل تقصر يد الرب يا موسى؟ سأريك كلامي. ازاي هاوكلهم لحم شهر من الزمن في الصحراء.
موسى اتعلَّم الدرس وماعادش يعول الهم من جهة الظروف. وعرف ان الرب يقدر يغيرها في لحظة.
لكن موسى وصل للمرحلة النهائية، وقال - مش تغير الظروف لكن تغيرني انا.
ولكي اتغير انا، لن احتاج ان ارى يدك، لكن احتاج ان ارى مجدك. "ارني مجدك". ان أرى مجد الرب في شخصه، ليس في أعماله. أعماله تحمل ملامح المجد لانها نابعة منه؛ لكن مصدر المجد الحقيقي ليس في أعماله لكن في شخصه.
"الله لم يره احد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر." "ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الاب."
ان تعرفي الله، ان يكشف الله لك نفسه، ان يعلن الله ذاته لك. يعلنها من خلال أعماله؛ يعلنها من خلال استنارة؛ يعلنها من خلال مواقف الحياة؛ يعلنها من خلال الكتاب؛ يعلنها من خلال حلم، رؤية. هو حر، هو بيعرف. بس المهم في النهاية يكون خلاصة التجربة الروحية إنك عرفتيه. كل ما تعرفيه تختبري قفذة لفوق؛ "نتغير من مجد الى مجد".
(١) قد يكون الوضع الحالي اللي انت فيه الآن خليط من مشيئة الله ومشيئتك. قفي باتضاع امام الله وانتظري نعمته. ان يُسيطر حتى على أخطاءنا، ويحولها لبركتنا.
(٢) السلبية تجاه الوضع الحالي، أو العداوة له - قد تقود الى الأسوأ.
-- العداوه له يعني انك غضبانة وعنيفة، وهاكسر الدنيا؛ والوضع ده انا مش مستحملاه، وانا هاعمل اَي حاجة مجنونة علشان أغير.
-- السلبية - الاستكانة والاستماتة وخلاص. حظي، قسمتي، نصيبي. هاعمل ايه، ياللا. واعيش كما تطوي جناحها على جراحها. وقاعدة بس تتمرمر من جوَّه.
(٣) التكيف مع هذا الوضع ليس هو الحل الأمثل. التكيف معاه يعني أحاول أطلع أحسن حاجة منه.
(٤) تغيير هذا الوضع للافضل. المشكلة: وما هو الأفضل؟.
معظم الاختيارات الحالية التي نعاني منها، كانت في الماضي هي الاختيارات الأفضل بالنسبة لك . على اَي أساس تقيّم كلمة افضل؟ هل على الأساس المادي، الأخلاقي، الروحي، النفسي، العائلي؟. وإذا كان افضل من الناحية دي، هل تضمن يكون أفضل في بقية النواحي، ومش ممكن يكون هايدمر جوانب تاني؟ مشكلة كبيرة قوي.
أقترح هذا الحل: دعونا نبدأ بتغيير القصة التي يجري الوضع الحالي داخلها.
*** تغيير القصة -غالباً انا بأفكر ان الوضع ده وحش، والوضع ذه حلو، لأني بعيش على الارض قصتي انا؛ وأدور فيها حول نفسي. فأنا البطل، وانا مركز هذه القصة.
اعتقد ان الحل هنا اني أبص برايا، واتفرج على الرب؛ والاقيه هو كمان بيعيش في الدنيا قصة. وبعدين أقول له: هو ممكن انا بظروفي الحالية دي ان أبقى جزء من القصة بتاعتك؟. ممكن تاخدني كده package بظروفي، بلخبطي، بحيرتي، بألمي، بوجعي، وتخليها جزء من القصة بتاعتك؟ القصة بتاعتك فيها أشخاص كتير على المسرح بيلعبوا ادوار مختلفة ليحققوا مشيئتك الصالحة. هل ممكن تخليني واحد من دول؟
** خبر يقين - لك مكان ودور في قصة الله.
معظم المعاناة ناتج عن رفضك لهذا الدور، أو لعدم اكتشافك له؛ لأنك مبرمجة ان تكتبي قصتك الشخصية، لا ان تكوني جزء من قصة الله.
يوم ما تأخذ القرار - It’s not about me, it’s about Him.
انا مش المركز، هو المركز. It’s not my story, it’s His story .
انا مدعو أعيش قصة بطلها يسوع المسيح. وهو أوجد دورا صغيرا لي، وعلي ان اكتشف هذا الدور وأعيشه.
الخبر الراءع ان once انك تقبل الدور ده في القصة بتاعته - الغريب انك تكتشف ان حتى عيوبك، ومشاكلك، ومتاعبك معمول حساب ليها في الدور ده. ماتعولش هم؛ لم تعطل هذا الدور.
ممكن الرب ياخدك بكل اللي انت فيه ويحطك في قصة تاني. نفس الآلام بتاعتك اللي بتتالميها تتحوَّل من شيء سخيف لا يحتمل الى بركة كبيرة تؤدي الى النجاح (يا لها من حقيقة).
انا لم أغير الظروف لكن غيرت القصة، حتى تبقى الامي ليها معنى. والامي تؤدي الى قيمة عظيمة. هذا ما يفعله الله.
تغيير القصة يشتمل على تغيير دوافعنا وأغراضنا لنكون الأشخاص العاملين مع الله. وهذا يستلزم تغيير الفكر، اَي تجديد الذهن.
التغيير في اعلى المراحل من العمل مع الله الى معرفة الله - هذه هي القمة.
فيبقى الغرض مش حتى ان احنا نشتغل مع الله، لكن مستوى ارقى - اني أعرفك. "ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فعلمني طريقك حتى أعرفك ولكي اجد نعمة في عينيك".
مش ان كنت وجدت نعمة في عينيك، حل لي مشاكلي، وغير لي ظروفي، لكن علمني طريقك. وأتعلم طريقك حتى أعرفك، وأعرفك، واعرفك، فأجد نعمة في عينيك اكثر وأكثر، حتى تأتي بي الى الجبل المقدس، وهناك أراك كما انت. وجهه يلمع كالشمس، وانا نفسي اظهر معك على الجبل.
لسماع الندوة:
لمشاهدة الندوة:
الاسمبريد إلكترونيرسالة