U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

لا تضطرب قلوبكم - كنيسة قصر الدوبارة - 10 مايو 2019

لا تضطرب قلوبكم - كنيسة قصر الدوبارة - 10 مايو 2019

عظة العلية التي نطق بها المسيح وهو يودع التلاميذ. بدأ الحديث معهم في يوحنا ١٣.
"لا تضطرب قلوبكم، أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت ابي منازل كثيرة ..... انا امضي لأعد لكم مكانا، وان مضيت وأعددت لكم مكانا اتي ايضا وأخذكم الي حتى حيث أكون انا تكونون أنتم ايضا ..... (يوحنا ٣٣:١٦) "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام ....."
رسالة ألخصها في جملة طويلة:
- مجموعة أشخاص عاديين جداً؛ أشخاص طبيعيين للغاية مثلنا؛ يجتازون ظروفًا غير عادية وغير طبيعية بالمرة. لكن يقف بينهم شخص فوق طبيعي ليعدهم بسلام فوق طبيعي، من خلال مجموعة علاقات فوق طبيعية.
كيف يمنحنا هذا السلام؟ ليس من خلال وصفة، لكن من خلال مجموعة علاقات فوق طبيعية. هذه الجملة تلخص ما هي المسيحية.
وصل الرب الى هذه النقطة بعد حديث مرعب، كشف عن أمرين يجعل قلب الأسد يضطرب.
- كشف لهم الرب عن الخيانة الكبرى التي ستحدث من الداخل؛ أمر جعله هو شخصيا يضطرب. قال لهم، بالحقيقة ان واحد منكم سيسلمني.
يا للهول عندما تأتي الخيانة من الداخل. من قلب هذه المجموعة الصغيرة التي أحبها وغسل أرجلها. التي علمها وعاش معها ولَم يدخر جهدا في ان يخدمهم. لكن واحد منهم يخونه أقذر خيانة ويبيعه.
هل الى هذا الحد يصل سواد القلب البشري!! لو لم يكن سواد القلب البشري بهذا الحد ما كانت هناك حاجة للمسيحية وللمسيح.
ان الانسان وصل الى حالة من الفساد الاخلاقي الذي يستحيل معها ان يخلص نفسه؛ انه يحتاج الى مخلِّص يغيره من الداخل.
الإعلان المسيحي يقوم على ان "الجميع زَاغُوا وفسدوا معا، ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد". من لا يقبل هذا الإعلان لن يخلص.
- المسيح ألقى بالقنبلة الثانية، بعد ان ظل بطرس يعده بان يمضي معه الى السجن والموت. قال له المسيح "الحق أقول لك، قبل ان يصيح الديك مرتين ستنكر ثلاثة مرات امام الجميع انك تعرفني.
كم الخداع الذي تقع فيه النفس البشرية عندما تظن انها تعرف حقيقة نفسها، وهي اجهل ما يكون من جهة حقيقة نفسها.
وهم يَرَوْن علامات الحزن في قلبه، أرادوا ان يتشجعوا ويشجعوه، فقالوا له، اننا نؤمن انك من عند الله خرجت. اننا امنا لأننا نري انك تعلم كل شيء. قال لهم يسوع "الان تؤمنون؟ الان ستتفرقون كل واحد الى بيته، وستتركوني وحدي. لكني لست وحدي لان الاب معي.
كان الحزن يخيم على هذه الجماعة الصغيرة؛ وكشف الحقائق يدمر السلام.
أرى ان الرب يرحمنا بان لا يكشف لنا الحقائق. عندما تكشف الحقائق من نحو العالم، من نحو الكنيسة، من نحو الخدام، من نحو أنفسنا يضيع السلام.
السلام المبني على الجهل لا يعتبر سلام. لكن يسوع أراد ان يكشف الحقائق، يعرّي كل الامور، وفِي نفس الوقت يقود الجماعة الصغيرة الى سلام يفوق كل عقل.
- اشجع كل شخص قلبه مضطرب ان يصلّي هذه الصلاة —
** يا رب، ان سلامي قد ضاع وقلبي قد اضطرب لأني بنيت حياتي على تلك الحقيقة وهذه الحقيقة؛ وهذا الامر وذلك الامر. لكني ارى كل شيء يتغير. ارى الناس تتغير، ارى الظروف تتغير، ارى نفسي تتغير. ان قلبي مضطرب. وأنا لا أريدك ان تعمي عيني عن الحقائق؛ اكشفها وعريها، لكن خذني الى قلبك وامنحني سلامك. لا اريد ان "راحة الجهال تبيدهم". راحة زائفة مبنية على غير أساس. خذني الى العمق واكشف لي الحقائق؛ لكن أرجوك لا تأخذني الى الحقيقة فقط، لكن خذني الى قلبك لكي اجد فيك سلامي.
هل يستطيع يسوع المخلص، المسيح الذي مات وقام ان يمنحنا سلاماً على الرغم من كل الحقائق التي تكشف؟ نعم
"لا تضطرب قلوبكم" - بينما توجد أسباب تدعو لاضطراب القلب، لكني أقول - أوقفوا قلوبكم عن الاضطراب.
الرب هنا يريد مشاركتنا معه واستعمال ارادتنا وعقولنا الواعية في قبول عطية السلام.
فعطية السلام لن تسقط علينا رغما عنا، لكن يريدنا ان نختبر هذا السلام من خلال الاشتراك معه في إيقاف قلوبنا عن الاضطراب. اعتقد اننا نستطيع بنعمة الرب ان نفعل هذا.
- اوقفوا قلوبكم عن الاضطراب - ليس من خلال وصفة، لكن من خلال علاقة. لكنها علاقة بغير المنظور. أنتم تؤمنون بالله، غير المنظور، والان اريدكم ان تمارسوا نفس هذا النوع من الإيمان معي. لقد آمَنتُم بي كشخص منظور قائم بينكم. ولأني قلت لكم سأمضي عنكم ملأ الحزن قلوبكم. لكن جاءت المرحلة الحاسمة والهامة - اريدكم ان تبدأوا إيمانا جديداً بي، كشخص غير منظور. هذه هي المسيحية - -
الإيمان بالمسيح الحي على الرغم من اننا لا نراه.
١بطرس ١ - "الذي لم تروه تحبونه، ذلك وان كُنتُم لا ترونه الان لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد".
اننا تعلمنا المسيح من الكلمة المقدسة، وأمنا به طبقا للكلمة المقدسة، دون ان نرى المسيح. نعم في يوم قادم سنراه عيانا، لكننا الان نؤمن به دون ان نراه.
"في بيت ابي منازل كثيرة" - بيت الاب بالنسبة لليهود هو الهيكل. "لا تجعلوا بيت ابي بيت تجارة". كان الهيكل (بيت الله) يجد فيه اليهود طمأنينتهم وأمانهم. كانوا مشتاقون من سنة الى سنة ان يصعدوا الى بيت الله. وكانت زيارتهم الى هناك تمنحهم شيء من السلام والطمأنينة والامان. قال داود "طوبى للساكنين في بيتك أبدا يسبحونك". "الساكن في ستر العلي في ظل القدير يبيت".
الرب يسوع يأخذ الأنظار عن هذا الهيكل - الحق أقول لكم ان هذا البيت سيهدم. لكن يأخذ ابصارهم الان الى مكان أخر، الى وضع اخر.
يأخذك من المنظور في الزمن والمكان الى ال ultimate reality . الله نفسه يجعلك في علاقة، وأنت هنا في الجسد، يأخذك في العالم الروحي، في الواقع الروحي، الى علاقة غريبة عجيبة فوق طبيعية يجعلك تسكن في الله. سأجعل سلامكم مبني على السكنى في الله نفسه. "لأنك قلت انت يا رب ملجأي وجعلت العلي مسكنك".
هل أستطيع ان اخترق هذا الكيان الأزلي الأبدي لأسكن في الله؟. اَي طريق يصل بِنَا؟
يقول يسوع - "انا هو الطريق والحق والحياة، ليس احد يأتي الى الاب (ليجعل الاب مسكنه)، إلا بي." في بيت ابي أماكن كثيرة للسكن - ليس شيء حرفي، كما تخيّل البعض.
لكم مكان حيث أكون انا. الإبن يسكن في الاب والأب يسكن في الإبن. تداخل وتلاحم بين الأقانيم الثلاثة. عندما يخطو أحدهم يخطوا الاثنين معه. فلا انفصال لأنهم جوهر واحد. هذه الحركة المتناغمة بين الأقانيم الثلاثة هي سر الوجود ونبع الحياة؛ هي مصدر كل سلام؛ وانا مدعو للدخول الى داخل هذه الحركة. هذه هي المسيحية.
ان هذه المنطقة المحرَّمة المغلقة على الجوهر الالهي في اقانيمه الثلاثة فتحت لخاطيء مثلي. فُتحت الأبواب لكي اساكن الله وأسكن في الله. أمور تشتهي الملائكة ان تطلع عليها.
يقول بولس، ان ما لا يخطر على بال إنسان أعلنه الله لنا بروحه.
هذا هو الإعلان - ان ما لا يخطر على بال إنسان اني انا الخاطيء المحدود موعود بالغسل والتطهير، وإعادة الحياة لكياني الذي مات؛ وان ينقلني عبر طريق عجيب لم تعرفه عين باسق.
طريق غريب لم يخطر على بال التلاميذ، ولا على بال البشر؛ يُشَق من خلال الصليب. عندما يصرخ يسوع صرخته الشهيرة ينشق الحجاب ويُفتح الباب لخاطيء مثلي؛ لا لكي يدخل السماء، كلاً، لكن لكي يدخل الى الله؛ واجعل العلي مسكني وأحتمي فيه. ليس هذا امر مستقبلي؛ لقد شق الحجاب وأتى روح الله من الان لكي يحمل محدودا مسكينا مثلي، من الان، لأجد مسكني في الله. فاغني بمفهوم مختلف وبعمق جديد "الله لنا ملجأ وقوة عوناً في الضيقات وجد شديداً. لذلك لانخشى ولو تزحزحت الارض، ولو انقلبت الجبال في اعماق البحار. تتزحزح الجبال بطموها، لكن رب الجنود معنا، ملجأنا اله يعقوب. لأنك قلت انت يا رب ملجأي وجعلت العلي مسكنك، لا تدنو ضربة من خيمتك".
لم يكن يسوع يتكلم عن أشياء مادية؛ كان يتكلم عن سكنى روحية لم تخطر على بال إنسان. هذا هو الإعلان المسيحي.
بولس يتكلم عن المسيح ويقول - هو آت بابناء كثيرين، ويقول ايضا - ليكون هو بكرا بين اخوة كثيرين. فيبدو ان المنازل الكثيرة تشير الى الذين سيساكنون الله ويسكنون في الله هم كُثر وليسوا قلة.
عندما نسكن في الله، الا نكون كتلك القطرة التي تندمج في البحر فيبتلعها البحر وتذوب معالمها؟. هكذا علَّمت البوذية، وهكذا اتجهت أشواق الصوفية - ان يذوب الانسان في البحر الكبير.
لكن المسيح يعد بشيء مختلف - يدعونا للسكنى تطبع بطابع الثالوث حيث الأقانيم متحدة في الجوهر متناغمة في الحركة، لكن لا امتزاج يضيع احدهم معالم الاخر. اتحاد جوهري ازلي أبدي دون امتزاج يغيب المعالم. وتميز واضح جدا دون انفصال واستقلال يفتت الجوهر.
الغريب اني مدعو، لا لكي أكون إلها، أظل محدوداً كإنسان، لكن أغوص في هذه الشركة وأظل محتفظا بفرديتي. ادخل وابقى، لا يبتلعني هذا البحر الكبير فيغيب معالمي، بل سأكون انا هناك اكثر من اَي وقت كنت فيه انا هنا. سأكون نفسي كما لم اكونها من قبل.
فيبدو ان كل إمكانيات تفردي لا تتفعل ولا أصير انا كما ينبغي ان أكون انا الا بعد اتحادي بهذا الثالوث، عندما يأخذني الابن الى الاب ويدمجني روح الابن والأب في هذه الشركة.
"امين هو الله الذي دُعيتم به الى شركة ابنه يسوع المسيح". سيأخذك الى وضع جديد روحي خارج هذا العالم المنظور، وأنتم تزالون داخل العالم المنظور. ولو لم تكن الامور هكذا ما كنت قلت لكم انا امضي لأعد لكن مكاناً.
الى أين يمضي ليعد المكان؟ يسوع أعلن - ليفهم العالم اني أحب الاب وكما أوصاني هكذا افعل. قوموا ننطلق من ها هنا. الى أين يا سيد؟ الى المعركة العظمى؛ الى النقطة التي سيتوقف عندها التاريخ.
يحملني على الصليب بفسادي وموتي، ويموت بِي بخطيتي؛ يصير هناك لعنة من اجلي. لكن اذ يموت هناك بخطاياي وحماقتي وقبحي يميت الموت؛ ويقوم ليعدني لهذا المكان، لهذه السكنى في الله. ماكان يستطيع ان ينقلني بقذري لمساكنة الله. كان لا بد ان يعد المكان لي، ويعدني للمكان من خلال موت الصليب، من خلال غسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس.
فالتفت يسوع ونظر الى تلاميذه، ثم قال - "اذهب عني يا شيطان" - - يا شيطان عاوزني لا اموت! وطب دول يروحوا فين؟
ينبغي ان اذهب الى الصليب علشان ماهر (أو ضع اسمك) يتطهر من خطاياه، ويشفى من الاغتراب الذي حطمه كثيرا. لكي يجد مكانا في الله ويسكن في الله.
"لا أترككم يتامى، اني اتي إليكم". عبارة فيها الأقانيم الثلاثة
- لا أترككم يتامى - أبوكم هايرجعلكم وهاترجعوا لأبوكم. اليتيم هو اللي من غير أب.
سيحدث هذا عندما يأتي الروح القدس.
- عندما يأتي الروح القدس سآتي انا إليكم. سأحل فيكم كالابن؛ فيصرخ فيكم روح الابن "يا أبا الاب".
نعم سياتي المسيح ثانية حتماً على سحاب السماء. لكن قبل ان يأتي المسيح، هو يأتي ويأخذني كل يوم، يأخذني اليه.
ما أغبانا عندما تتعلق قلوبنا بمكان وننسى الشخص.
المسيح يقول - "من يحبني يحفظ كلامي، وأنا أحبه وأبي يحبه، واليه نأتي وعنده نصنع منزلاً."
عجبي! هو انا اللي هاسكن فيك، ولا انت اللي هاتسكن في؟ هذا هو التناغم - فالأب في الابن والابن في الاب؛ لكن الجديد والغريب، والذي لم يخطر على بال إنسان أن الاب والابن في، وانه انا في الاب وفِي الابن. منزلي فيه، وهوينظر في عيني ويقول، ومنزلي فيك.
"رجاء لقلوب مضطربة" - كتاب Billy Graham، كان يكلم الأمريكان ويقول لهم، سنظل نعاني الاضطراب لان أعظم لص يسرق السلام منّا، احتل أرضنا وشعبنا، انه المادية materialism.
عندما تسود المادية على العقول والقلوب يصبح هذا الكلام اللي بقوله كأنه أوهام.
الاختبار المسيحي يختلف عن الديانة المسيحية. الديانة المسيحية تدعوك لبعض العقائد وبعض الممارسات، ثم تعدك في النهاية بالسماء. وهذا كل الديانات تفعله مع اختلاف التفاصيل. لكن المسيحية تدعوك بالاتصال والالتصاق بالمسيح شخصياً والسكنى في الثالوث الاقدس.
ثم ختم المسيح قوله "تعلمون حيث انا اذهب وتعلمون الطريق." عبارة تقريرية - لو كان الامر يرتبط بمكان غريب عجيب، ما كان المسيح له الحق بالقول "تعلمون حيث اذهب".
سأله توما، لا نعرف أين تذهب كيف نعرف الطريق.
رد عليه يسوع "انا هو الطريق والحق والحياة، ليس احد يأتي الى الاب ...". أذهب، ليس الى مكان، لكن الى الاب.
- إلقاء الضوء على أفكار سريعة -
الناس دول المدعوين الى السلام العميق أشخاص عاديين جدا.
- هم يمثلوننا من جهة الذكاء. الرب يحذرهم من خمير الفريسيين والصدوقيين، لكن هم يتفكرون في انفسهم انهم لم يأخذوا معهم خبز. وبخهم يسوع بالقول: حتى الان لا تفهمون، حتى الان قلوبكم غليظة!
- من ناحية الشخصيات، حدث ولا حرج. كم الانفعالات اللي مالهاش لازمة. كم التصرفات الهوجاء - - ايه رأيكم في بطرس وهو بيأخذ السيف ويقطع اذن ملخس. وهو بيخاف ويخجل وينكر.
وايه رأيك في يعقوب ويوحنا، الاتنين الكبار الحلوين التانيين - عايزين يجيبوا نار من السماء تحرق خلق الله.
وقبل الصليب، تخيل واحد قلبه موجوع بيقول نفسي حزينة حتى الموت، ودول رايحين للمسيح يطلبوا ان يجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك!!
طب وحال الباقيين - فاغتاظ الجميع. المنافسة دخلت. مرتين يقبض عليهم وبينهم مشاجرة.
أشكر الله، لو ماكانش دي العينات اللي اختارها، ماكانش يكون لي نصيب. خطاة غلابة.
جاءت ساعة الجد - قال لهم صلوا…ناموا. قوموا ننطلق…هربوا. آه ما اكثر قبحنا.
كنت اشتاق الى مرآة تكشف عمق القبح الذي في قلبي والذي فعلته في الخطية حتى رأيت وجه يسوع على الصليب. كان هو المرآة التي كشفت من أكون. فعندما ارى لا صورة له ولا جمال انظر اليه فاشتهيه، أقول يا سيدي هذه هي خطيتي. هذا القبح على وجهك هي صورتي. هذا هو أنا. لكن هؤلاء هم الذين اختارتهم نعمة الله.
- وماذا عن الشخص - انه شخص فوق طبيعي.
يوحنا ١٣: يسوع وهو عالم ان الاب قد دفع ليده كل شيء، قام عن العشاء، صب ماء وابتدأ يغسل ارجل التلاميذ.
الاب دفع اليه كل سلطان في السماء وعلى الارض. أيها الملك العظيم، شاء الناس أم أبوا، ستجثوا باسم يسوع كل ركبة. ترى نفسك في هذا الوضع ثم تنحني لتغسل الأقدام !
ازاي تبقى عارف واحد هايخونك ويبيعك، والتاني هاينكرك، والباقيين هايسبوك، وبعدين يقول "يسوع اذ أحب خاصته الذين في العالم، احبهم الى المنتهى".
ازاي تقول لهم إنتوا هاتسبوني كلكم وهاتهربوا، لكن كلمتكم بهذا ليكن لكم في سلام. في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا انا قد غلبت العالم.
ثم بعد ذلك يا سيد تقف لتصلي من اجلهم وتقول عنهم للأب أحلى كلام - - أيها الاب البار ان العالم لم يعرفك، لكن هؤلاء عرفوا انك انت أرسلتني. انهم أحبوني ويحبونك، وقد حفظوا كلامك…… انه شخص فوق طبيعي
- ماذا عن ظروفهم، هؤلاء المساكين؟ لا تختلف عن ظروفنا.
* كان عندهم صدمة مروعة في انفسهم. معقول المصيبة السودة اللي احنا فيها! بيقول واحد منكم سيسلمني، واحد من الدائرة الضيقة، واحد من مجموعة الخدمة. في حد يتصور ان اللي خدم ووعظ ممكن يبيع المسيح ب ٣٠ من الفضة (ثمن عبد ميّت). هو ده المسيح في نظرك!!
وبطرس، انت هاتنكر المسيح وتحلف انك ماتعرفهوش! وإحنا التلاميذ هانسيبك ونهرب. معقولة يا جماعة هايحصل مننا كده!! عندهم صدمة رهيبة في أنفسهم.
كل شخص قلبه مضطرب وعنده صدمة نفسية، وعنده انهيار نفسي أحيانا لانه شاف خدام بيخونوا ربنا، عايز أقول لك المسيح عنده ليك سلام، وقادر يشفيك ويشفيكي. هو ده اللي بيطلع من الإنسان. حوّل عينك عنه.
- لكن كمان كان عندهم صدمة من رجال الدين. اكتشفوا ان الديانة اليهودية دي كلها، المسؤولين عنها ما وراهمش حاجة غير انهم يخططوا كيف يقتلوا يسوع. رؤساء الكهنة طالعين وداخلين؛ أعياد، مهرجانات، وفِي الاخر كل الموضوع بيدَوْروا على نفسهم ووظيفتهم ومراكزهم ومجدهم وأكل عيشهم، ونقتل يسوع. مش مهم يسوع، مش مهم الناس.
التلاميذ كان عندهم صدمة في رجال الدين اللي احترموهم كثيراً وبجلوهم.
أقول لكل امرأة وكل رجل عنده صدمة من رجال الدين، يسوع بيوعدك بسلام، وبيقول "لا تضطرب قلوبكم، سلاماً اترك لكم سلامي اعطيكم."
- وكان عندهم صدمة من التغير المرعب في المجتمع. الناس دول، يوم الأحد كانوا بيهتفوا ويقولوا "أوصنا مبارك الآتي باسم الرب". فرشوا الثياب وإحنا شهود على ذلك. بس النهاردة واضح ان المدينة مقلوبة على يسوع. هو ممكن الناس تتغيّر بالمنظر ده ! أيوه بيحصل.
أقول لكل واحد مصدوم من التغير اللي بيحصل في الناس، يسوع يعطيك سلام.
- لكن كمان كانوا مصدومين في الحلم الديني الكبير. الحلم الديني ما بين العهدين يتلخص في خمسة أشياء:
التوحيد - - الله الواحد، وكل الآلهة الاخرى تنهار. يبقى الرب اله اسرائيل. ثم
الشريعة - - (التوراه). وتسود الشريعة كل الارض. ثم
المكان المقدس (الهيكل)، وإسرائيل هي الأرض المقدسة. ثم
الإختيار - - الله اختارنا نحن ان نكون افضل ناس؛ ننشر البركة لكل الارض. ثم اخيرا
الفداء - - والفداء يأتي عن طريق المسيا الذي ينصرنا على كل شعوب الارض. لكن هذا الحلم الذي عاش به التلاميذ وجدوه ينهار.
فيسوع فاجئهم بمفاجأة مرعبة… ان الهيكل هايتهد، وأنهم هُم هايهربوا ، وان اسرائيل هايتشتت، وان المسيا سوف يصلب.
دمار للحلم الديني، تشكيك في المعتقدات الجوهرية التي شكّلت الهوية اليهودية.
وانا برضه نفسي أبلغ الخبر ده لكل شخص يجتاز في محنة من هذا النوع - محنة انهيار الحلم الديني، محنة انهيار المسلمات والعقائد التي استمدت منها الهوية. عايز أقول لو في شخص بيعاني من هذه الأزمة المرعبة، يسوع بيوعدك بسلام، وبيقول لك تعالى الي وانا هاعرف أوضح لك الحقيقة، وامنحك سلام. كانوا مصدومين في كل شيء.
- اخيراً كانوا مصدومين حتى في وظيفتهم وأكل عيشهم. في يوم من الأيام قال لهم - تحبوا تمشوا وترجعوا كل واحد لبيت أبوه ؟ قالوا، الى من نذهب يا رب وكلام الحياة الأبدية عندك. ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك. هانروح فين الان، هاناكل منين. بطلنا الصيد وبقينا تلاميذ. وفوجئنا ان اللي بقينا تلاميذ له رايح للصليب؛ ضاع الأمل.
هل كان يتوقع احد من هؤلاء ان هذا الليل سينتهي، وان الفجر سيأتي بأخبار أغرب من الخيال؟ هل كان يستطيع احد ان يرسم لهم صورتهم في سفر الأعمال، وهم ينتقلون من مكان الى مكان يحملون الخبر السار انه قد قام ونحن شهود لذلك.
هل كان احد يتخيل ان بطرس سيخيم ظله على المرضى فيبرأون؟ هل كان احد يتخيل انه سيعظ عظة بقوة الروح القدس فتخلص ثلاثة آلاف نفس؟
هل كان يستطيع احد ان يتصور ان هؤلاء التلاميذ الخائفين المرعوبين سيدخلون الى السجون فيسبحون، ويتزلزل السجن وهم هناك، ويفرحون لان السجان سوف يخلص.
لم يعد عندهم فرق بين سكنى في قصر أو سكنى في سجن. لقد انتقلوا وهم في العالم المادي الى العالم الروحي، وأصبحوا يعيشون في الاب وفِي الابن بقوة الروح القدس. فكانوا يَرَوْن الامور بمنظور مختلف كل الاختلاف.
هل من المعقول ان كلام يوحنا ١٤ سيتحقق، وسوف يراهم المسيح، وسوف تفرح قلوبهم، وسوف ينشرون الخبر في كل بقاع الأرض، وسوف تخضع لهم قوى الشر وتهرب من أمامهم.
ان الظروف غير عادية، والبشر عاديين للغاية؛ لكن وقف وسطهم شخص فوق طبيعي يعدهم بسلام فوق طبيعي.
- سلام فوق طبيعي - لانه لا يغير الظروف، لا يعطيني ما احتاج لكي أشعر بسلام؛ لكن يحدث نقلة في كياني الداخلي ويسكنني في الله دون ان أفارق الجسد.
نوع من السلام لاتمنحه البوابات الحديدية؛ لا تمنحه الأسوار العالية؛ لا تمنحه مليارات الدولارات؛ لا تمنحه الكلاب البوليسية؛ لا تمنحه الوظائف العالية. نوع من السلام يستمد من السكنى في الله.
ادعو المسيح الى حياتك واتركه يأخذك الى حياته.
قد إيه من وقتك، قد إيه من طاقتك، قد إيه من نشاطك هو مجرد تفاعل مع ما تراه العين وما تسمعه الأذن. قد إيه من وقتك ومن طاقتك بتقدر تنسحب حتى وانت بين الناس من الواقع المنظور وتعيش فكرا وشعورا وقرارا بارادة حرة في الواقع غير المنظور.
الرسول يقول "ونحن غير ناظرين الى الأشياء التي ترى بل الى التي لا ترى، لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فهي أبدية.
هناك فارق ان تفكر في محضر الله وأن تدخل الى محضر الله. عبرانين ١٠ "اذ لنا أيها الأخوة ثقة بالدخول الى الأقداس". مش بيوصف واحد قاعد على البنك في الكنيسة بيفكر في الاقداس أو بيحاول يستشعر الاقداس. انه انتقال روحي، انها حركة الكيان الروحي. حركة حقيقية فعلية من مكان الى مكان.
** كتب C.S. Louis - "ان الذين يؤثرون ويغيرون في الواقع المنظور هم فقط الذين يعيشون في الواقع غير المنظور."
ولهذا الكنيسة بلا تأثير. لان الكنيسة أصبحت للاسف جزءً من الواقع المنظور. لم نعد ندخل الى الأقداس.
كل شيء في حياتي في العالم المنظور يتحدد على أساس حجم دخولي وعيشي في الواقع غير المنظور - - الواقع الاخلاقي، الواقع العلاقاتي، نجاحي، فشلي.…الخ
"أيها الاحباء لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لان كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة؛ ليست من الاب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته تمضي وتزول." انه أمور مكتوب عليها الفناء والتغير المستمر والتلاشي والزوال.
لكن هناك واقع اخر فيه خلود وبقاء؛ لم تدخله الخطية. واقع ابدي دائم في حضرة الله. ونحن نستطيع بسبب عمل المسيح، بسبب سكنى الروح القدس - "طريقا حديثا حياً كرسه المسيح بالحجاب اَي جسده". حديثا يعني لم يكن معروفا. طريق الأقداس لم يكن اظهر قبل موت المسيح.
- الوحدانية والتعددية - - معظم الفلاسفة الكبار آمنوا واعتقدوا انه يوجد واقع غير منظور. كان بحثهم عن "الواقع النهائي" The Ultimate Reality الذي يؤثر في الواقع المنظور. حاولوا ان يتخيلوا هذا الواقع النهائي. كان سؤالهم عنه ان هذا الواقع النهائي واحد، وماينفعش يكون اكثر من واحد، لكن كيف يوجد كل هذه التعددية؟ كيف ان الكون مملوء بالألوان المختلفة، بالعناصر المختلفة، بالكيانات المختلفة؟ هذا التعدد المذهل، كيف يأتي من واقع نهائي واحد؟
المنطق يحتم وحدانية الواقع النهائي. الكل أجمع على انه واحد، حتى الشياطين - "انتم تؤمن ان الله واحد، حسناً تفعل، والشياطين ايضا يؤمنون ويقشعرون". انها حقيقة بديهية لا تحتاج الى اعلان الهي. لكن يبقى السؤال: ما طبيعة هذا الإله؟
البعض رأى ان هذا الواقع النهائي (الله) لا بد ان يكون شخص - يعني مركز ادراك واعي له إرادة حرة وقادر على المواجدة. إرادة، عقل، شعور.
ارقى ما في الكون هو الشخص، وهو هذا الكائن الواعي الحر الذي له إرادة والقادر على المواجدة. فمن المستحيل ان يكون الواقع المطلق، الكائن الأزلي اللي أوجد الأشخاص مايكونش هو نفسه شخص.
البعض اعتبروا هذا تنزيل من قدره. هو هناك بعيد لا يمكن أن يعرف أو نفهمه. هو اعلى من مجرد ان يكون شخص.
أكيد هذا الواقع النهائي اللي هو نبع كل شخص، مستحيل يكون مجرد شخص. لكن الغلطة اللي عملوها، انه لما شافوا انه مايصحش يكون مجرد شخص، نزهوه عن الشخصانية حتى جعلوه اقل من شخص. فمش قادرين يشوفوه يتفاعل ويتواجد مع أشخاص ويدخل في علاقة معهم. فهناك قوّة كبرى محركة في الكون يتحكم في كل شيء، لكن غير قادر على الدخول في علاقات حقيقية مع أشخاص.
حتماً لابد ان يكون شخص، حتما لا بد ان يكون اكثر من شخص. هذا هو الإعلان في يوحنا ١٤ - انه جوهر واحد ولا يمكن ان يكون اكثر من واحد. لا شريك له، أزلا هو الواحد.
** لكن هذا الجوهر الواحد متعين في اكثر من شخص. فلا يمكن ان يكون اقل من شخص، ولا يمكن ان يكون مجرد شخص. هو واحد أحد، لا شبيه له، لكنه ليس مثلنا. هو قائم في داخل ذاته متعين في اب وابن وروح. هو عندما يتكلم كشخص كلمته فاعلة، كلمته شخص، وهو شخص، وروحه ايضا شخص. لا انفصال قط بين الثلاثة.
عندما يتكلم، الثلاثة حاضرين، عندما يتحرك، عندما يفعل في تناغم أزلي ابدي بطريقة تفوق ادراك العقل.
من السذاجة ان تقول ان ما لا افهمه لا اقبله. لو طبقت هذه القاعدة على ال quantum physics، فيها حقائق عن ال quarks لا أستطيع ان افهمها، لكن لا بد ان اقبلها كشخص يحترم أبحاث العلماء وما يرصدونه.
اذا كنت لا افهم ال quarks كيف اريد ان افهم وأبسط الذات الإلهية، الجوهر الأصلي، الجوهر الواحد؟
يسوع المسيح في يوحنا ١٤ يعلم ان الجوهر الواحد متعين في أشخاص ثلاثة: الاب والابن والروح القدس. ويصف لنا انهم في حركة وتفاعل أزلي ابدي في حالة من الحب والسكنى احدهم في الاخر. ايضا علم في مرقس ١٢ هذه العبارة القاطعة - "اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد". لكن في داخل هذا الواحد ما يلزمه ليكون مستغنيا بذاته عن كل خلائقه. فهو يحب ويحب، يتكلم ويسمع، يفعل ويتفاعل، يستجيب ويتكلم ويعطي وياخذ في داخل هذا الجوهر، الذي يجعله مستغنيا عن كل خلائقه.
لكن في يوم من الأيام قرر ان يخلق. انفجر الحب فخلق. هذا الحب الذي يجري بين الأقانيم.
نعلم من الكتاب المقدس ان ما خلق قد فسد بسبب رغبة الاستقلال والانفصال عنه. جاء المسيح الفادي لكي يستعيده للعلاقة مع الواحد. يستعيده للعلاقة مع هذا الجوهر، الواقع النهائي.
** في يوحنا ١٤ يكشف يسوع الواقع النهائي فيقول "انا هو الطريق، وانا هو الحق (اَي يكشف حقيقة الله). ولا يستطيع احد ان يكشف حقيقة الله إلا المسيح.
كتبت: فكيف يتكشف؟ ان الكلام مهما سمت بلاغته لا يمكن ان يصف عظمته. والفعل، حتى ولو كان الخلق، لا يكفي لكشفه. كان لا بد من شخص يكشف الله. كان لا بد من إرادة ووجدان وعقل يكشف لنا الجوهر الإلهي.
إرادة يعني رحمة وشفاء وخير وسلطان. إرادة مرءية في إنسان، في شخص.
وعقل - رأيناه في منطق، في حجة، في برهان.
ووجدان - في بسمة ودمعة وأحضان. عندما كان يبكي وعندما كان يضحك ويتهلل. رأينا الله، عرفنا من هو الله. لقد تكشف لنا الجوهر في شخص ابن الله. في شخص يسوع المسيح. من هنا تأتي كلمة "ابن الله". فحاشى لهذا الجوهر من المادية. حاشى لهذا الجوهر من الولادة والزواج. حاشى والف حاشى. هو يتعالى عن هذا الوصف الدنيء - ان يتزوج ويلد.
لان هذا الشخص يكشف الله، فهو يسمى ابن الله. هذا هو معنى المسيح ابن الله. انه الكائن الشخص الذي استطاع ان يكشف لنا الجوهر الالهي.
"الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الاخيرة في ابنه الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره."
ما كنا نستطيع ان نرى المجد في بهاءه، وما كنا نستطيع ان نرى الجوهر؛ لكننا راينا الجوهر في رسمه. فهو بهاء المجد ورسم الجوهر. لكن هو نفسه قائم في هذا الجوهر. وهو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته.
هو الطريق لانه هو الحق الذي كشف لنا الله. وهو نبع الحياة التي نقدر بها ان نكون في الله. فهو الحق لي لكي يأتي بالله الي. والحياة التي يعطينا إياها فيذهب بي الى الله. ولهذا هو الطريق بيننا وبين الله.
** فالغاية النهائية ليست السماء؛ الغاية النهائية ليست مكان جميل. الغاية النهائية هي الاب. والطريق هو يسوع.
قال لهم يسوع "من يحفظ كلامي احبه وابي يحبه واليه ناتي وعنده نصنع منزلا ……لو كُنتُم قد عرفتموني لعرفتم ابي أيضا، ومن الان تعرفونه وقد رأيتموه …… الذي رآني فقد رأى الاب …".
لن تجد فعلا إلهيا الا والأقاليم الثلاثة مشتركة فيه. فكر في فعل الخلق؛ فكر في الصليب؛ فكر في فعل الفداء. في الإعلان الالهي في اَي عمل ستجد الأقانيم الثلاثة مشتركة فيه. لانه لا استقلال بينهم. "الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الأعمال." هناك تناغم في هذا الجوهر الواحد.
"الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضا ويعمل اعظم منها لأني ماض الى أبي. ومهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن. ان سألتم شيئا باسمي فاني أفعله."
يجي واحد بيهرج مع الكتاب المقدس، مش بيدرس ويروح لاطش الآية دي ويعمل عليها شغلانة كبيرة. ويقول انا هاعمل اعمال اعظم من اللي عملها يسوع لأني باسم يسوع هاعمل كل حاجة. ده تهريج.
من السذاجة ان نتصور ان نعمل اعظم منها في القدر والقيمة. حاشى. لكن في الاتساع والمدة. فأعمال الله من خلال الكنيسة، مئات وآلاف السنين الآن في كل مكان في بقاع الارض؛ بينما الأعمال التي عملها يسوع كانت محصورة في مدة ثلاث سنوات في بقعة فلسطين. لكن الله بدعوته لنا لندخل في شراكة مع الثالوث الأقدس، انتقلت الحياة الإلهية والأفعال الإلهية والوجود الإلهي الى كل بقاع الارض؛ فعملت أعمال أعظم من التي عملها يسوع في المدة وفِي العدد. لكن حاشى ان يفعل شخص اعظم من ما فعل ابن الله من حيث قيمة العمل، ومن حيث طبيعة العمل.
"ان سألتم شيئا باسمي فإني افعله" - ليس معناه لو نفسك في اَي حاجة بس قولها وبعدين قول 'باسم يسوع' وإنشاء الله هاتحصل. ده مصباح علاء الدين. ليس له اَي صلة على الإطلاق بالمسيح ولا بيوحنا ١٤. لكن في هذا التناغم مع الله في هذه الشركة المقدسة باتصرف on behalf of Jesus ممثل ليسوع. انا باتصرف باعتباري جزء من هذا الكيان. وأتصرف في قصر الدوبارة، في البيت مع أولادي ومع زوجتي، مع جيراني، مع عملاءي بالنيابة عنه. فانا أحيا وأتحرك وأوجد، ممثلا له. هذا ما معناه "بإسمي".
"أما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح ان كان روح الله ساكناً فيكم؛ وان كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له. وان كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية، وأما الروح فحياة بسبب البر." هذه العبارة فيها: روح الله، روح المسيح، روح الله فيكم، روح المسيح فيكم، المسيح فيكم. عندما أتى المسيح، أتى من خلال الروح القدس فسكن الروح فينا، وصار المسيح فينا؛ وصار الاب أبونا، وصرنا في الروح وفِي المسيح وفِي الاب. هذا هو الخلاص. مش ربنا يملأ مقطف ناس يرميهم في السما. ويابختهم كانوا رايحين جهنم وبعدين يسوع هايدخلهم السما. عيب، يسوع ينبح صوته ويقول الكلام الكثير والثقيل ده وبعدين تخلي الخلاص - الحمد لله، في اليوم الأخير ربنا انعم علينا بنعمة المسيحية، فمش هانروح جهنم. هذا خلاص الديانة المسيحية. لكن خلاص المسيح دعوة للشراكة الإلهية.
"الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه واظهر له ذاتي."
الحلم اليهودي ان المسيا يظهر للعالم. الحلم المسيحي انني انا والأب ناتي ونصنع منزلا عندك، واظهر لك ذاتي.
اذا فهمنا هذا الكلام، سيغير علاقتنا بالمكان وبالزمان وبالمنظور (المادة). مش مكان الجسد فين، لكن مكان روحي فين.
بولس في السجن يسبح، جسده مجرح ومضروب، روحه تحلق بحرية لا يختبرها اعظم الأحرار في هذه الدنيا. يقول "أعرف إنسانا في المسيح" - هذا هو مكاني.
وما هو الزمن؟ هو في حاجة اسمها الزمن؟ أين الماضي؟ قد فقدناه؛ أين المستقبل؟ لا نعرف عنه شيء؛ أين الحاضر؟ مجرد ما تنطق كلمة الحاضر فقد مضى، وصار من الماضي. لا يوجد ان now مطلق.
فهمنا للزمن تغير عندما اخترق الأبدي عالمنا الحاضر. اخترق الابدي الزمني وسكن عندي، فانتقلت من الزمن وانتقلت من المكان. الاب والابن عايشين في now مستمر.
هذه هي الخبرة الروحية التي تنقلنا اليها المسيحية - علاقة مختلفة بالمكان والزمان، علاقة مختلفة بالمنظور والمحسوس.
هنا فقط يأتي السلام الأبدي؛ سلام لا يعرفه العالم. الهدوء والسكينة والاستقرار والتناغم يحدث في هذه الحالة.
هل هذا الكلام يأخذني عن الواقع؟ بالعكس، عمري ما أستطيع ان اؤثر في الواقع المحسوس والمنظور تاثير حقيقي قوي باقي إلا اذا عشت الكلام ده.
** عن قريب سينتهي الانفصال بين السموات والأرض، ويقال "هوذا مسكن الله مع الناس". وسيكون الله الكل في الكل. وسيملأ الارض بحضوره.
لكن اللي هايحدث في المستقبل أقدر بنعمة الله أحققه الآن. هذا الانسجام الأخير الذي ستصل اليه كل الخليقة في المستقبل يفعله المؤمن الان بالسكنى في الله.
الكنيسة تأتي بالله الى الواقع المأسوي الآن، وتواصل رسالة المسيح وتعمل ما كان يعمله يسوع عندما كان على الارض.
لسماع ومشاهدة العظة:
لا ضضطرب قلوبكم (1)
لا ضضطرب قلوبكم (2)
الاسمبريد إلكترونيرسالة