U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

رسالة التجسد تكشف من هو المسيح وما هي حالة العالم - د. ماهر صموئيل - اجتماع الحرية - (2)


لذلك يقول،نعمل الإنسان علي صورتنا.“  الصورة غير الشبه.  على صورتنا يعني يكون وكيلي على الأرض.  يكون ال agency بتاعي.  يكون ممثلي على الأرض.  ولكي ينفع أن يكون ممثلي، لازم أكون في شراكة وعلاقة عميقة معه، لذلك يجب أن يكون شبهي.  فلا يكتفي بأن يقول،نعمل الإنسان على صورتنا، لكن يريد بالقول،كشبهنا“. 
لا بد أن يكون مشابهاً لله. 
ما معنى مشابه لله؟  الله جوهر واحد وحيد، لا ثاني له.  إنتبه لهذا الأمر - الله جوهر، وفي هذا الجوهر ليس إلّا فرد واحد - الذي هو الله.  جوهر الألوهة ليس إلّا واحد فقط؛ الذي هو الله،
لكن الله، بلا شك، هذا الجوهر يحوي صفات كثيرة جداً في ذاته.  من الممكن، وله مطلق الحرية أن يشرك فيها خلائقه.  فخلق الإنسان على صورة الله، يعني ممثلاً له؛ وعلى شبهه ممتلئاً بكم كبير من الصفات التي تمكّن هذا الإنسان، الذي هو من جوهر آخر، أن يكون في شراكة وشركة مع الله.  هذا ليس مستحيل.  وهذا ما فعله الله. 
لذلك أقول، الإنسانية (ليس الجسد)، الإنسانية في جوهرها المشترك مع الله في صفاته، ليس منبعها التراب، ليس منبعها الأرض؛ لكن منبعها السماء، منبعها الله.  فالإنسانيه لم نحصل عليها من آبائنا، ولم نحصل عليها من عند الطبيب؛ ولا الإنسانيه حصلنا عليها من الحيوانات.  الجسد بتاعنا يشبه الحيوانات.  لكن أنا لست مجرد جسد. 
وإنسانيتي لم يصنعها لي جسدي.  يعني آنا لست أنسان بسبب جسدي.  لأن الحقيقة، جسدي لا يختلف عن جسد الشامبنزي إلّا في أقل من واحد في المائة. (١٪)، تخيّل! 
فجسدي لا يملك الإمكانية أن يجعلني إنساناّ.  لكن جوهر إنسانيتي مستمد من الله نفسه.  لذلك أراد الله أن يعلّمنا هذا الأمر - في سفر التكوين، أصحاح ٢، عندما خلق الإنسان، عمله على مرحلتين.  أكيد عمله مرّة واحدة، لكن لكي يوضج لنا الصورة، مكتوبوجبل الرب الإله آدم تراب من الأرض“.  هل إنتهت عند هذا؟  لا.  يقول،ثم نفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حيّة“.  يريد أن يقول - لقد استودع فيه شيئاً منه. 
الجوهر الإلهي واحد، لا شريك له، لا شبيه له.  لكن الجوهر الإلهي يحوي صفات كثيرة. قرر أن يخلق كائناً مملوئاً بالصفات - كالأخلاقية، كالعلاقاتية، كالعقلانية، كالخلود، كالروحانية.  مجموعة ضخمة من الصفات التي تميّز الإنسانية، آخذها كلها من الصفات الإلهية.  الله قرر أن يعطيها له، وله الحق أن يعطيها له، لأنه يريد كائن مشابه له يعرف يدخل في علاقة ومودة وشركة وشراكة معه. 
إذاً مصدر الإنسانية من فوق، ليس من تحت.  الإنسانية نبعها في الله نفسه. 
تعرف لو فكرت في هذه الحكاية، بخلاف الحكاية الأولى، إن ربنا قاعد علي عرش فوق كبير وعالي وبعيد، ثم عمل عبيد كثيرين، وجعل هؤلاء العبيد يخدموه، لأنه لم يكفيه الملائكة، شعر أنهم قليلون عليه غير كافين، فأراد أن يحصل على عبيد آخرين، ولما حب يُكثر العزوة ويعمل عبيد أكثر، فخلق البشر وقال لهم أعبدوني واخدموني ونفذوا كلامي، وانتبهوا - هم كلمتين لا ثالث لهم - إن كنتم صالحين سوف تذهبوا الى المكان الحلو؛ وإن كنتم غير صالحين سوف تذهبوا الى مكان العذاب.  هذه هي آخرتكم، ليس لكم عندي غير ذلك.  هذه هي الحكاية الأولى.  هذه الحكاية لا ينفع معها البتة أن تقول أن الله يأتي في صورة إنسان.
غيِّر القصة، غير ال narrative - أن الله أب، الله مُحب، فاض حبه فخلق.  ولم يخلق عبيداً، مع أنه بكل السرور نحن نقبل أن نعبده.  لكنه قرر أن يخلق أبناء، وقرر أن هؤلاء الأبناء يكونوا في شركة وشراكة معه.  فلكي يكونوا في شراكة معه، لا بد أن يكون لهم صفات تشبهه.  هذه الصفات هي نبع إنسانيتهم.  فهذه الإنسانية ليست من أسفل، ليست من التراب، ليست من الأرض، ليست من الحيوانية، لكنها من الله.  فالله فيه جزء إنساني من الأصل؛ لأنه هو نبع الإنسانية.
** في يوم من الأيام، قرر الله أن يأتي في صورة إنسان.  أفكر وأقول، آه صعبة!  صعبة فعلاً، غير معقولة؛ لكنها في الحقيقة منطقية.  لأنه، لو قلت أن الله خلق الإنسان على صورته، لا توجد مشكلة أن يأتي الله في صورة إنسان، 
خلق الله الإنسان على صورته، تبقى هذه الصورة ليست شيء سييء.  أليس كذلك؟  فالإنسان أساساً مخلوق على صورة الله، فما المشكلة أن يأتي الله في صورته الأصليه، الصورة التي هو عملها. 
باختصار تاني أقول - إذا كان الله خلق الإنسان على صورته، فلا شيء ضد المنطق أن يأتي الله في صورة إنسان، التي هي من الأصل على صورة الله.  كده راكبه، أليس كذلك؟  أصبحت منطقية.  معقولة؟  لا، ما زالت صعبة.  أكيد صعبة، لأنها حصلت كام مرّة في التاريخ؟  كام مرّة دخلت الزرافة الإجتماع ونحن هنا؟  ولا مرة.  لكن لو أنا غيّرت الحكاية الأولى للزرافة بالحكاية الثانية التي ذكرتها، تصبح معقولة. 
أعتقد لما نغيّر الحكاية عن من هو الله، وما هو غرض الله من خلق الإنسان، ومقدار محبة الرب للإنسان، وما هو الذي يريده الرب من الإنسان، تصبح حكاية انه يأتي في صورة إنسان لن تكون مستحيلة.  يمكن قبولها.  تظل صعبة؟  نعم، صعبة جداً؛ وغير معقولة، لكنها ليست غير منطقية، بنائاً على الشرح الذي حاولت أن أوضحه.
ربما يسأل سائل ويقول، كيف؟. هل الله غيّر نفسه؟. الإجابة، لا.  لأنه لو غيّر نفسه لا يمكن أن يكون الله.  الله ليس عنده تغيير.  إذاً، كيف يكون فعل ذلك؟  إجابتي بصراحة:  أنا لا أعرف. 
كنت اليوم أقرأ عن جماعة باحثين عملوا تجربة غريبة جداً.  ذهبوا الى القطب الجنوبي.  وهؤلاء المساكين ظلّوا في درجة حرارة ١٠٠ فهرنهايت (100 fahrenheit) تحت الصفر.  تخيّل مائة تحت الصفر.  بيخرجوا كل يوم مرتين، لمدة ساعتين في كل مرة، ومعهم تليسكوبات (Telescopes) ضخمة جداً، لأن هذه أنقى بقعة على سطح الأرض يستطيعوا أن يروا منها النجوم والكواكب.  فأخيراً اكتشفوا أنه يوجد ١٠٠ بليون (100 billion) نجم في المجرّة بتاعتنا.  ووجدوا أن المجرّة بتاعتنا فيها ٤٠٠ كوكب.  ثم اكتشفوا أيضاً أنه يوجد مئات الملايين من المجرّات.  يا إلهي!!  هذا عدد ضخم جداً. 
ثم قيل، هل تعرف أن كل ما نراه هذا؟  كل هذه المجرّات، هي مواد، لكن هذه كلها تمثل ٤٪  من المادة التي في الكون.  ويوجد ٩٦٪  تٌسمّى dark matter نحن لا نعرفها ولا نراها ولا فاهمين أين توجد.  ياه، الخليقة مملوئة بالأسرار. 
فلو سألني أحد في هذا البحث قائلاً - قل لي، كيف عمل الله كل هذا؟  أجيبه:  لا أعلم.  وبالتالي، ليس من الغريب أن أقول، لا أعلم كيف جاء الله في صورة إنسان.  عملها كما عمل الخليقة. 
أقول شيئاً آخر - هذا الضوء الذي نراه، العلماء تشاجروا بسببه كثيراً.  البعض يقول انه موجات، والبعض يقول انه جُسَيمات.  ثم أنهوا المشاجرة وقالوا هو موجات وجُسَيمات، وينتهي الخلاف بيننا.  ثم يسألهم البعض، فسّروا لنا هذا.  فيكون الجوابلا نعلم“. 
هناك الكثير من الأمثله الأخرى ينتهي الإجابة عنهالا أعلم، رغم أنها موجودة، ونراها، ونشعر بها، ونلمسها.  هذا ما قاله يوحنا - ”نحن سمعناه، ورأيناه، وشاهدناه، ولمسته أيدينا“.  إنه جاء، هذا ما حدث.  وكيف حدث ذلك؟  لا نعلم.  بالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد“. 
وما الفرق بين السر والتناقض؟  السر، ممكن لو العقل اتسع قليلاً، أو بعد مليون سنة مثلاً، السر ممكن ينكشف. 
لكن التناقض، تكبّر عقلك، تصغّر عقلك، تنتظر مليون سنه، ولا ١٠٠ مليون سنة، سيظل تناقض؛ لا حل له. 
لكن السر ممكن يتفهم.  لا أقول أن سر التجسد يتفهم، لكني أميّز هنا بين السر والتناقض.  فلا تقول أن التجسد تناقض، لكن ممكن تقول إنه سر.  كيف؟. أنا لا أعلم.  نعم، هو غير معقول، لكنه ليس غير منطقي. 
تعرف، لو كل هذا الكلام صعب عليك، ممكن تلخصه في كلمتين:  إذا كان هو بيحب، يبقى يعملها، بهذه السهولة.  وأنا عندي خبر جميل لكهو طلع بيحب.  الله محبة“.  والمُحِب يركب الصعب.  وهو ركب الصعب. 
لأنه بيحبنا، ويريد أن يدخل في علاقة معنا، جاء في صورة إنسان.  ولِد“ - وهذه هي الآية الكبرى في كل التاريخ البشري.  هوذا السيد نفسه يعطيكم آية، ها العذراء تحبل وتلد أبناً، ويُدعى اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام.“  يولد لنا ولد، ونعطى إبناً…“. الولد يولد، الإبن يُعطى.  فهو الإبن من الأزل، لكنه ولِد في الزمان.  لذلك يقوليولدلنا ولد؛ ونُعطى إبناً.
عندما رأت الملائكة هذا المنظربالفعل، من المعقول، في ضوء الحكاية التي ذكرتها، أن يأتوا ليُحيّونا ويُهنئونا علي ما حدث لنا - ”يا بختكم، هنيئاً لكم“.  هم لم يقولوا هذا الكلام بالتمام؛ لكن لو كانوا هنا الآن، لقالوا هكذا:  (ربنا ده جميل جداً، ربنا ده كريم جداً، ربنا ده عظيم جداً.  كيف أنه يُحب الناس.  يا بختكم؛ يا للعز والهنا الذي أنتم فيه.) 
بينما هم لم يقولوها بهذه اللغة، إلّا أنهم قالوها بلغة أخرى - هل تذكرون؟  المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة“… أكيد بيحبهم، وهو مسرور بهم؛ بل أيضاً مغروم بهم.  لدرجة أنه جاء في صورتهم، وجاء يعيش وسطهم. 
لكن سؤال في محله، ممكن لشخص أن يسأله - هل لأنه خلقنا على صورته وبيحبنا، كان لازم يتبهدل ويجي وسطنا؟  ما لزمتها يعني؟  هذا سؤال عظيم ومنطقي، ولك كل الحق فيه.
دعني أكمل لك الحكاية - الحكاية ان العيال دول مثل عيالك تماماً.  دماغهم ناشفة وقليلي الأدب، والجهالة مرتبطة بقلبهم.  عارف في العراق بماذا يُسمّون الصغير؟الجهال“.  يعني أسأل أحدهم - حضرتك عندك كام عيًّل؟  يجيب، عندي ثلاثة جهال وجاهلة.  صحيح، بيسموا العيِّلجاهل“.  والكتاب قال هكذا،الجهالة مرتبطة بقلب الولد“.
لذلك، ربنا لما خلق الأولاد على أساس يحبوه ويحبهم، ويدخلوا في شراكة معه، عَدَّى في نفس المأساة اللي كلنا كآباء بنعدي فيها.  العيال دماغها ناشفة.  يابني هي تيجي من هنا.  لا، هاعملها من هنا.  يابني هي ماتتعملش كده.  لا، هاعملها كده.  يابني مش صح، لا، وهاجرّب.  اتركني أجرّب.  عارفين، اتركني أنا أجرّب؟ 
يعني، لنا عذر، نحن بشر محدودين.  لكن لو بيدي، أكسر الولد، وأجعله يعمل ما أنا أريده.  أحكي حكاية، ليس لها وجود حقيقي، لكن يمكن تُصوِّر هذه القصة
أقول، إنه كان يوجد أب، جرّاح مشهور جداً، وكان مُتعب كثيرا في عمله، ويود أن يستريح عندما يصل البيت.  لكن كانت زوجته تستقبله كل ليلة عند رجوعه مُنهك من حجرة العمليات، بقائمة شكاوي من الولد ابنهم. الذي قفذ علي الكنبة أو المقاعد، وأسقط الفازه (vase) أو المزهرية وكسرها؛ ثم تدلّى من النافذة، فأسرعت تنقذه فأسقط جهاز التكييف على الجيران في الدور الآسفل؛ والجيران إستدعوا البوليس.  كل يوم تكرار لمثل هذه الأحداث.  الولد عنده syndrome إن الحركة عنده زيادة، وبيتحرّك قبل ما يفكّر، وجعل البيت جحيم.  والراجل يجي من جحيم الشغل الى جحيم البيت.  ومش عارف يعمل معاها حاجة.  ينصح - ياست طوّلي بالك، يا ست حاولي تحايليه أو تلاطفيهالخ   لكنها غير قادرة علي المعاملة مع هذا الولد.  فقرر أن يعمل شيء لكي يريحها ويريح نفسه.  في يوم، إسطحب الولد بحجة النزهة، وأخذه الى المستشفى، وأدخله حجرة العمليات، وفتح دماغه، واستأصل قطعة صغيرة، وخيّط وأغلق.  ورجع الولد البيت إنساناً آخر.  أمه تطلب منه أن يأكل، فيستجيب في الحال حتى تطلب منه أن يتوقف عن الأكل.  إنهض يا إبني.  فينهض، ويسأل، أين أجلس؟  تقول له علي هذا الكرسي.  أدخل نام.  حاضر.  قوم من النوم.  حاضر.  وتحوَّل الولد الى كائن مثل الروبوت (robot).  ليس له رغباته الخاصة، وليس له إرادته الخاصة.  هو مطيع ومريح، والجيران توقفوا عن الشكوى، والأم توقفت عن الشكوى.  لكن، ما رأيكم في مشاعر الأم، وفي ما فعله الأب؟  ما الذي عمله الأب؟  عمل جريمة!  عمل جريمة إنه خلق كائن لا يعرف أن يقول لا. 
تخيلوا لو ربنا خلق بشر لا يستطيعوا أن يقولوا لا!  كان سيكون إله بيعمل جريمة.  كان يكون إله قاسي.  ولو فرض أنه عمل الناس الغير قادرين أن يقولوا لا، لكن الحقيقة هم مؤدبين وطول الوقت بيسبحوه ويقول له بنحبك، نسجد لك.  بنحبك، نشعل أصابعنا شمع من أجلك …. ما رأيكم، لو هو فرحان بهذا الكلام؟  نقول لا، هم متبرمجين أن يقولوا هكذا.  ليس له طعم.  ليس له معنى. 
الحب الحقيقي لا بد أن يكون نابع من إرادة حُرّة، تعرف تقول لا.  لو الإرادة لا تعرف أن تقوللا، بالتالي قَوْلنعملا لزوم له.
فهو خلقنا محترمين، خلقنا آحرار.  ونحن بغبائنا وجهلنا إخترنا البُعد عنه.  وبعدنا.  ولما بعدنا، جُعنا، وعِمينا، وتُهنا، والباب أُغلق علينا، وأصبحنا بلا راعي؛ وآصبحنا بلا ثمر ولا نفع.  وأصبح الموت يسود علينا.  وأصبحت حالتنا بلاء. 
لو هو بيحب صحيح، ماذا يعمل؟  يآتي ويخرجنا من المصيبة التي نحن فيها.  منطقي أم غير منطقي هذا؟  منطقي جداً.  حكاية منطقي آو غير منطقي، تحتاج فقط انك تغيّر الحكاية.  إحكي الحكاية الحقيقية، تجد أن التجسد ليس فقط منطقي، بل هو ضرورة منطقية.  حتمية تُحتمها أخلاق الخالق الذي خلقنا. 
إحنا ضِعنا.  تقول لي - لا، لا، إحنا لم نضيع؛ إحنا كويسين.  يبقى إنت مش فاهم حاجة، وحتى الكلام معاك خسارة.  صدقني.  لو قلت لك، إحنا ضايعين، وخطاة، وهالكين. 
اليوم كنت أقرأ لأحدهم، قال كلمة جميلة جداً، عجبتني.  هذا الرجل مفكر محترم.  قال: ”تغلّبنا على حر الصيف بالمكيّف؛ وتغلبنا على فساد الطعام بالثلاجة (refrigerator) … الخ.  لكن هناك شيئين لم نستطع أن نتغلّب عليهم - شر قلوبنا، والموت.“  نحن غير قادرين أن نغلبهم.
نحن أشرار يا جماعة.  لو رفعت رأسك وقلت لي، لا، لا، إتكلّم عن نفسك؛ سأقول لك، وحتى الكلام معاك خسارة.  صدقني.  هل انت غير شرير!  بجد؟  طب عيني في عينك.  لا توجد حقيقة يسهل إثباتها كحقيقة إنك شرير.  هذه أسهل حقيقة أستطيع أن أثبتها لك.   إئتي لي بأي حقيقة أخرى، ستأخذ مني وقت؛ لكن أسهل حقيقة لا تحتاج الى مجهود لإثباتها، إننا، أنا وإنت أشرار.  الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد.“  إحنا أشرار يا جماعة.
عندما أصبحنا أشرار، هل توقفنا أن نكون خليقته وأولاده؟  لا.  هل توقفت أن أكون إنسان؟  لا.  مخلوق على صورته وشبهه؟  نعم.  تخيّل - مخلوق على صورته وشبهه حتى أكون في شركة معه وشراكة معه، وأتمم مشيئته، واستمتع بحبه؛ لكني أصبحت شرير.  هو من فوق يضرب كف على كف ويقول، يا خسارة، يا خسارة، العيال ضاعوا.  ينفع الكلام ده؟  لا. 
لكنه جاء إلينا.  والملائكة شافوا الحكاية دي، وشافوا البؤس اللي إحنا فيه، وشافوا الشر اللي إحنا فيه، وبعدين، فجأة لقيوه جالهم، فجائوا أيضاً يهنئونا تاني - مبروك عليكم، خبر رائع جداً، ستخرجوا من المصيبة التي أنتم فيها.  بالطبع، لم يقولوها بلغتنا هذه.  لكنها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، ولد لكم اليوم <مُخلِّص>“.  جاء يخلصكم من المصيبة التي أنتم فيها. 
ما هي المصيبة التي كنّا فيها؟  هل أعيد مرّة أخرى السبعة؟جعانين وعطشانين للخبز الحقيقي الذي يمنح الحياة الروحية.
جاء إلهنا.  أُنظر، بصراحة كدة، لا يستطيع أن يقولها إلّا إذا كان هو نبعها - ”أنا هو“ ”Ego Eimi“ ”أهية الذي أهية“.  أنا هو الذي أنا هو، خبز الحياة، أنا هو نور العالم“.  أنتم ترون كل شىء خطأ.  أنتم محتاجين لي علشان تشوفوا صح. 
كثيراً ما أحب أن أقول هذه الحكاية - أنا لما قبلت المسيح، مش بقيت شايفه، بقيت بشوف به.  والحقيقة من ساعة ما لبسته وملكني ودخل قلبي، بقيت بشوف به، ومن ساعتها بدأت أشوف صح؛ وعلى قدر ما أتوحد به، علي قدر ما رؤيتي تكون صح. 
أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة“. 
لذلك قال في الآخر، «لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا ٱلْعَالَمِ ، حَتَّى يُبْصِرَ ٱلَّذِينَ لَا يُبْصِرُونَ وَيَعْمَى ٱلَّذِينَ يُبْصِرُونَ ».  فقالوا لهالعلّنا نحن أيضاً عميان؟“. يا ليتكم كنتم. 
يعني في الآخر، كان الرب يسوع يقول - كل الناس عُميان، لكن عميان صنفين:  صنف أعمى وبيقول أنا أعمى؛ وصنف أعمى وبيقول أنا مفتَّح.  مين مصيبته أكبر؟  الله ما يورّيك؛ أبأس ناس تدخل في علاقة معهم هم العميان اللي شايفين انهم مفتّحين.  يعني إمشي مع واحد أعمى وإنت أعمى، أرحم لك مائة مرّة من إنك تمشي مع واحد أعمى ومقتنع انه مفتّح.  عارف ده إسمه إيه؟  الكائن المتديِّن، وهذا موجود في كل الطوائف.  أعمى وفاهم إنه مفتّح.  هذا كارسة فعلاً.
كٌنّا جعانين وعميان.  كنا تائهين وضالين.  لا نجد الباب.  كنا منطرحين كغنم بلا راعٍ.  لم يكن لنا كبير يحبنا؛ لم يكن لنا أحد يتحنن علينا.  لم يوجد من يسأل عنّا. لا أحد يأخذ بأيدينا، لا أحد يقودنا.  لا أحد يخلصنا من المصيبة اللي إحنا فيها.  لا أحد يحمينا من السرّاق واللصوص.  لا أحد يحمنيا من الذين يريدون أن ينهبونا ويآكلونا. 
لكن أصبح لنا راعٍ؛ وبيطمنّا وبيقول - أنا لم أخلّصكم فقط من الشر، لكن أخلصكم من الموت، لأنيأنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا“.
وأخيراً، خلّصنا من العُقم الوجودي.  كان وجودي بلا معنى.  جاء ليكون الكرمة وأنا غصن فيه.  والغصن في الكرمة يأتي بثمر.
خَلِّي بالك، غصن الكرمة ده غلبان جداً، وجميل جداً.  غصن الكرمة هو الناقل بين الكرمة وبين الله والناس.  لأن الكرمة مستارها يفرّح الله والناس.  لكن بتفرّح الله والناس، من خلال الأغصان ولا من خلال الثمر؟  من خلال الثمر.  فنحن، قيمتنا ولازمتنا في أننا نأتي بثمر.  تعرف إن الغصن الذي لا يأتي بثمر، ليس له أي لازمة.  إمسك غصن أي شجرة، تجد له لازمة إلّا غصن الكرمة.  اللي عنده كرمة يعرف هذا المنظر.  تجده هش وملولو ولا ينفع لشيء.  ولا ينفع حتى تحرقه لتستدفيء به أو تسخّن عليه شيء.  لأنه لو أحرقته تجده يلهلب بسرعة ثم ينطفيء.  ليس مثل بقية الخشب الذي يستعملونه للإيقاد.
فغصن الكرمة ليس له الّا فائدة واحدة - أن يأتي بثمر. 
وما هو الثمر؟  هل رأى أحد، على الإطلاق، شجرة تطرح ثمراً لنفسها؟  هل توجد شجرة تأكل من ثمرها؟  الشجرة دائماً تطرح ثمر لغيرها.  اللى رايح واللي جاي يقطف ويأكل منها. 
هذه هي رسالتنا في هذه الحياة.  إن كنا قد خلصنا، يجعلنا مثمرين في كل عمل صالح.  مملوئين من ثمر البر الذي لمجد الله وحمده“.  نُطعم الناس بخبز الحياة.
هذا هو يسوع المخلّص.  وهذه هي رسالة التجسد.  كشفت من يكون يسوع، وكشفت حال العالم بدون الله.  والتجسد يقول أنالله مصالحاّ العالم لنفسه في المسيح.“  جاء المسيح لكي يسترجعنا كأبناء لله، لنعود مخلوقين على صورة الله وشبهه.  آمين؟
أطلب منكم الآن أن نقف ونصلّي صلوتين صغيرتين. 
الصلوة الأولى - لو إنت لم تقبل المسيح مخلّص، لو لم تقبل بعد بشارة الملائكةولد لكم اليوم مخلّص، إرفع قلبك معي الآن وقول له، يا رب يسوع إرحمني أنا الخاطيء، أنا أقبلك مخلّص لحياتي.  ردد معي هذه الكلمات القليلة - ”اللهمَ إرحمني أنا الخاطي“.  يا رب، أنا أريد أن أرجع أكون إبنك، على شبهك؛ أحبك، وأكون في شركة معك وشراكة.  نِفْسي يا رب أشبع من الجوع.  ونِفْسي يا رب أفرح بالنور.  ونفسي أجد الباب والطريق والحق والحياة.  نفسي يا رب أكون غصن مثمر ونافع، ولي قيمة، وفارق في حياة من حولي.  إقبلني يا رب يسوع، خلّصني من فضلك.  أنا أؤمن أنك أتيت لكي تخلّص؛تطلب وتخلّص ما قد هلك“.  أنا بطلُب منك أن تخلّصني الليلة.
وإدا كنت قبلت المسيح مخلّص، إسأل نفسك - إلي أي حد أنت شبعان به كخبز الحياة.  والى أي حد أنت تُشبِع الآخرين كغصن مثمر.
بداية هؤلاء السبعة أنك تَشْبَع به وآخرتها أنك تُشْبِع به.  تأكله، ثم تثمر للآخرين.        
الاسمبريد إلكترونيرسالة