إدارة المشاعر بشكل صحيح - د. ماهر صموئيل - الكنيسة الانجيلية بمصر الجديدة
انجيل لوقا ٢٤: ١٣ - مسيرة الرب يسوع مع تلميذي عمواس
“وَإِذَا ٱثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، ٱسْمُهَا «عِمْوَاسُ».”
مشهد اثنين من تلاميذ يسوع ماشيين مع بعض في حالة من الكآبة الداخلية، عكست عبوسة في الوجه.
اقترب اليهم يسوع، وعلى نهاية القصة أنهى على هذا الحزن وغير الحال وبدله تماماً.
- الطريقة التي عالج بها يسوع هذا الاكتآب وكيف ازال حزنهم وغمهم -
لم يتعامل مع مشاعرهم ولا مع اجسادهم، لكن تعامل مع افكارهم.
“فَقَالَ لَهُمَا: «أَيُّهَا ٱلْغَبِيَّانِ وَٱلْبَطِيئَا ٱلْقُلُوبِ فِي ٱلْإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ!” ثم بدأ يفسر.
تغيير الواقع أو تغيير الظروف التي يمكن ان تؤدي الى الكآبة، أو خلعنا من الظرف اللي إحنا فيه قد يهدئ من مشاعرنا، لكن لا يقود الى نضوجنا وتغييرنا. لا يساعدنا من الاستفادة من الظرف المؤلم الذي سبب الاكتآب.
كذلك التعامل مع المشاعر - يكون مثل المخدر الذي يريحنا، لكن يزول تاثيره بسرعة وبعد قليل سيعود الشخص الذي تخلص من المشاعر السلبية مرة اخرى الى الكآبة، لانه لم يزل يفكر بنفس الطريقة التي لم تعالج.
لذلك سيكون حديثي عن المشاعر —
- الأفكار - في اليوم الواحد يفكر الإنسان بين ٦٠ الى ٨٠ ألف فكرة.
يعني في المتوسط من ٢٥٠٠ الى ٣٠٠٠ فكرة في الساعة. أو حوالي ٥٠ فكرة في الدقيقة.
** لكن ربما شعور واحد يسيطر علينا، لا أقول يوم، بل عدة ايّام.
وإذا سالت اَي شخص أيهما أهم في تحديد مسارات حياتك، اعتقد انه يقول الأفكار وليس المشاعر.
لكن الغريب جداً، على الرغم من أهمية الأفكار وكثرة الأفكار، إلا اننا لا نتوقف عندها كما نتوقف عند المشاعر.
فشعور واحد بالقلق، شعور واحد بالعبوسة والكآبة، شعور واحد بالذنب يسيطر على الانسان ربما لسنوات.
أهمية إجادة التعامل مع المشاعر —
لا بد أن نتدرب على فن ادارة مشاعرنا، لا بد أن نكون محترفين في التعامل مع مشاعرنا لاننا نقضي سنين من أعمارنا ضحايا لشعور واحد.
قصة امرأة معذبة ٩ سنين لانها ارتكبت خيانة. شعور واحد بالذنب لم يتم التعامل معه تعاملا صحيحاً.
شاب جميل قلق حتى لا يخطيء. ظن أن القلق يحميه من الخطية. قلق على زوجته، قلق على أولاده، قلق على عمله، قلق على خدمته سنوات طويلة.
كان عليه ان يدرك ان النعمة هي التي تحمي من الخطية وليس القلق. وان إلقاء النفس في حضن الرب والعيشة في محضره هي التي تحمي من السقوط في الشر.
هذا الذي حفظ يوسف من السقوط في الشر، ليس القلق، لكن "كيف اصنع هذا الشر العظيم واخطيء الى الله". أعيش في محضر الله. "جعلت الرب أمامي في كل حين".
ان جاذبية الحضرة الإلهية هو الذي يجعل النفس الشبعانة تدوس العسل.
بعض الأفكار عن المشاعر —
حقيقة مؤكدة - المشاعر تعتمد كلية على تفسيرنا للواقع. فنحن لا نتعامل مع الواقع، لكننا نتعامل مع تفسيرنا للواقع، مع قراءتنا للواقع.
الوحيد الذي يرى الواقع كما هو، هو الله. لكننا نرى كل الامور في مرآة، في لغز.
يقول الرسول بولس - "الان نحن نعرف بعض العلم". عينا الله فقط هي التي تصل الى حقيقة الأشياء.
انا لا أرى الواقع، انا أتعامل مع عدسة من خلالها أرى الواقع. هذه العدسة هي قدرتي العقلية على تفسير الواقع. وهذه العدسة التي أفسر بها الواقع اتركبتهالي من العائلة والمجتمع والكنيسة. وممكن تكون خطأ، وممكن تكون مكسورة، وممكن تكون مضروبة، وممكن تكون عمية خالص. علينا ان ندرك اننا لا نرى الواقع.
- المشاعر هي تلك الأحاسيس التي تملأنا بتجاوب سريع جدا مع تفسيرنا للواقع.
هناك قول - ان الراحل خسر الحياة. ما اجهل نظرتنا للحياة. الحياة في مقابل الابدية مثل ال dash (-) أو ال coma (،). ويبقى عندي يقين ان الراحل امتلك الأبدية وامتلك الوجود في حضرة الله، لكن نقول "يا حرام خسر الحياة"، في حين ان الكل يعلم اننا نصارع مصارعة مرة مع هذه الحياة. الله خلق ما يرى وما لا يرى؛ ونحن نعيش في جزء ضئيل في ما يرى. ما اروع العالم الذي لا يرى. مملوء بيسوع المسيح والملائكة والقديسين، وارواح الأبرار. وهناك نشاط ……
قد نتصور انهم في حرمان من النشاط؛ معتقد خاطيء من جهة الابدية. عندما يقول انهم يتعزون، هذا يعني انهم يفكرون ويبدعون ويتخيلون ويسافرون ويرحلون وينتجون ويثمرون. انهم ليسوا في حالة كسل أبدي.
- انا منجذب جداً لهذا الشاب أو هذه الفتات. المشاعر هنا خليط من الفكر باني وحيد، واني لارتباطي بهذا الشخص ساكتمل. اكذوبة عليك ان تراجعها. نحن نحتاج الى الاكتمال لكن علينا ان نبحث عن المصدر الحقيقي لحالة الاكتمال. وعلينا ان نميز بين غرض الزواج والالتصاق بشريك حياة، وغرض الرجوع الى الله والالتصاق بالله نفسه.
- انا محبط - كنت أتوقع تقدير معين من فلان، لم يحدث.
والسؤال : لماذا أتوقع هذا التقدير؟. ثم هل فعلت هذا الشيء مع هذا الشخص من اجل التقدير، أم اني فعلته لانه ينبغي ان يفعل؟. ثم هل ما فعلته يستحق فعلاً التقدير؟.
هل وضعت في الحسبان ظروف الاخر التي كان فيها؟. عمره، حالته، امكانياته……
أؤكد ان مشاعرنا تعتمد كلية على تفسيرنا للواقع.
** المشاعر ليست فيها صواب وخطأ. المشاعر ليست كالحقائق. مقدرش أقول ده شعور صح وده شعور غلط.
لكن الأسئلة التي ينبغي ان تطرح: هل قراءتي وتفسيري للواقع صواب أم خطأ؟ مشاعرك ستتبع تفسيرك.
- المشاعر أحاسيس، نعمة من الله. بدونها تصبح الحياة machines ، بدونها نفقد إنسانيتنا.
الاكتآب صح في موقف معين؛ والفرح خطأ في موقف آخر. الكتاب يقول "طوبى لكم لانكم حزنتم، لان الحزن بحسب مشيئة الله ينشىء توبة لخلاص بلا ندامة". ويقول أيضا "ان فرح الفاجر الى لحظة". وأيضا "ان راحة الجهال تبيدهم". لو كانت راحة في جهل يبقى دمار.
لا توجد مشاعر صحيحة ينبغي ان نطلبها، وإذا جاءت ينبغي ان نحافظ عليها. ولا توجد مشاعر غير صحيحة علينا ان نتخلص منها بسرعة.
ينقسم الناس ثلاثة أقسام:
١- هناك أشخاص يعون جيدا مشاعرهم ويجيدون التعبير عنها. لكن الأهم، قادرين ان يراجعوا تفسيراتهم التي سببت هذه المشاعر. وقادرين على تصحيح هذه التفسيرات ان اكتشفوا خطأها. وبالتالي فهم قادرون على التحكم في مشاعرهم وإدارتها بشكل جيد. هؤلاء ناضجين وجدانياً وفكرياً وروحياً.
٢- أشخاص يعون مشاعرهم ويجيدون التعبير عنها، لكن ليس لديهم القدرة على اكتشاف تفسيرهم للواقع الذي سبب هذه المشاعر. بالتالي ليس لديهم القدرة على مراجعة التفسير وتصحيحه اذا كان خاطئاً. ليس لديهم هذا العقل النقدي الذي يقودهم الى النضوج الوجداني والروحي. لذلك هم أصحاء وجدانيا يعرفوا يعبروا عن نفسهم، لكن غير ناضجين.
٣-أشخاص يقررون ويعملون طبقا لمشاعرهم. اَي موقف يتصرف فيه معتمد كلية على ما شعر به.
هؤلاء كائنات عشوائية، لم تحقق الغرض أو المعنى في الحياة، بل يدمرون انفسهم ومن حولهم.
الحل: (١) ان نتعود على التعبير عن مشاعرنا بالكلام مع الله ومع الناس. تلميذي عمواس كانا يتكلمان ويتحاوران. والرب لما اقترب اليهم، وكان يستمتع بالاستماع اليهم "ما هذا الكلام الذي تتطارحان…؟" كل واحد منهم كان يطرح ويستمع للآخر ثم يحاور.
لماذا أصبحت اجسادنا وكيمياء اجسادنا اكثر نشاطاً من عقولنا وألسنتنا؟
بقينا احيانا نعبر بالجسد فنهبد الباب، أو ننسحب، أو ادخل تحت اللحاف، أو أفصل بدلا من ان أتكلم. وأحيانا توصل للضرب. نتحول الى الحيوانية في أبشع صورها.
لماذا عندما نتكلم لم نتعود ان نسمع؟ لا حوار بدون استماع.
للاسف الشديد أصبحنا نسحق إنسانيتنا بدلا من ان نرتقي بها في أن نهتم بالآخر، نسمع له، ونحاول ان نفهم وجهة نظره فيما يعرضه.
بينما يتكلم الاخر نحن مشغولون بانفسنا وبرد فعلنا (our reaction)؛ ومشغولين بالكلمة اللي هانرد بيها، ومش واعي بما يقوله الاخر أو حاسس بايه وجاي منين وهو بيعبر عن فكرته أو معاناته.
** مزمور ٧٣ يعبر عن تجربة عاشها آساف - “أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. لَوْلَا قَلِيلٌ لَزَلِقَتْ خَطَوَاتِي. لِأَنِّي غِرْتُ مِنَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ ، إِذْ رَأَيْتُ سَلَامَةَ ٱلْأَشْرَارِ. لِأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ. لَيْسُوا فِي تَعَبِ ٱلنَّاسِ ، وَمَعَ ٱلْبَشَرِ لَا يُصَابُونَ.”
- رأى الواقع، فسر الواقع، شعر بشعور.
ايه الواقع اللي شافه؟ شاف المتكبرين.
ايه التفسير اللي فسره؟ عايشين في سلامة.
ايه الشعور اللي شعره؟ الغيرة - "غرت من المتكبرين اذ رأيت سلامة الأشرار".
يا آساف، اخر حاجة تفكر فيها للأشرار هي حكاية السلامة .
على اَي أساس بنى هذا التفسير - ان الأشرار في حالة من السلامة؟
"ليس في موتهم شدائد". عملت الدراسة بتاعتك على كام واحد؟ اَي كلام.
وايه تعريفك للشدة؟
"وجسمهم سمين" - طب يمكن بياكلوا كتير من الاكتآب، يمكن من القلق والتوتر.
"ليسوا في تعب الناس ومع البشر لا يصابون". ليه حيوانات!
حاول تتخيل التصاعد المرعب في التفسير الخاطيء.
- لذلك (بناء على ما سبق)، “تَقَلَّدُوا ٱلْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ. جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ ٱلشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ ٱلْقَلْبِ. يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِٱلشَّرِّ ظُلْمًا. مِنَ ٱلْعَلَاءِ يَتَكَلَّمُونَ.”
لخبط الواقع في تفسيراته على الواقع في مشاعره تجاه الواقع.
فعلا حالة مرة من اللعبكة واللخبطة جوَّه الراجل ده. خلته في النهاية يقول، لولا رحمة ربنا كنت هاعمل قرارات اندم عليها بقية عمري "لولا قليل لزلت قدماي".
"جعلوا افواههم في السماء وألسنتهم تتمشى في الارض." على فكرة، ممكن اطلعلك مؤمنين بيتصرفوا التصرفات دي، وممكن اطلعلك اشرار في منتهى الجمال ومتواضعين ومابيعملوش الحاجات السودة اللي انت بتقولها.
هذا التعميم المرعب مريض.
- لذلك (تفسيرات واستنتاجات) "يرجع شعبه الى هنا وكميات مروية يمتصون منهم."
تخيل، الأشرار هايمتصوا الأبرار "بشاليموه" 🥤هايشفطوا كل الأبرار شعب الله، وزي مياه مروية؛ يعني هايستمتعوا جدا. يعني العملية سهلة خالص، وتبص تلاقي الأبرار كلهم راحوا. ليه، الأبرار مالهومش اله يحميهم يا آساف!
عدد ١٢- "هوذا هؤلاء هم الأشرار ومستريحين الى الدهر يكثرون ثروة".
يعني انت كده ضايع. آه طبعاً - "حقاً قد زكيت قلبي باطلاً وغسلت بالنقاوة يدي". كل عيشتي مع ربنا دي ماكانش ليها لازمة. انا تعبت روحي على الفاضي.
انا قعدت اروح كنائس واحضر اجتماعات، واخدم خدمات واعمل، وفِي الاخر طلع ملهوش لازمة. بالعكس الاشرار مستمتعين.
اتفرج عليهم، يقوموا الصبح يشوفله فيلم porno، ويطلع يروح يلعب تنس tennis 📷 ، وبعدين يجي الصيف يروح الساحل، وبعدين يعمل الصفقة يجيب قد كده. حياة مستريحة، وماعندهمش شعور بالذنب.
- وبعدين الراجل الحقيقة عمل بأصله وقال "لو كنت احدث هكذا لغدرت بجيل بنيك". أنا مش هاحكي للولاد الصغيرين علشان مايتعثروش. مش هاقولهم إزاي ان الحياة مع ربنا مالهاش لازمة.
وبعدين بيقول الكلمة اللي انا بترجانا نعملها. ممكن حضرتك تراجع التفسيرات بتاعتك للواقع، وتفترض مرة واحدة ان انت مش الله، وان قراءتك للواقع خاطئة. نحن محدودون.
إمكانياتنا محدودة جداً - حواسنا محدودة، قدراتنا العقلية محدودة. محتاجين نراجع طرق تفسيرنا للواقع قبل ان نندفع وراء تفسيراتنا ومشاعرنا.
"لما قصدت معرفة هذا اذ هو تعب في عيني، حتى دخلت مقادس الله وانتبهت الى آخرتهم؛ حقا في مزالق جعلتهم".
المزالق دي الدنيا. ابتدأ يشوف السكة كلها. ابتدأ يشوفهم بيتزحلقوا ناحية الهاوية.
“حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ. أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى ٱلْبَوَارِ. كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! ٱضْمَحَلُّوا، فَنُوا مِنَ ٱلدَّوَاهِي. كَحُلْمٍ عِنْدَ ٱلتَّيَقُّظِ يَا رَبُّ ، عِنْدَ ٱلتَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ. لِأَنَّهُ تَمَرْمَرَ قَلْبِي، وَٱنْتَخَسْتُ فِي كُلْيَتَيَّ. وَأَنَا بَلِيدٌ وَلَا أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ.”
بس يكتشف حاجة غريبة - وانا في حالة التفسيرات الغبية ماتحرمتش منك لحظة واحدة. كنت عمال افكر فيك غلط بكل الأشكال والألوان وانت محاوطني.
ما أجملك يا رب انك بتستحمل حماقاتي وتفسيراتي الغبية اللي عمال اقولها وأدافع بها وانت واقف تسمع ومستحملني. “وَأَنَا بَلِيدٌ وَلَا أَعْرِفُ. صِرْتُ كَبَهِيمٍ عِنْدَكَ. وَلَكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي ٱلْيُمْنَى. بِرَأْيِكَ تَهْدِيني". اسمع رأيك وأصحح به رأي. "وَبَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي.”
** خارج المقادس كان عندي تفسير، والآن عندي تفسير يختلف كل الاختلاف.
كان عندي تفسير أني متروك متساب، والأشرار كويسين.
شفت الحقيقة ولقيتهم في مزالق ورايحين للدواهي. وشفت نفسي ماسك بايدي وبرأيك تهديني وبعد الى مجد تأخذني.
من لي في السماء - الرب يرد عليه ويقوله انا ليك. ويقول، ومعك لا اريد شيء في الارض. “قَدْ فَنِيَ لَحْمِي وَقَلْبِي. صَخْرَةُ قَلْبِي وَنَصِيبِي ٱللهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ. لِأَنَّهُ هُوَذَا ٱلْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ. تُهْلِكُ كُلَّ مَنْ يَزْنِي عَنْكَ. أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللهِ حَسَنٌ لِي."
آه ده اللي انا اتعلمته - الاقتراب الى الله هنا يعني يقولي رأيه.
"جَعَلْتُ بِٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ مَلْجَإِي، لِأُخْبِرَ بِكُلِّ صَنَائِعِكَ.” الله يستمع لنا ويتكلم معنا ويتكلم إلينا عندما نتعود الدخول الى المقادس.
قصة يونان — مكتئب عنده مشاعر سيئة جداً. ربنا يقوله "هل اغتصت بالصواب؟" اغتصت بالصواب حتى الموت. عنده تفسيرات خاطئة للواقع - الناس دول اشرار، ولازم تقضي عليهم. مين اللي يقرر؟
ربنا يعمله حكاية جميلة - يطلع له شجرة تضلل عليه. فرح بها فرح عظيم. تاني يوم ماتت. اغتم غم عظيم. ربنا قال له "هل اغتصت بالصواب من اجل اليقطينة؟. قال ايوه. طب اليقطينة بنت يوم بنت ليلة طلعت وماتت.
انت جيت عاشرتني تشوف انا عملت ايه مع شعب نينوى؟ آلاف البشر بحبهم بعطف عليهم، باصبر عليهم، بحاول أكلمكم واتوبهم. بعت اهم رسالة تابوا. انت ماتعرفش كم المشاعر اللي بيني وبين الناس دول. وبعدين عايزني كده ببساطة اهلكهم. انت مش شايف انك أناني قوي.
** "هل اغتصت بالصواب ؟". اعتقد ان الكلمة دي ممكن اعممها على كل شعور اشعر به.
ممكن اسمع صوت الرب يقول لي: مالك؟ أقول له: مكتئب. انت مكتئب على أساس صح؟. انت خايف على أساس صح؟ انت مغتاظ على أساس صح؟
انا مابقلش انك مش مكتئب. مش هاشيل الاكتآب، مش هاشيل الألم. خلينا نتناقش في السبب؛ في تفسير ما الذي أدى بك الى هذا.
أفكار سريعة -
- عدم التعود على التعبير عن مشاعرنا بالكلام مع الناس ومع الله.
- عدم التعود على فحص تفسيراتنا الكامنة وراء مشاعرنا ومراجعتها.
- غياب النقطة المرجعية التي بها نقيم افكارنا.
النقاط المرجعية التي ينبغي ان نرجع اليها ليست مصلحتي، سعادتي، كرامتي. لكن -
أولا: خير الاخر. "لا يرضي احدكم نفسه، لان المسيح لم يرضي نفسه؛ بل ليرضي كل واحد منّا قريبه للخير وللبنيان".
ثانياً: كلمة الله - الكلمة المقدسة. رومية ١٢ : ١٩ -
من حقي ان أواجه المخطيء، لكن مش من حقي أنتقم.
ثالثا: القمة - يسوع المسيح مقياس في الحياة. لو كان الرب يسوع مكاني، هل انا اتصرف كيسوع في هذا الموقف؟
غياب المجتمع الصغير الآمن للحوار - نحتاج الى المجتمعات الصغيرة الآمنة التي نتدرب فيها على التعبير عن مشاعرنا. نخرج ما بداخلنا، وانتظر تصحيح الاخر لي.
- كيف يتعامل الله مع مشاعرنا، وكيف نتعامل نحن مع الله عندما تملأنا المشاعر السلبية أو المشاعر الناتجة عن تفسيرات سلبية؟
عندما نشعر بأن الله غير موجود دعونا لا نصدق هذا الشعور؛ فهو شعور مبني على تفسير خاطيء للواقع.
- منظر المسيح على الصليب - يبدو كأن الله غير موجود. البار متروك، يتألم، الظلم يسود، والكذب ينجح. فين الله؟ ثم يصرخ "الهي الهي لماذا تركتني". صمت السماء مروع والله منسحب والظلمة تغطي الأرض.
الاستنتاجات الناتجة عن التفسير لهذا الواقع: الله غير موجود.
** الله لم يكن طول تاريخه active زي ما كان في الصليب. كان ينجز اعظم أعماله في الست ساعات دول. العمل اللي هاتصالح به السموات والأرض. ويخلص به الملايين.
كان يضع أساس اعظم عمل في الوقت اللي قراءتنا احنا من برة تقول ان الله غير موجود. سفر أستير يوكد نفس الفكرة.
ماليني شعور انه مابيستجبش صلاتي. تعبت وزهقت. عمال أصلي وهو مش ساءل.
يوسف اكتر واحد صلى وربنا لم يستجب صلاته. بس هو اكتر واحد في الكتاب قيل عنه كان الرب مع يوسف. وهو اللى قيل عنه كان رجلا ناجحا.
كونه انه لم يستجب صلاتك ليس معناه انه ليس معك، وليس معناه انك لن تنجح. بل بالعكس سيكون معك بشكل أعمق عليك ان تكتشفه، وستكون ناجحا بشكل أدق.
عبرانين ١٠ بيقول - لما تكون شاعر بالذنب والخجل ادخل الى محضر الله.
ولما بتستخبه منه بيضطر يجي ويقول "آدم أين أنت".
يعني ده الوقت المناسب انك تطلع مش تستخبه. "لنا ثقة بالدخول الى الأقداس بدم يسوع".
** الله يصحح افكارنا وليس يغير مشاعرنا.
مره ارميا كان زعلان ومقموص ومش طايق الوضع اللي ربنا حاطه فيه. كان عايز ربنا ينتقم له؛ وقال لربنا ثكل نسائهم ويتم عيالهم علشان اتفش. وعلشان أرتاح وريني يوم اسود فيهم.
الرب يرد عليه بمثل جميل - «إِنْ جَرَيْتَ مَعَ ٱلْمُشَاةِ فَأَتْعَبُوكَ، فَكَيْفَ تُبَارِي ٱلْخَيْلَ؟ وَإِنْ كُنْتَ مُنْبَطِحًا فِي أَرْضِ ٱلسَّلَامِ، فَكَيْفَ تَعْمَلُ فِي كِبْرِيَاءِ ٱلْأُرْدُنِّ ؟”
يعني انت خرع كده ليه، ايه الدلع اللي انت فيه ده؟ ايه حكاية مشاعري مشاعري. ماتفوق شوية وتراجع أفكارك.
أريدك ان تباري الخيل وان تعمل في كبرياء الأردن. كف عن الطفولة واجمد.
فكر مثل ما انا بفكر .
الله يقودني للصلاة فتتغير افكاري في الصلاة، كما حدث مع آساف. أو يرتب لي لقاء مع شخص يغير لي افكاري كما حدث مع تلميذي عمواس. أو كما حدث مع دَاوُدَ عندما أرسل له الله ابيجايل.
** أحيانا بتبقى مشكلتنا مش وجود مشاعر سلبية ناتجة عن تفسير خاطيء، لكن الخطر الحقيقي هو غياب المشاعر الوحشة. كما في قصة دَاوُدَ عندما جاء اليه ناثان النبي، بعد اكثر من عام، وواجهه بما فعل (جريمة زنى وقتل) وقال له "انت هو الرجل". فجأة اتغيرت المشاعر وقال "أعوم سريري بدموعي". هو ده الصح.
فمرات نحتاج ان ينعم الله علينا بمشاعر مؤلمة عندما تكن قراءتنا للواقع صحيحة.
إدارة المشاعر بشكل صحيح - د. ماهر صموئيل - الكنيسة الانجيلية بمصر الجديدة