U3F1ZWV6ZTgxOTkyNDEzMzBfQWN0aXZhdGlvbjkyODg2MDk0Nzg0

دعوة للروحانية الحقيقة (1) - د. ماهر صموئيل



إجتماع صباح الجمعة. 11/ 10 / 2019
1كورنثوس 2 : 12 - 16
1) الانسان الطبيعى = النفسانى
2) الإنسان الروحى
- يحكم فى كل شئ . . وهو لا يحكم فيه من أحد
1كورنثوس 3 : 1 - 4
3) الإنسان الجسدى
1كورنثوس 14 : 37
عنوان العظة : دعوة للروحانية الحقيقة
ومن العنوان يمكن أن نستنتج شيئين :
(1) إنها دعوة - أدعوك . . أدعو من يسمعنى بغض النظر عن خلفيته الدينية . والعقائدية . والفكرية . . فالروحانية حق ونصيب للجميع .
(2) هناك تحذير . . أحذر . . فعندما أقول (الحقيقية) . هذا يعنى أن هناك (مزيفة)
إن شغفى وإخلاصى وحبى للنفوس فى تقديم الدعوة أن يختبروا عمق وغنى وروعة الحياة كروحى حقيقى . . ذات قدر شغفى وحبى وإخلاصى للتحذير من الروحانية المزيفة .
ولأفعل ذلك . . سأجاوب على ثلاثة أسئلة ( ماذا / لماذا / كيف )
(1) ماذا . . ما هي الروحانية الحقيقية ؟
(2) لماذا نتكلم عن الروحانية الحقيقين ؟
(3) كيف أصل إليها وأحققها ؟
لأنجح على الإجابة على السؤالين الأولين . . سأوجه حديثى إلى 6 فئات رأيتهم وعاشرتهم فى المجتمع المصرى :
- الفئات الستة سأوضح موقفهم من الروحانية الحقيقية . ..ثم سأوجه رسالة لكل فئة
1- المحتقرين للروحانية الحقيقية . . إنهم يحتقرونها
2- المتجاهلين للروحانية الحقيقية
لا يحتقرونها . . لكنهم لا يحتاجون اليها . . قد تكون موجودة . . قد تكون نافعة للبعض لكن "أنا سعيد . . أنا لا أشعر بإحتياجى لما تتكلمون عنه "
3- المؤجلين للروحانية الحقيقية
إنهم مَلُوا من اختبارهم المسيحى الجامد الميت . . انهم يشعرون لسنوات طويلة بعدم الثمر . . (العقم الروحى) - لكنهم لا يصرخون مع ابراهيم . . " ماذا تعطينى وأنا ماضى عقيما "
لقد تكيفوا مع العقم الروحى - على أنهم لم يحتقروا الروحانية ولا يتجاهلونها لكنهم يؤجلونها
ولسان حالهم : غالبا بس نخلص من مسألة الجواز . . والشغل . . والعيال وهما صغيرين . بعد كده ها نفضى ونبقى عندنا وقت ندخل بقى فى الحاجات الحلوة اللى انتوا بتتكلموا عنها . اللى هى ( الروحانية الحقيقية )
الصلاة - التلمذة - الخدمة . . وكل الحاجات الحلوة دى . . أنا مستعد . بس فى الحقيقة يعنى إنتوا عندكم وقت وفاضيين تعملوا الحاجات دى . لكن أنا راجل مطحون . عندى شغلى ، وعيالى ، وعندى بيت وأسرة ، وعندى تدريب السباحة والرياضة بتاعة العيال ، وعندى الدروس الخصوصية . ورايح أوصل ورايح أجيب . . .
فأنا بهنيكم إنكم عندكم وقت للروحانية الحقيقية . لكن أنا لسه قدامى شوية .
4 - فئة الجائعين للروحانية الحقيقية - لكنهم لا يعرفون طريقهم إليها
انهم فئة غالية على قلبى جدا . . وأصلى دائما لأجلها.
انهم يتكلفون الكثير . . ويعانون الكثير لكى يروُّا عطشا داخليا عميقا فى أرواحهم . . لكنهم لا يجدوا الطريق .
لقد أحيطوا بأسوار عالية . أغلقت عليهم الطرق . وأغلقت عليهم الأبواب . . وأصبحوا ضحايا لتفسيرات خاطئة لهذا العطش .
فأحيانا يغرقوا فى أمور مادية . .
وأحيانا يغرقوا فى ممارسات دينية . .
لكن الأمور المادية لن تروى عطشهم . والممارسات الدينية التى بالغوا فى ممارستها . . تتركهم أكثر عطشا
انطبق عليهم قول الرب يسوع :
" كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا "
سواء كان ماء الملذات أو ماء الدين -- سأتحدث الى هذه الفئة لعل صوتى يصل اليهم فى أماكنهم .
5 - فئة المشوهين للروحانية الحقيقية
وسأطرح ثلاثة نوعيات من التشويه أصابت الروحانية الحقيقية . .
- هؤلاء اللذين اختزلوها إلى معلومات وعقائد
- وهؤلاء اللذين اختزلوها إلى احاسيس ومشاعر
- وهؤلاء اللذين اختزلوها إلى ممارسات روتينية ميتة
لابد أن أتحدث بإتضاع إلى أحبائى هؤلاء . لأنى كنت واحد من هؤلاء
أتحدث إلى هولاء راغبا بإتضاع وبصلاة أن يستفيقوا . . لأن الكتاب يقول : " إن كان أحد يحسب نفسه روحيا "
هذا يعنى أن هناك البعض قد يحسب نفسه روحيا وهو ليس روحي بالمرة - بل قد يكون مشوها للروحانية وهو يظن أنه (روحانى) . . وهذه كارثة
6 - فئة المحبطين من الروحانية الحقيقية
اتحدث لأبنائى من الشباب المحبطين من الروحانية . . الذين تم وعدهم وتم خلق الحلم فيهم بالروحانية الحقيقية . . لكن من وعدوهم تركوهم فى نصف الطريق . ولم تتحقق أحلام هؤلاء الشباب .
عاشوا شهورا ، سنينا . . عاشوا أحداثا كثيرة . جعلتهم يتوقعون الكثير . . وعندما لم يحدث ما توقعوه . ولم يتم ما حلموا به . احبطوا - وكان احباطهم ثقيلا . . لدرجة أنه طوح بهم :
- إلى المادية
- إلى ترك الكنائس
- إلى الشك فى الكتاب المقدس
- إلى الشك فى الإختبار المسيحى ككل
لأننا أخذناهم فى موجات عنيفة من الوعود ولم نرسم لهم الطريق . . فتركناهم فى حالة احباط .
المشكلة أن هؤلاء لا يعودون ليواجهوننا . . إننا نلتقى بهم فى أماكن غير الكنيسة . لأنهم نفضوا أيديهم من الكنيسة
إنهم لا يعودوا إلينا ليعاتبوننا . لأن لديهم مرارة منا . قد تركوا الكنائس ، تركوا الاختبار المسيحى فى حالة إحباط شديد . لأنهم شعروا أننا كنا نخدعهم . وعدناهم بروحانية حقيقية . . ولم نصل بهم إليها .
هذه هى الفئات الستة التى سأوجه اليها حديثى فى هذه المجموعة من العظات . .
وفى كل حديث لهده الفئات الستة سأوضح :
- ماهية ( الروحانية الحقيقية ) بالمقابلة مع ما فهموه . .
- وما أهمية الروحانية الحقيقية بالنسبة لهذه الفئة بالذات .
- ثم فى النهاية سأقدم لنا جميعا ولكل الفئات : كيفية الوصول للروحانية الحقيقية
سأقدم إجابة مختصرة للثلاثة أسئلة : ربما هذه الأجوبة تتوسع فيما بعد . وسنتناولها بأكثر تفصيلا فى الاجتماعات القادمة .
( 1 ) ما هي الروحانية الحقيقية ؟
هذا تعريف إجرائى مختصر . . ليس شامل ، ليس كامل . لكن لمجرد البداية
-- الروحانية الحقيقية :
من وجهة نظرى . كما أتعلم من الكتاب على قدر فهمى هى . .
اختبار باطنى سري
اختبار فى الداخل . فى اعماق قلب الانسان
- انه أعمق جدا من أن يكون قناعة عقلية
- وأعمق جدا من أن يكون ثورة شعورية
ان الروحانية الحقيقية هى ( اختبار ) . . هى ( خبرة روحية ) . . لا يمكن أن يكون الشخص قبلها كما كان بعدها.
انها خبرة لا تغير معتقدات الإنسان . . لكن تغير كينونة الإنسان
الرسول بولس وضع ( الروحانى ) ليس فى مقابل ( الجاهل ) . لكن فى مقابل ( الطبيعى )
الانسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله . لأن أمور روح الله بالنسبة لهذا الشخص - جهالة
لا يقول : أن الشخص الطبيعى جاهل .
لكن يقول : هذه الأمور الروحية التى تقدم له . هو يراها جهالة - لماذا . . ؟
لن هذه الأمور يحكم فيها روحيا . .
انها تحتاج إلى جهاز إستقبال روحى يتم زرعه فى كيان الشخص . به يصبح الشخص غير طبيعى
الإنسان الطبيعى عكس الروحانى (هو غير طبيعى / أو للدقة : هو فوق الطبيعى super natural)
الاختبار المسيحى . . ليس عقائد تقدم للعقل - مع أهمية العقيدة .
لكن الاختبار المسيحى ليس مجرد معلومة للعقل
الاختبار المسيحى : يقينا يخلق حالة من السلام العميق الداخلى . .
- سلاما يجعلنى أقوى على مواجهة ظروف الحياة . .
- سلاما يجعلنى قادر على أن أتعامل وأعيش فى عالم ساقط وأرضه تنبت كل يوم "شوكا وحسكا"
- سلاما عميق يجعلنى قادر أن أتحمل عبء الأسئلة غير المجاب عنها . والتى أقابلها بالعشرات كل يوم
- سلام عميق . . أعمق جدا من سطحية السعادة . والاستمتاع
الاختبار المسيحى :
- لا يختزل الى عقيدة ومعلومة . .
- لا يختزل إلى مشاعر واستمتاع ونشوى دينية ،
- وهو أيضا لا يختزل إلى مجموعة ممارسات .
فى الاختبار المسيحى الحقيقي هناك :
( العقيدة والشعور والممارسة ) . . لكنه ليس مجرد هكذا.
إنه إتحاد سرى باطنى
- كلمة "سرى" لا اتحرج من استعمالها . لأنه غامض لا يمكن فهمه .
- وكلمة " باطنى " لا اتحرج من استعمالها . . فالروح القدس استعملها عندما قال : " تتأيدوا بالقوة فى الإنسان الباطن "
فهو ليس فى المستوى السطحى للانسان على ( العقل ، أوالشعور ، أوالسلوك ) - لكنه أعمق من هذا جدا
فهو اختبار باطنى سرى . . يجريه الروح القدس . . انه يحتاج الى عمل الهى معجزى . .
لا يستطيع إنسان أن يحدثه فى نفسه . ولا يستطيع انسان أن يحدثه فى انسان . .
إنه عمل يجريه الروح القدس . . وبهذا العمل (يدحد) يوحد ، يلصق النفس بيسوع المسيح .
عبر عنه (سبرجن) فى اختباره عندما سؤل عن اختباره : كيف قبلت المسيح ؟
قال : نظر الي . . فنظرت إليه . إلتقت عيوننا . . صرنا واحد .
قال عنه يسوع للتلاميذ :
" فى ذلك اليوم ستعلمون أنى أنا فى أبى وأنتم فيا وأنا فيكم " - (سري)
كيف نفهم هذا الكلام . . ؟ لا يفهم . . بل يُختَبَر
إنه عمل يجريه الروح القدس . . به يدحد النفس بالمسيح .
انه عمل ( نعمة ) بحت . . يُقبَل بالإيمان
عمل( نعمة ) بحت . . لا فضل للإنسان فيه . . لا استحقاق للإنسان له . .
انه من مجرد عمل ( نعمة الله )
- من لا يشعرون بإحتياجهم للنعمة . . لن يستمتعوا قط بهذا الإختبار
- من يظنوا فى أنفسهم استحقاق أو كفاءة . . انهم يعلنون استغنائهم عن ( نعمة الله )
- أما المساكين بالروح ، الخطاة الشاعرين بعدم الاستحقاق ، وبالعجز (الإثنين معا : لا استحق . . ولا أقدر ) خاطئ يحتاج إلى نعمة الله " بالنعمة أنتم مخلصون "
ان هذه العطية ( عطية الحياة ) التى تخلق الاختبار المسيحى الحقيقى . يجريها الروح القدس . لكن بناءا على رغبة الإنسان .
استكمل التعريف ( الروحانية الحقيقية ) :
( هى اختبار داخلى ، سرى يجريه الروح القدس فى داخل النفس الإنسانية. به يدحدها بالمسيح الذى مات وقام . وهو عمل نعمة بحت يجرىبناءا على رغبة قلب من يطلبها . ثم يستمر الروح القدس طوال العمر فى تطوير الإنسان الباطن لهذا الشخص . من خلال التلمذة . . ليكون الشخص مشابها للمسيح )
إن الروح القدس أطلق الاختبار المسيحى الروحانى الحقيقى . ليعطى حياة المسيح للشخص . لكن لا يتركه . بل يطور فيه ليجعله نسخة من المسيح
لكن نلاحظ :
- فى الجزء الأول : الأمر يعتمد على رغبة الشخص
- والجزء الثانى : الأمر يعتمد على جهاد الشخص .
لكى يستمر الروح القدس ليطور فيك لتكون مشابها للمسيح . . عليك كشخص دبت فيه الحياة . أن لا تجلس ( عواطلى / نايم / كسلان ) لأنك بقيت حي.
وبعد أن نلت الحياة عليك أن ( تقوم وتعمل ) - " وأنتم باذلون كل إجتهاد "
( دالس ويلارد) له تعريف مرعب . يقول :
نحن كإنجليين خلصنا بالنعمة . . وإتشلينا بالنعمة
لأننا فهمنا ان (النعمة) مقابل (الجهاد) . .حاشا
(النعمة) مقابل (الاستحقاق)
وبعد أن أحيانى بالنعمة . . المطلوب منى ( أجاهد )
يبدأ العمل لخلق ( الروحانى الحقيقي )
بعمل منفرد من جانب الروح القدس - معتمد على رغبة الإنسان
لكنه يستمر لتطوير الشخص ليكون مشابها للمسيح - بناءا على عمل مشترك بين الروح القدس وبين الإنسان
( 2 ) لماذا نتكلم عن الروحانية الحقيقية ؟
أذكر بعض الأسباب سريعا :
أولا : لإنقاظ الكنيسة المعاصرة من الجفاف والموت والقضاء
- الجفاف الروحي الذى نشكو منه . . أحيانا نحاول أن نتغلب عليه بشئ مصطنع . لنوهم أنفسنا أننا لسنا فى حالة جفاف . . والدليل أنه بمجرد إنفضاض الواقع المجتمعى . . ( كل واحد يذهب فى حاله ) . . ترجع ثانية حالة الجفاف .
- أما الإرتواء الحقيقى . . لا يعتمد على وجودى وسط الجماعة . وإن كان ينتعش بوجوده وسط الجماعة بسبب عمل المشاعر .
لكن المسيح يقول : " من آمن بي كما قال الكتاب . " تجرى من بطنه أنهار ماء حي " - ليس فى الإجتماع . لكن كواقع مستمر .
- القضاء . . إن كنيسة كورنثوس أهملت الروحانية الحقيقية . فكثر فيها من يزنون ويرتكبون الشر . فحدث فيها الآتى :
فيكم كثيرون مرضى وكثيرون ضعفاء . . وبولس يقول " أن إبتداء القضاء من بيت الله أولا"
فإذا كان منا . فما هى نهاية من لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح.
اننا نحتاج للعودة إلى ( الروحانية الحقيقية ) لكى لا يكثر عدد الجسديين الذين يرتكبون شرورا . فيعرضون أنفسهم وكنيسة الله ( للقضاء)
وإذا كنت تظن أن الرب كف على أن يكون قاضيا . فأنت تحتاج إلى تصحيح اللاهوت الذى تعيش به .
الرب صار (مخلصا) . لكنه لم يكف على أن يكون (قاضيا)
دفع إليه كل سلطان . . والآن لن يدين أحد بل أعطى كل الدينونة للأبن . وعندما يأتى يسوع " سيجازى كل واحد "
أنى أحبك يا سيدى . . أحبك كمخلص . . لكن اسمح لى أن أقول لك . أنى أسقط أحيانا عند رجليك كميت . كما فعل يوحنا
أخافك وأخشاك . . لن يكون عمق صداقتى بك .كعمق صداقة يوحنا بك . . فهو الذى إتكأ فى حضنك. لكن هذا الذى تمتع بهذه الصداقة العميقة . . سقط عند رجليك كميت عندما رأك فى مشهد قضائك . راءه فى وشاح القضاء متزرا عند ثدييه .
وكأنه يقول : رأيتك أخر مرة متزرا عندحقويك لتخدمنى.
لكنى الآن أراك : عيناك كلهيب نار . ومتزرا عند ثدييك . . وهذا هو وشاح القضاء
ويسوع هو الماشى وسط المناير السبعة . . مرتديا وشاح القضاء وعيناه كلهيب نار . ليقول لكل واحد . "انى عارف أعمالك"
إذا لإنقاذ الكنيسة من القضاء نحتاج إلى ( الروحانية الحقيقية )
ثانيا : لإتمام الإرسالية المسيحية نحتاج للروحانية الحقيقية ( كملح ونور ) لبلادنا العطشانة جدا جدا جدا للحق
ذهبت لبلاد كثيرة . لكن لم أجد بلد أكثر من بلدى عطشانة للحق . .
الناس عطشانة للحق . .
لكن الناس تريد أن ترى الحق فى أشخاص . .
تريد أن ترى الحق مترجم إلى حياة
الناس تريد أن تقترب إلى انسان فتشعر أنه حقيقى . . لكى تستجيب للحق الذى يقوله.
والناس عندها حساسية قوية جدا . لما هو حقيقى ، ولما هو مزيف . . إلا فى حالة واحدة .
إن المزيف (يتغابى) لكى يقبل المزيف . . لأنه إذا بحث وفتش فى المزيف المعروض عليه . . سيضطر لمواجهة الزيف فى نفسه.
ولأنه لا يريد أن يواجه الزيف فى نفسه . . يقبل الزيف من أى شخص . . و يتعامى عن الزيف فى غيره . . لكى لا يواجه نفسه بالزيف الذى فيه .
عندما نرفض الزيف الذى فينا - وهذا يحدث فى الخارج . . هذا يحدث فى الشارع . . هذا يحدث من الشباب بصفة خاصة فى هذا الجيل بشكل مخيف ، يرفضون الزيف ، يرفضون الاستثمار فى الصورة المجتمعية . فيعطشون ويشتاقون للحق .
لكنهم يرديوا أن يأتى لهم الحق من أناس حقيقيين . وما أقلهم .
ثالثا : نحتاج للروحانية الحقيقية لإيقاف عمل إبليس
بولس كان مشغول جدا أن يذهب لكورنثوس بعصا
وقال لهم ذلك . . إنه ذاهب لكى يهدم
لأنه يقول أنه قلق عليهم " لأننى أرى أن الأكاذيب تترعرع " . . لكن أسلحة محاربتى ليست جسدية . لكنها قادرة بالله على هدم حصون . . " هادمين ظنونا "
ومن أين تأتى الأكاذيب والحصون والظنون ؟ إلا من إبليس - الرب ساهر على كلمته ليجريها . . وإبليس ساهر على كلمته وأكاذيبه ليبنيها
والرب لا يأخذ أجازة فى سهره على كلمته . . وإبليس لا يأخذ أجازة فى سهره على أكاذيبه . ليبنيها ويحصنها فى عقول الناس . . وعلى جنود المسيح أن يهدموا الأكاذيب
رابعا: نحتاج الى الروحانية الحقيقية لتصحيح صورة الاختبار المسيحى واللاهوت المسيحى . . وتنزيهه عن الخرافة
انه عار علينا أن يستقبل الناس حولنا الاختبار المسيحى ممتزجا بخرافات . .
خامسا: نحتاج إلى الروحانية الحقيقية لإنقاذ الشباب من المحبطين ومن المغيبين
فلدينا شباب مُحبَط . . ولدينا شباب مُغَيَب .
( 3 ) كيف أصل الى الروحانية الحقيقية ؟
أقول ثلاثة كلمات . .
1 - من خلال الشركة اللحظية مع الله
والكلمة الأولى اقتبسها من ( فرانسيس شيفر ) هذا المعلم الرائع قال : " أن الروحانية الحقيقية ليست مجرد عقائد أو عمليات ميكانيكية أو مشاعر وإنفعالات . . لكن هى الشركة اللحظية مع الله . .
from moment to moment "
أوضح وأقول : هذا الوجود المستمر فى حضرة الله
" حي هو الرب الذى أنا واقف أمامه "
إن إنسانى الروحى . . كيانى الروحى الحقيقي الداخلى . . بتنفصل عنه الكهرباء ، وبيطفى وبيذبل . . بمجرد الخروج من حضرة الله
إنه ينتعش ، وينمو ، ويستقبل ، ويعلم ، ويتعلم ، ويُعلِم ، ويحارب ، وينتصر . . . بقدر مكوثه ملتصقا أطول وقت ممكن فى حضرة الله
وأقول إذا قضى شخص عشرة ساعات . . و عشر ساعات ونصف النص ساعة ستحدث فرقا
إذا ضاعت منك فى اليوم نصف ساعة بعيدا عن الوجود فى محضر الله . . بتفرق
2 - من خلال التلمذة الكنسية الصحيحة
تلمذة ليست منفصلة عن الكنيسة . . بل تلمذة كنسية صحيحة
3 - من خلال التعليم اللاهوتى الصحيح . .
أعرف أن هذه الكلمة أصبحت ثقيلة على قلوبكم . . وأنا أعذركم . .
- لأنه مرات كثيرة قدم لنا (التعليم اللاهوتى) على أنه (معلومات) عقلية ، ميتة ، جامدة . . وليس لإشباع جوعنا الروحى إلى الله .
- لكن لم يصمم التعليم اللاهوتى ليكون هكذا إطلاقا . . ويوم ينفصل اللاهوت عن إشباع الجوع الداخلى . . مات اللاهوت
- التعليم اللاهوتى الصحيح نحتاج إليه بشدة
- واحدة من البركات فى العهد القديم التى كان الرب يعدهم بها هى : " عيناك ترايان معلميك " - " لا يغيب معلموك بعد . . "
انها كارثة عندما يغيب المعلمين الحقيقين
هذا هو الإطار الذى سنتكلم فيه . . وأعتقد أن هناك رسالة وصلت من خلاله. . حاولت أعرض المنهج . . وما الذى سأحاول أن أقدمه .
والآن سأذكر بعض الخبرات الشخصية التى حمستنى لهذا الموضوع . .
- الخبرة الأولى الشخصية :
وجدت نفسىفى الإسبوع الماضى نتيجة للقاءات واحتكاكات مختلفة أكتب هذه الكلمات فى مذكراتى :
" نحن نعيش كمسيحين فى مصر بين مطرقة العقلانية المزيفة وسندان الروحانية المزيفة . . فالطابع المادى لثقافة العصر أثر بشدة على بعض اللاهوتيبن والمعلمين المسيحيين . . وجعلهم يتصورون أن الروحانية الحقيقية هى ضد العلم Unscientific. . أو ضد العقلانية Rationality. لكن من الجانب الأخر يوجد إزدهار كبير بين الحالمين وبعض المرضى النفسيين . الذين قفزوا ليملئوا الفراغ ، ويحاولوا أن يقنعوا شعب الرب أن أحلامهم التى يتحلمونها . ( وهذه عبارة كتابية قالها الرب عن الأنبياء الكذبة على فم إرميا النبى أنهم : " يقصون أحلامهم التى يتحلمونها " )
وروءاهم النابعة من خيالاتهم إنما هى الروحانية الحقيقية . . وكانت النتيجة إنسحق شبابنا . إنسحقوا بين مطرقة العقلانية المزيفة التى كرهتهم فى الروحانية . وبين الروحانية المزيفة التى كرهتهم فى المسيحية .
وأعتقد أن هذا وجع أشكوه لربى . . وأشكوه لكنيسة الله . . وأشكوه لكل مخلص منا يهتم بحال شبابنا ويصلى من أجلهم . . لقد كادت كنائسنا تفرغ من الشباب على الرغم من أنى أشهد أن الشباب . لديه عطش غير مسبوق للأمور الحقيقية - هل نحسن إستثمار هذه السمة
- الخبرة الثانية الشخصية :
فى القرن السابع الميلادى - كتبت هذه الحكاية عندى سنة 2012 . .
كنت فى زيارة لأحد المعاهد فى جامعة أكسفورد . وكنت أزور المعالم والكنائس . . فزرت كنيسة اسمها : كنيسة المسيح
وقرأت قصة هذه الكنيسة . . قصتها ترجع إلى القرن السابع الميلادى . كانت هناك أميرة مسيحية اسمها ( فرايد سوايت) تعيش بجوار مدينة أكسفورد . . هذه الفتاة قررت أن تكون راهبة . وذهبت إلى مدينة أكسفورد . . بنى لها أباها دير هناك . . لم تكن هناك أكسفورد ساعتها . . ولكن بنى لها أباها ديرا وكانت هذه بداية لهذه المدينة العريقة . . ومكثت فى هذا الدير . وبعد فترة أشيع عنها أنها تصنع معجزات كثيرة . . فظن الناس على مدار سبعمائة عام . حتى وقت الإصلاح يقصدون ضريحها ومزارها . . وارتبط هذا الضريح والمزار بكثير من الخرافات كعادة الإنسان فى أى شئ. . وعندما حدث الإصلاح . كان بعض الإصلاحيون ثوريين ومتهورين . فهدموا هذا الضريح .رفضا لهذا الأمر . . لكن واحد من البروتستانت المتعقلين أخذ عظامها بكل احترام . . ووضعها فى كيس من الحرير ودفنها فى مكان آمن
مرت سنوات قليلة . وجاءت الملكة ( مارى تيودور) سنة 1550. وأعادت بريطانيا إلى الكاثوليكية مرة أخرى . وكانت أول شئ فعلته أمرت بإعادة بناء الضريح . وإنتقاما من البروتستانت . . فعلت شيئا غريبا . كان هناك رجل عظيم من إيطاليا ، كان من أوائل المصلحين . . اسمه ( بيتر مارتين) كان لاهوتيا رائعا ومعلما قديرا . . هرب من الإضطهاد إلى إنجلترا . وكان يخدم هناك فى أكسفورد ويعلم فى جامعاتها العريقة . وكانت إمرأته إنسانة قديسة اسمها (كاترين) كان عملها أن تدور على الحوامل تساعدهم فى الولادة لكى تنقذهم من الموت . لأن كثيرات كن يمتن أثناء الوضع . . صارت كاترين مشهورة بمحبتها وتشبهها بيسوع . وعندما ماتت دفنوا عظامها بإحترام كبير . . لكن الملكة مارى . أخرجت عظام هذه القديسة فرايد . ودفنتها فى روث البهائم . . فقام نفس هذا الرجل . . وأخلط عظام المرأتين . . ووضعهم فى الضريح . . وكتب على الضريح عبارة موجودة حتى الآن :
" هنا ترقد الديانة مع الخرافة "
عندما قرأت هذه العبارة سنة 2012 . . ونحن نتذكر كيف كانت الأحداث فى مصر فى هذه السنة . أعجبت بهذه العبارة وقلت :
أن هذه العبارة هى أروع وصف لبلدى. . بلدى فيه تُرَعرَع وتَتَرَعرَع وتسكن بعمق وتعشعش بقوة ( الديانة مع الخرافة )
-- من 15 سنة . . ليس لدى إحصائيات جديدة
- كان إنفاق المصريين على الخرافة 10 مليار جنيه - لك أن تتخيل هذه السنة
- لدينا دجال رسمى (مشعوذ رسمى برخصة) لكل 240 مواطن - لك أن تتخيل المأساة التى يعيش فيها الشعب
- لدينا أساتذة جامعات على أعلى مستوى أستاذية سنين هذا عددها . . يذهبون لفك العمل عند الدجالين والسحرة والمشعوذين . . وألتقيهم أنا شخصيا .
نحن شعب غارق فى الدين ، وغارق أيضا فى الخرافة
وأرجوا أن نتنبه هنا . . إذا كانت الخرافة ثقافة . وخلط الدين بالخرافة mindset تركيبة عقلية . .
فنحن صناعة هذه التركيبة شئنا أم أبينا .
لكننا نشأنا فى هذا المجتمع . . ورغما عنا تتكون عقولنا بثقافته
والمشكلة أن الخرافة عندما تأتى من وسط مسيحى . ستأتى بثياب مسيحية وتحت عناوين مسيحية . . وما أوسع الفرصة لمن يريد أن يكسو الخرافة بأسماء مسيحية . .
ولأن الاختبار المسيحى كما قلت يقوم على عمل سري وغامض بالروح القدس
لا نستطيع أن نخضع الاختبار المسيحى بكل سموه وعظمته للتجربة المعملية. لكنه اختبار يجريه الروح القدس - ولهذا يقفز أصحاب الخرافة ويجدوا الفرصة سانحة .
حين يخرج شخصى ويدعى شيئا كاذبا . . ليست هذه هى المشكلة . . لكن المشكلة هى فى من يصدقه
فالمشكلة ليست فى مريض عقلى . . أو فى شخص نرجسى يتصور عن نفسه ما ليس فيه . . هؤلاء كثر . وموجودون فى كل عصر ، موجودون فى كل مكان بنفس النسبة العالمية ، موجودون فى كل الديانات بنفس النسب . لأنهم بشر معرضين لأى إضطراب كيميائى يصيبهم بهلاوس أو بنرجسية مريضة تجعلهم يتصورون عن أنفسهم أشياء كبيرة لا يوجد أى مبرر ها . . فيجدون فى بعض التعاليم المسيحية سندا ، وعضدا يبرر لهم نرجسيتهم المريضة وشعورهم الوهمى بأنهم شئ. .
لكن المشكلة ليست فى هؤلاء . . هؤلاء أحباء ينبغى أن نحتضنهم ونعالجهم . .
لكن المأساة فى العقول التى تكونت فى مدارس لم تتعود على العقل النقدى . .
وعقول تكونت فى حضن ثقافة مملوءة ومشبعة بالخرافة .
عندما يأتيها هذا المريض تتضعه على الرؤوس والأكتاف . . هذه هى الكارثة
أصبحنا اليوم نعانى من الكثير من الخرافات . والكثير من المرضى الذين يقفزون إلى الصفوف الأمامية ليقودوا شعب الرب إلى الخرافات .
أحتاج إلى من يفصل العظام . . عظام الديانة عن عظام الخرافة
نحتاج إلى من يتحمل هذا العناء . .
نحتاج إلى أن نقوم ونبنى . . ولا نكون فيما بعد عارا . .
نحتاج أن نواجه مسئولياتنا بصدق أمام الله . . وأمام إخواتنا . وأمام شبابنا وأولادنا . . وأيضا أمام الناس الذين إإتمنا الله عليهم . . لكى نصل إليهم بكأس ماء بارد ليروي عطشهم .
قبل الختام . .
أبدأ برسالة لأخوتى المحتقرين للروحانية الحقيقية
ربما يكونوا قد صدقوا رسائل تصل إليهم من هنا وهناك : أن الروحانية الحقيقية لا تتفق مع روح العصر ، لا تتفق مع العلم ، لا تتفق مع الواقع الذى نعيشه فى القرن الواحد والعشرين . .
أقول لإخوتى هؤلاء : أرجوكم إستفيقوا.
إن إحتقار الروحانية فى هذا العصر هو أثر قد إندثر . . هو بقايا عصر الحداثة الذى ولى وفات . .
إن الفلاسفة الملحدين هم أول من أدرك كارثة جعل العلم ضد الروحانية . . كارثة الفصل بين العقلانية والروحانية .
لقد مضى عصر الحداثة . . وجاء عصر ما بعد الحداثة . .
هناك إقتباس قرأته هذا الصباح لشخص عالم فزياء - فى أبريل 2018 نشرت مجلة.
BBC Focus on Scince. مجلة محترمة
نشرت مقالا لكاتب يدعى (آلان لايتمان) . . بعنوان : الحقيقة والإيمان - Fact and Faith
لماذا العلم والروحانية لا يتعارضان . . هذا هو موضوع مقاله.
يصف فى مقاله خبرة روحية مر بها فى لحظات تأمل عميق . . وهو بيصيف فى جزيرة معينة فى المحيط . . يذهب بالقارب الخاص به . وبيوصل . ثم يجلس فى هذه الجزيرة . .
فذهب فى ليلة كانت السماء صافية ومليئة بالنجوم . . فوصف ما حدث له فى هذه الليلة . يقول بعد هذه الخبرة :
" أعمل فى الفزياء لسنين كثيرة . . وتبنيت طوال عمرى رؤية علمية جامدة للكون . أعنى أن الكون يتكون فقط من المادة ولا شئ أكثرمن ذلك.
وأن الكون تحكمه فقط مجموعة صغيرة من القوى والقوانين. إلا أننى بعد هذه الخبرة الروحية التى إجتزت فيها . . بعد كل هذه السنين . .. فهمت قوة جاذبية العالم الروحى . . والعالم المادى . . هذا الشئ الذى يحيط بنا . ..هذا الشئ غير المتغير الأزلى الأبدى المقدس . . لكنى وفى نفس الوقت وقد يبدوا هذا تناقض منى ولكن هذه حقيقتى لم أزل عالما فزيائيا ولائى وإلتزامى هو بالعلم . ولذا يمكننى أن اسمى نفسى الآن. Spiritual Atheist ملحد روحانى . . والسؤال الآن الذى علي أن أجيب عنه . . هل يمكن أن أوفق بين العلم والروحانية . الشئ الوحيد الذى أنا أصبحت متيقنا منه هو أن العلم والايمان وجدا فى هذا العالم لكى يبقيا معا . بل ربما أتصور أن الإختلاف والتمييز بين مادية العلم المادى ولا مادية العالم الروحى لا هو أعمق جدا من العلم والدين . إنه يتغلغل فى عمق تعقيد ثنائية اللاوجود الإنسانى . . فنحن فى الحقيقة مثاليون وواقعيون ، حالمون وبناءون ، خبراتيون وتجاربيون
experiencers and experimentce.
أى نعيش بالخبرة وفى نفس الوقت نعيش بالتجربة . إن توقنا العميق الداخلى للعالم الروحى . وإلتزامنا فى نفس الوقت بالعالم المادى . يعكس توترنا الذى لا مفر منه . ونحن نحاول أن نعى أنفسنا. ونعى العالم من حولنا . أنى أجتاز الآن هذه الرحلة المضنية بنفسى . إن الطريق متعرج وشاق . وحدوده أحيانا واضحة ، وأحيانا تختفى فى الضباب . . بل وتبدو الرحلة أحيانا . . رحلة من المتناقضات . . لكنها فى النهاية هى مكون اساسى لكى تكون إنسان "
هؤلاء هم الجائعين للروحانية . . هؤلاء هما اللذين حولنا بمئات الآلاف . إكتشفوا هذا العطش الداخلى لشئ روحى .
وكل ما يعطش حد يسقيه سمٌ . . حد يعطيه كذبا . . وملذات . . حد يلهيه . . لأننا منفصلين عن هؤلاء .
لكن رسالتى للأحباء الذين إحتقروا الروحانية . وظنوا أنها تتعارض مع العلم والعقلانية . . أقول لهم :
إن جيلكم قد إندثر من الستينيات . وأصبح العالم الآن فى مرحلة جديدة . يفكر بالروحانية بشكل أعمق ، وتأسست مراكز فى أكسفورد وكامبردج. لكى ما تدرس علاقة العلم بالإيمان .
لا تتمسحوا فى العلم . فزمن التمسح فى العلم لرفض الروحانية . زمن بالى ، قد ولى من قديم . .
كيف تتمسكون بهذه العصرنة التى ترفض الروحانية الحقيقية .
وأقدم خلاصة أقول فيها :
إن الروحانية الحقيقية هى دعوة لنا جميعا .
ليست مطلوبة من بعض الناس فقط . . الروحانية الحقيقية ليست حكرا على ناس وناس لأ .
الروحانية الحقيقية ليست مستوى روحى عالى يميز بعض المسيحيين . بل هى الهوية الجديدة لكل مسيحى حقيقى
قد نختلف كمسيحين حقيقيين أحدنا عن الآخر فى مقدار العيشة كروحانيبن . ومقدار الروحانية فى حياة المسيحى يقدر بالمساحة المتاحة للروح القدس فى حياتى . كما يظهر من خلاله المسيح .
أو بلغة أخرى
أنت روحانى ليس بقدر مواهبك الروحية . . ولا بقدر معرفتك الكتابية . . ولا بقدر خدماتك الكنسية.
أنت روحانى . . بقدر ظهور المسيح فى حياتك .
أنت شخص روحى . . بقدر ظهور الروحانى فيك .
قيل : " ليس الروحانى أولا بل ترابى "
من الروحانى . . ؟ يسوع المسيح . . الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق . . هو المنحدر لها من المسيح
أنت روحانى . . بقدر تغير أخلاقك لشبه المسيح
أنت روحانى . . بقدر مكوثك فى حضرة الله . نتغير الى تلك الصورة عينها
أنت روحانى . . بقدر تمييزك الروحى . .
" لأن الروحى يحكم فى كل شئ "
- ماذا يعنى . . يحكم فى كل شئ ؟
يحكم : لا تعنى أنه يصدر أحكام . لكن يميز
فهو يصدر أحكام . وليست إدانة . . بل يُكَوِن رأي فى الشئ الذى أمامه .
اعرف أن الكتاب يعد أن الروحانى يحكم فى كل شئ
الإنسان الطبيعى . . يحكم فيما هو طبيعى .
لكن لا يعرف أن يحكم فيما هو روحى .
أما الروحى . . فهو يحكم فيما هو روحى ، وفيما هو طبيعى .
حتى ولو كان هو لا يحكم فيه من أحد . . بمعنى لا أحد يعرف أن يميزه . .
لكن لأنه شخص روحانى . . الله يعطيه بصيرة يعرف القرار الصح فى الوقت الصح . .
يفهم من حوله . يعرف أن يميز . .
وعلى قدر ما ننمو فى روحانياتنا . . على قدر ما تتصحح أحكامنا .
الروحانى هو . . روحانى
- بقدر ظهور المسيح فى ( كلامك ، وأفكارك )
- فى ( مشاعرك ، وأعمالك )
- فى ( توجهاتك ، وأخلاقك )
- مع نفسك ، ومع أسرتك . . مع إخوتك ، وزملاءك فى العمل . . فى الكنيسة ، وفى الشارع . . فى الخدمة ، وفى السوق .
اننا نحتاج إلى مشابهة المسيح فى كل شئ . . هذه هى الروحانية الحقيقية . . وهى نهر سباحة لا يعبر .
أذكر فى مرة حدثت معى حادثة . وكتبتها فى مقالة .
كنت فى أمريكا . وكان من الضرورى أن أذهب لزيارة شخص معين . وكان على بعد ميل من المكان الذى كنت فيه . . يعنى 160 كيلو متر
وهناك شخص مشكورا تطوع وتبرع أن يوصلنى . . وكان الوقت ليلا . وأخبرنى القس أن فلان هذا سيوصلنى .
فأخذت القس جانبا وأخبرته اننى لا أريد هذا الشخص . .
فتساءل القس : لماذا . . ؟
قلت : لست مرتاحا . انطباعى الأولى عنه إنه ممكن يضيعنى
قال : غريبة . . هل ركبت معه من قبل . . ؟
قلت : لا . . لكن فى هرجلة فى الشخصية تقلقنى قليلا. أريد شخصا أخر
قال : لا يوجذ غيره . واحمد الرب إنه سيوصلك
طبعا حمدت ربنا وقبلت
بعد 140 ميل لم نصل إلى أى مكان . . وسألنا على الطريق المعين . .
فقالوا لنا : انه هو الطريق ولكن فى الاتجاه المعاكس
لك أن تتخيل 140 ميل فى الاتجاه المعاكس . . أنا محتاج أرجعهم تانى . . وبعدين 100 ميل علشان أذهب إلى المشوار الخاص بى . . وبالطبع لم أذهب إلى أى مكان . . ضاع اليوم .
أتذكر جيدا أننى فى الليل . . بعد أن سامحت هذا الشخص . . كتبت مقالة طويلة
لقد رجعت حزين . . لأنى أضعت 4 ساعات فى اتجاه خاطئ . . ما رأيك إذا كانوا 4 أيام . . 4 شهور . . 4 سنين . .
أنا بصدق القلب أترجاك أن تقف وتسأل نفسك :
هل أنت تسير فى الطريق الصحيح . . أم الخطأ ؟
لحظات الندم على العمر اللى بيضيع . ليس هناك شيء يعوضها .
ولو انتهى العمر . واكتشفت إنك بتقوله يارب . . يارب . . أليس باسمك حضرنا إجتماعات ، ومؤتمرات ، ورنمنا ، ووعظنا ، وخدمنا . .
وبعدين تسمع أسف . . . إحنا لم نتقابل قط. " حينئذ يصرح لهم . . انى لم أعرفكم قط " .
اخوتى الأحباء أدعوكم إلى حياة غنية فى الداخل . . إذا كنت تشتاق الى مياه سباحة لا تعبر . . إذا كنت تشتاق إلى أنهار ماء حي تجرى منك . . ده موجود ، وحقيقى . . كلام يسوع المسيح " من أمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي "
وغريب أن يسوع يقول " كما قال الكتاب " . .
وكأنه فى هذا الجزء يقول : أنا أقول . والكتاب أيضا يقول .
إنك تعيش غنى . . تعيش مندى . . تعيش فى سلام . . تعيش صلب وبقوة تواجه الصعاب . . تعيش روحانى حقيقى يميز ويحكم ويتغير ويتطور إلى تلك الصورة عينها . . تعيش لتتمم رسالتك
هذا هي دعوتى لك . . دعوة للروحانية الحقيقية
سأوجه خطابى فيما بعد لكل فئة على حدا . راجيا أن يقبلوا هذه الدعوة .
اسمع دعوة المسيح فى يوحنا 7 " إن عطش أحد . . فليقبل إلى ويشرب " - هذه هى الدعوة للروحانية الحقيقية .
إن عطش أحد . . عطشان للروحانية . . عطشان للخروج من الموت . .
كانت نبوة قديمة عن نهر ينبع من الهيكل . . نهر يذهب إلى بحر الموت فيبرأه . . بمياه تخرج من تحت عتبة البيت . من جنوب المذبح .
" ثم أخرجنى من طريق باب الشمال ودار بى . وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن "
اليوم ليس لدينا هيكل . . لكن لدينا يسوع . . أمين
ِإن الهيكل الموعود به ، منه تخرج مياه نهر . . والنهر يتدفق الآن . ليس من عتبة هيكل . . لكن من المسيح الذى مات وقام . .
تجرى المياه وعند خروج الرجل . والخيط بيده . قاس آلف ذراع وعبرنى . والمياه الى الكعبين . .
ثم قاس آلف وعبرنى . والمياه إلى الركبتين . .
ثم قاس آلفا وإذا بنهر لم أستطع عبوره . .
لأن المياه طمت . . مياه سباحة ، نهر لا يعبر . .
هذا هو يسوع . . مياه طمت ، نهر لا يعبر
قوله : خد . . وقيس . . وعبرنى . . ودخلنى . . إروينى . . خلصنى من الأوهام والأكاذيب .
لقد اشتقت إليك . . اشتاق أن تروى عطشى . . كرهت الوهم . . كرهت الكذب . . كرهت كل ما هو مادى وجامد لا يحمل لمستك ولا عبيرك . . اشتاق إليك فى الأعماق
ليس معلومة فى عقلى . . ولا احساس ينطفى . لكن خبرة تتجذر فى أعماقى . . حضورك يا سيدى . يتغلغل فى أعماقى وينتشر . فتصبح عيناى ترى بعينيك . . وإذناى تسمع بأذنيك . . بل وتصبح أحشائى هى أحشائك . فأروى الظمأنين بمياه تجرى من بطنى
بحبك يا يسوع . . ومشتاق عليك . . أنت الخبز . خبز الله للجياع للروحانية الحقيقية . .
وأنت الماء الحي الذى ارسله الله إلينا بالروح القدس لكى لا نبقى فى أرض العطش والموت .
افتح عينك على يسوع . واسعى اليه . . هو الهيكل . من جنبه المفتوح يجرى نهر الروحانية الحقيقية
يسوع يلمس . . يسوع يُحس . . يسوع يؤكل . . ونُطعَم عليه . .
الروح القدس ينتظر الرغبة الحقيقية . . " تركت جرتها ومضت تقول لمدينة بإكملها . ..وجدته "
تذهب لبيتك اليوم . . وأنت تقول أيضا " وجدته "
إذا إنهارت قيامة المسيح . . إنهارت المسيحية
المسيح قام . . حقا قام - نحن نتعامل مع مسيح قام . وبما أنه قام فهو حي وموجود بيننا الآن . . أمين
أنا بكل ذرة فى أعماقى أؤمن أن يسوع قام ، وأنه موجود بيننا الآن
كلنا صرخنا وقلنا له كلمات هذه الترنيمة . . مشتاق لعملك في . . محتاج للمسة قوية . . المسنى يايسوع
عايز أسأل سؤالين :
- هو يقدر يعمل إيه . . ؟
هو عمل كتير ، وبين على مدار التاريخ . . إيه اللى بيقدر يعمله . . يعرف يعمل أمور عظيمة فى أعماق الإنسان . .
- جعل شخص " ينفث تهددا وقتلا " يصبح أعظم رسول .
- إلتقى السامرية مرة . . جاءت بمدينة إليه . .
يسوع عظيم وعجيب وحلو وغنى ومشبع وكبير وقدير . . قال عنه جبرائيل : ليس شيئا غير ممكن لدى الله - هذا هو يسوع.
- وإنت عايز إيه . . ؟
اتمنى اننا نكون عملنا خطوة بره العالم المادى بتاعنا . وضيقتى . وصحتى . وظروفى . وجيبى
طلع رجلك بره شوية وأخطوا فى العالم الروحى وإتأمل فى الكيان الداخلى . . وإنت بتقوله محتاج للمسة . . اطلب انه يعمل فى كيانك الداخلى الروحى . . علشان تكون روحانى حقيقى
ممكن نتخيل اللمسة دى بتعمل إيه :
- ممكن اللمسة دى تكسر قيود جواك
- يمكن اللمسة دى تهدم أكاذيب جوايا
- لمسة تنضف عقلى
- لمسة ترجعلى ملكاتى المنطقية
إنا بقيت بِيِضِحِك عليا
أنا بقيت مزيف وبصدق الزيف
- لمسة تُبطِل كل روح شرير على حياتك
من الممكن أن تكون هناك أرواح شريرة تؤثر عليك . يسوع بيقولك دفع إلي كل سلطان . . يخرجها ، ويخرسها ويسيطر عليها .
الشاعر العربى زمان قال :
" يا متعب الجسم . . هل تتعب فيما فيه خسران . اقبل علىالروح واستكمل فضائلها . فأنت بالروح لا بالجسم انسان " .
أنت إنسان ليس بجسمك . . بل بكيانك الداخلى. . .
اطلب لمسة داخلية . .
اطلب من الحي المقام من الأموات . . أنا مشتاق لعملك فيا
أنا محتاج للمسة قوية . . وأنا فاهم بطلبها ليه .
لكسر قيود . . لهدم حصون . . لتحرير من إبليس . .
اصرخ تانى . .
وأى شخص شاعر بخطاياه . . ومحتاج الى المخلص . . أنت أهم واحد فى هذه القاعة . . المسيح يسوع يحبك . ويدعوك لنوال الخلاص . . كل المطلوب منك تقوله " ارحمنى أنا الخاطي " . إغفر لى يا يسوع . . خلصنى يا يسوع . . ادخلنى إلى عالمك وإنقذنى من عالمى الذى لم أرى فيه إلا الموت
قرر اليوم أن تكون شخصا مختلفا . .
المسيحية ليست فقيرة لتصنع منكَ ومنكِ الشخص الفقير . . المسيحية ثرية
- قال بولس " نغنى كثيرين "
نغنى بقداستنا . .
نغنى بعيون طاهرة . . وأيادى نظيفة . .
نغنى بإحشاء رحمة إلهنا . التى نصل بها الى المحتاجين والمكروبين .
نغنى بعقول نيرة تستطيع إن تسحق الأكاذيب
نغنى كثيرين بأرواح مميزة لا تَخدع ولا تُخدَع من الكذابين المزيفين
نغنى بخبر الإنجيل المُغير
نغنى كثيرين بالعدل ورفض الظلم
نغنى كثيرين بقول الحق
نغنى كثيرين بالفكر . بالروح . باليد
نغنى بالعمل . وليس بالكلام
كأن لا شئ لنا . . ونحن نملك كل شئ
إرفع يا روح الله مستوى توقعاتنا من ربنا يسوع المسيح . . سمعنا من جديد قولك . . المسيح لكم . كل شى لكم. . لأن المسيح لكم .
صلى معايا من أجل نفسك :
أيها المسيح المقام . أنت الملك صاحب كل السلطان . أنت الغنى . الذى منك تنحدر كل البركات . أنا مشتاق لعملك في . . أنا محتاج للمستك القوية . اغسلنى .ارسل مياهك تطهرنى. وارسل روحك يملأنى . لا أريدأن أعود كما جئت . . أريد أن أكون شخصا مختلفا .
صلى معى اذا كنت لم تلتقى بالمسيح . .
أيها الرب ارحمنى أنا الخاطى .. وإقبلنى . واغفر خطايايا وخلصنى وغيرنى . امنحنى هذه الحياة. وإجعلنى انسانا جديدا .
واذا كنت قد قبلت المسيح . . اعزم على التلمذة الحقيقية من اليوم . . يسوع يقول لكَ ولكِ" اتبعنى "
قوله ها أعيش تلميذا وتابع لك كل أيام الحياة . . أمين

لسماع العظة على الساوند كلود:
الاسمبريد إلكترونيرسالة